عربدة إسرائيلية في سماء طرطوس: جبهة الجولان إلى الواجهة… مجدداً
علاء حلبي - الأخبار
في اعتداء إسرائيلي جديد طاول مناطق غير معتادة في الساحة السورية، أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ من قبالة الساحل السوري نحو مواقع في محافظة طرطوس الساحلية، التي تضم قاعدة عسكرية روسية، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء – الأربعاء.
وجاءت الهجمات التي سمع سكان طرطوس أصوات انفجاراتها في سماء المحافظة، خلال عمليات التصدي لها، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان، والتي خلفت عشرات المجازر، في وقت كثّفت فيه وسائل إعلام عربية وإسرائيلية نشر أنباء عن حشد نحو 40 ألف مقاتل سوري وعراقي ويمني على جبهة الجولان السوري، في ما يبدو بمثابة مبررات استباقية لاعتداءات برية إسرائيلية محتملة على منطقة الشريط الفاصل المنزوع السلاح.
وكانت قد سبقت انتشار تلك الأنباء، خلال الشهور الماضية، عمليات تفجير وإزالة للألغام، بالإضافة إلى عمليات تجريف بعض السواتر الترابية، وفق ما أكدت مصادر ميدانية تحدثت إلى «الأخبار».وفي تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على طرطوس، ذكرت صحيفة «الوطن السورية، أن الدفاعات الجوية السورية التي تصدّت للعدوان أسقطت 3 مسيّرات، إحداها سقطت مع شظايا من الصاروخ الذي دمرها فوق أحد المنازل في قرية اسقبولي القريبة من طرطوس، ما أدى إلى حصول أضرار مادية من دون أن يصاب أي شخص بأذى. ونقلت الصحيفة عمّن سمّته مصدراً موثوقاً أن العدوان الإسرائيلي استهدف أحد المواقع خارج محافظة طرطوس، من دون تحديده. وتتبع إسرائيل، منذ عام 2018، تكتيكات عديدة في تنفيذ اعتداءاتها على الأراضي السورية، بعدما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة «F16» اخترقت المجال الجوي السوري، إذ تعتمد الطائرات الإسرائيلية على تنفيذ اعتداءاتها من قبالة السواحل السورية، أو من فوق قاعدة التنف الأميركية غير الشرعية جنوب البلاد.
بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي في سماء طرطوس، شنّ مسلحون متشددون هجمات في ريف اللاذقية الشمالي
ومنذ بدء الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، في السابع من تشرين الأول من العام الماضي، كثفت إسرائيل اعتداءاتها على سوريا، بحجة استهداف مواقع إيرانية وأخرى تابعة لـ«حزب الله»، غير أن هذه الاعتداءات ركزّت بشكل واضح على قواعد الدفاع الجوي ومنظومات الإنذار المبكر والحرب الإلكترونية. ووفّر هذا الأمر لها فضاءً أوسع مع خروج مناطق عديدة عن سيطرة الحكومة السورية في شمال البلاد وشرقها، ووجود القوات الأميركية في الجنوب، بالإضافة إلى تعرض كتائب الدفاع الجوي لهجمات متعمدة من قبل الفصائل المسلحة منذ اندلاع الحرب عام 2011.
وبينما كانت قوات الدفاع الجوي السورية تتعامل مع الاعتداء الإسرائيلي في سماء طرطوس، شنّ مسلحون متشددون هجمات على مواقع تابعة للجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي. وأعلنت غرفة عمليات «الفتح المبين» التي تقودها «هيئة تحرير الشام» وتضم فصائل غير سورية، عن «عملية انغماسية على محور عين عيسى شمالي اللاذقية»، في وقت ذكر فيه مصدر ميداني سوري، تحدث إلى «الأخبار»، أن قوات الجيش السوري تصدّت للهجوم وتمكّنت من القضاء على المجموعة المهاجمة.
وعلى خط موازٍ، تشهد درعا، جنوب البلاد، تصعيداً ميدانياً متواصلاً في الريف الشرقي، في المحافظة التي تسيطر عليها الحكومة السورية منذ عام 2018، بموجب تسوية خرجت بموجبها بعض المجموعات المسلحة إلى الشمال السوري، فيما بقيت مجموعات أخرى هناك. إذ خلقت التسوية الهشّة في درعا مساحة لاستمرار نشاط بعض الجماعات التي تشن هجمات متواترة على مواقع الجيش السوري، ضمن محاولة لإعادة تفجير الجنوب المحاذي للأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل. وخلال الساعات الماضية، تداول ناشطون معارضون بياناً موقّعاً باسم «القوى الثورية في محافظة درعا»، أعلنت فيه الأخيرة ما سمّته «بدء عمليات مفتوحة» ضد مواقع الجيش السوري، علماً أن «المرصد السوري المعارض» نشر البيان قبل أن يعمد إلى حذفه في وقت لاحق.