اخبار محليةالرئيسية

“رسيل”.. معلمٌ بحري يحفظ تاريخ المقاومة وأسرار شهدائها

دايلي ليبانون - تغطية خاصة

بعد 37 عاماً على أولى عمليات المقاومة في البحر وتكريماً للمجموعة الأولى من شهداء القوة البحرية في حزب الله تم تدشين المعلم السياحي البحري الاول للمقاومة الذي سمي”رسيل”، على اسم شهيد العملية البحرية في العام 1987 رسيل رحال، وللمناسبة أقيم إحتفال في ميناء الامام الهادي في الاوزاعي، بحضور المستشار الثقافي في السفارة الايرانية كميل باقر، النائب الحاج علي عمار، ورؤساء بلديات واتحادات بلدية ومشايخ وعلماء دين وفاعليات وصيادي المرفأ وغطاسين وعوائل الشهداء وحشد اعلامي.
إستهل الحفل بكلمة تعريف ألقاها حسين محسن، وبعدها تلا المقرىء محمد غملوش آيات قرانية، ومن ثم النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله.
حرب
بداية تحدث د. طارق حرب الذي قدم شرحاً وتفاصيل المعلم السياحي البحري الاول للمقاومة، والذي حمل إسم رسيل تيمناً باسم الشهيد رحيل رسيل ابن منطقة برج البراجنة حيث كانت العلاقة مع البحر والغوص في أعماقه واكتناز أسراره، وكان تأسيس القوة البحرية في المقاومة أحد أهم الأسرار التي كان لها دورها الفاعل والمؤثر في الحد من عربدة العدو في مياه لبنان والإعتداء على الصيادين والأهالي ومنعهم من الإبحار وكذلك منع إستهداف المناطق اللبنانية الساحلية.

قبيسي
بدوره قدم رواية شهداء البحر الراوي علاء قبيسي، قال: “كتاب البحر، هو كتاب تاريخ المقاومة لم يكتمل حتى اليوم، ولكن من خلال جمع بعض اوراقه تكشف انه خلال اكثر من 40 سنة، هناك الكثير من الاحداث والتضحيات والمشاركات لكل بيت، البحر مليء بالاسرار وكل نزلة لها حكاية واكتشاف وكذلك حياة الشهداء”.
أضاف: “كل من تسأله عن ابن القوة البحرية يكون جوابه بأنه الشجاع المقدام، لان البحر يعرفه أهله بقساوته وضراوته، يشهد التاريخ الماضي والحالي على من غيّر المعادلات على الرغم من غدر البحر ورغم تجهيز العدو وشراسته، وان هذا العدو الذي سرح في هذا البحر كان هناك من له بالمرصاد حتى ينسحب،
وقال قبيسي ما بين الشهداء والبحر قاسم مشترك وهي الأسرار، أسرار الشهداء الذين لا يُكتشفون الا عندما تسقط دماءهم، وتحدث عن أول عملية نفذتها اول مجموعة بحرية للمقاومة وكيف تم ضرب بارجتي ساعر 2 و 3 ما أدى الى مقتل 35 جنديا للعدو، وفي تموز 2006 شاهدنا كيف تم تدمير البارجة ساعر، الى ما هنالك من قصص مليئة بالمفاجآت والبعض لم تكشف ادوارهم”.
ولفت قبيسي الى أن هؤلاء الشهداء لم تعد جثامينهم فهم غابوا ولم يعودوا الا ان ارواحهم موجودة وحاضرة، كما ان روح الحاج فؤاد شكر مؤسس هذه القوة البحرية حاضرة ايضا، ومن هنا كانت فكرة إقامة هذا المعلم البحري كي يزوره عشاق المقاومة التي روت دماء شهداءها هذا البلد، فهي دونت حكايات بسيطة تحفر بالصخر ولن تمحى ابد الدهر”.
عمار
وكانت كلمة لعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار الذي وجه التحية الى فؤاد المقاومة ومحسن جهادها، حيث شكّل حضوره عاملا من عوامل نصرة الحق والمظلومين المحرومين، فدماؤه وروحه ستبقى حية فينا على مستوى حركة الصراع ما بقي هذا العدو
واكد عمار “تنامي قوة المقاومة اليوم في الصراع مع العدو خصوصا في الجنوب اسنادا لفلسطين وغزة”. وقال: “وحدة الالم بين فلسطين ولبنان واحدة، فهناك يسقط الاطفال والنساء والشيوخ وهنا ايضا، لكن هذه الالام سترتقي بنا وان شاء الله وبمقاومتنا الى مصاف التحرير الكامل”.
وتوجه عمار الى الحضور: “أنتم ترون ما تقدمه مقاومتكم في مثل هذه الايام رغم كل الظروف الداخلية في ظل الخلل الذي اصاب مؤسسات الدولة الدستورية”.

العملية البحرية الاولى

بعد الكلمات كان الموعد مع مركب “رسيل” الذي تزين بأعلام لبنان وحزب الله وفلسطين وأبحر من ميناء الهادي الى قبالة راس بيروت حيث تم اغراقه في منطقة بحرية على عمق 400 متر، أبحر “رسيل” ليغوص في البحر الذي احبه ابطال قهروا المحتل، فمشروع المعلم السياحي البحري، هو توثيق للعملية البحرية في العام 1987 التي تعتبر العملية البحرية الاولى في تاريخ المقاومة والتي وقعت في منطقة عدلون في جنوب لبنان، حيث نفذ 6 مقاومين العملية ضد السفينتين الحربيتين “ساعر2″ و” ساعر3″ ما ادى الى وقوع اشتباك ومقتل وجرح عدد كبير من الجنود الاسرائيليين وكذلك ادت العملية الى استشهاد المقاومين الستة من بينهم رسيل رحال الذي سمي النشاط باسمه لانه ابن منطقة الاوزاعي.
وقد حفر على المركب “رسيل” تاريخ العملية والاستشهاد وتاريخ الاغراق في المكان المخصص لهواة الغطس في المكان المخصص، وذلك لمشاهدته في عمق الماء ليكون تخليدا لروح الشهداء الذين قضوا دفاعا عن لبنان، بعد أن همسوا في اذن التاريخ النصر يصنعه رجال لا يخشون لومة لائم، والتي إنتهت بشهادتهم بعد أن ذهبوا ولم يعودوا فباتوا شهداء تحتضنهم مياه بحر الشاطىء اللبناني وصولا الى شواطىء فلسطين المحتلة حيث كانت وجهة المقاومين ولا تزال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى