فتّوحي مناشداً عون: أوقفوا الاستغلال المذهبي
نطلب منكم وقف هذا الاستغلال المذهبي الظالم بحق شركائكم في الوطن
وجّه رئيس “الحزب اللبناني الواعد” فارس فتوحي بكتاب مفتوح الى رئيس الجمهورية ميشال عون، قائلا: “كلنا ثقة بأنكم تشكّلون خشبة الخلاص لوطننا العزيز لا سيما وأنّ انتخابكم كان بمثابة بريق أمل للشباب اللبناني، ونحن منهم، وما زلنا نتطلّع إلى عهدكم على أنّه المنقذ من آفة الهدر والفساد وسيعيد لنا السيادة الوطنية وكرامة الإنسان. لكننا نشخى من أن يسبّب خطاب “التيار الوطني الحرّ” إرباكاً وإحراجاً للطائفة الشيعية الكريمة التي باتت تُصوّر من خلال التصريحات الأخيرة على أنّها المسؤولة الوحيدة عن الفساد وانهيار الاقتصاد الوطني علماً بأنّ اللبنانيين جميعاً يدركون أنّ الفاسدين هم من كلّ الطوائف والأحزاب، وأسماؤهم لا حاجة للتدليل عليها”.
ولفت الى أنه “كما كنا معترضين خلال السنوات الماضية على اتهام “التيار الوطني الحر” للمكوّن السنيّ على أنّه المسبّب الأساسي في هدر المال العام، ولم ولن نوافق على مضمون كتاب “الإبراء المستحيل”، فإنّنا نتمنى عدم تكرار الخطأ نفسه بإلقاء تهم سياسية من دون مسوغات قانونية”، متمنيا على الرئيس عون “التدخل الفوري، وأنتم المؤتمنون على الدستور ورمز وحدة البلاد، للمبادرة سريعاً وجمع الشمل لوقف هذه الحملة التي تطال هذه المرّة المكوّن الشيعي من خلال تحميله مسؤولية الإساءة للصالح العام وعدم شروعه في ورشة بناء الدولة. فالغبن الذي يصيب طائفة يصيب كل الوطن ويعرّض الاستقرار والاقتصاد الوطني الهشّ لانتكاسة”.
وأضاف: “فخامة الرئيس، لقد كان انتخابكم على رأس الجمهورية نتيجة عوامل كثيرة أهمها وقوف الأكثرية الساحقة من المسيحيين إلى جانبكم، وهو صار عرفاً مصاناً من الصعب التراجع عنه، كذلك نرى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يحظى بتأييد طائفته الكريمة، كما هي مكانة الرئيس سعد الحريري في الشارع السنيّ، وهو طبع نظامنا الطائفي والديموقراطية التوافقية. وهي معادلة لا نوافق عليها كما السواد الأعظم من الشباب اللبناني لكننا متمسكون بها بانتظار بلوغ الدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية كما هو منصوص عليه في الدستور. لذلك وحفاظاً على وحدتنا الداخلية في وجه الهجمة الإسرائيلية على ثروتنا الوطنية، نطلب منكم وقف هذا الاستغلال المذهبي الظالم بحق شركائكم في الوطن والشروع في مكافحة الفساد بالطرق القانونية والقضائية من دون تمييز مرتبط بالتحالفات الانتخابية، فورشة الإصلاح والتغيير هي مطلبنا جميعاً وكلنا ثقة بكم وبحنكتكم السياسية وبحبكم لهذا الوطن العزيز الذي لم تبخلوا عليه يوماً بتضحياتكم الوطنية الكبيرة”.