منسق عام جبهة العمل الإسلامي: ما يحصل في غزة قضية حق فلسطينية وعربية وإسلامية ومسيحية وإنسانية
استضافت إذاعة النور عبر أثيرها منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد للحديث عن موقف جبهة العمل الإسلامي من مختلف القضايا التي تشهدها الساحات اليوم وخاصة في فلسطين ولبنان في ظل معركة طوفان الأقصى.
وأبرز ما جاء في هذه الحلقة:
ما حصل في الشارع العربي من خمول وعدم خروجه بالتظاهرات المليونية لنصرة غزة حتى اليوم هو نتيجة عمل دؤوب بعد دراسات استراتيجية توصلت إلى أن الأساس في خلخلة الواقع العربي هو موضوع الفتنة المذهبية وشيطنة الآخر بالأخص الشيعة وحزب الله وإيران عند العالم العربي الاسلامي السني، لذلك رأينا ٢٠١١ مع انطلاق ما يسمى بالربيع العربي كيف كانت توجه السهام نحو الجمهورية الإسلامية ونحو حزب الله.
حتى قبل. ٢٠١١ مع استشهاد الرئيس الحريري كيف جاء استثمار قتله باتجاه المسألة المذهبية.
من هنا ندرك أن هذه الجريمة التي حصلت في لبنان لم تكن إلا جريمة موجهة من أجل إثارة الفتن الكبرى بعد عام ٢٠٠٦ وانتصار تموز، حين كنا حينها نرى صور سماحة السيد حسن ترفع في الأزهر الشريف وفي شوارع الدول العربية.
كانت جبهة العمل الإسلامي هي الجهة الإسلامية الحركية السنية الخالصة الوحيدة التي هاجمت الإرهاب في سوريا على الصعيد الإعلامي والسياسي، على الرغم من أن الشارع أغلبية الشارع السني نتيجة للتحريض السياسي والديني في تلك المرحلة كان ضد النظام في سوريا ويصور له أن داعش وأخواتها ستعيد للسنة أمجادهم.
بعد ٧ أيار تحرك سياسيون وبعض العمائم إلى الأزهر ليجيشوا علماء الأزهر ضد حزب الله والشيعة وإيران ويصوروا لهم أن السنة يذبحون في لبنان وتنتهك أعراضهم من حزب الله وبتغطية ايرانية فقط من أجل إثارة الفتنة دون أي دليل على هذه الادعاءات.
ما يحصل في غزة ليست قضية سنية شيعية، هي قضية حق فلسطينية وعربية وإسلامية ومسيحية وإنسانية، فكل من يقاتل يقاتل من أجل فلسطين، فكل من يقاتل هو فلسطيني الهوى، يقاتل لأجل الشرع والقومية والإنسانية والوطنية وليس من منطلق مذهبي أو طائفي.
ت كل من هم من علماء أهل السنة والجماعة الذين هم في خط الوحدة الإسلامية بوصلتهم هي فلسطين، لم يعيرو اهتماماً لخلافات الماضي ولم يتخلوا عن سنيتهم. بل هم بثباتهم على الحق ومقاومة العدو الصهيوني هم الأحرص والأشد تمسكاً بعقيدتهم ومذهبهم.
من الطبيعي أن تكون المقاومة الفلسطينية مع من يقف إلى جانبها ويدعمها من أجل استرجاع أرضها وكرامتها ومقدساتها، في الوقت الذي تخلى الجميع عنها، وهذه أرض ومقدسات كل العرب والمسلمين.
الناس اليوم قلوبها مع فلسطين لكن صوّر لهم إذا تحررت فلسطين سيأخذها الفرس والشيعة، لذلك نرى هذا الفتور في حركة الشعوب العربية والإسلامية. ولم يقف مشروع الفتنة حتى يعود.
بعدما حصل وما يحصل من كل الحرب العالمية الأمريكية والصهيونية أن نصل إلى هذه النتيجة فهو إنجاز، وما تقوم به حماس والجهاد وحزب الله والجماعة الإسلامية وقوات الفجر هو إنجاز كبير جداً لأنهم يواجهون شياطين تعمل على كل الجهات، ليس في القتال فقط إنما بالحرب الناعمة وبث الفتن والتحريض وحرب الإلهاء. عندما نصل إلى هكذا نتيجة من الوحدة الإسلامية رغم كل هذه الضغوطات فهذا انتصار.
لبنان تاريخياً هو الذي احتضن المقاومة الفلسطينية وانخرط أبناؤه من كل المناطق وكل شباب بيروت في العمل المقاوم، واليوم الجماعة الإسلامية تحركت إسناداً لغزة ومؤسسها هو نفس مؤسس جبهة العمل الإسلامي المرحوم الداعية الدكتور فتحي يكن، أي هي قائمة على الفكر الجهادي وفلسطين،
ولا تستطيع الجماعة أن تدرس منتسبيها عن فلسطين والمقاومة ثم تغض النظر عما يحصل في فلسطين.
الدم الذي يسقط اليوم من هؤلاء الشباب في حزب الله نصرة لغزة ودفاعاً عن الحرمات والمقدسات، فأين التفاعل السني الجماهيري الحقيقي، يجب علينا اليوم أن نتخطى مشروع الفتنة وكل الحواجز لنفرض على حزب الله ونقول له أنت تقاتل في الجنوب دفاعاً عن فلسطين وأهلها الذين هم من الطائفة السنية مثلنا، فنحن وإياك في معركة واحدة لذلك نريد أن نتسلح ونقاتل وأن تدعمنا في ذلك لنكون جنباً إلى جنب صفاً واحداً في معركة الحق هذه.
الكل يستطيع أن ينصر غزة ويفعل المستحيل إذا وجدت الإرادة، فهذا الشهيد ماهر الجاري لم يمنعه كل القمع والإجراءات الأمنية المعقدة من أن يأخذ المسدس ويقوم بعملية رائعة فكان الشهيد ماهر اسم على مسمى.
سابقاً كنا نرى في الساحات الكبرى السنية كيف كانت تنزل النساء وتخلع حليها وتقدمها من أجل المقاومة وفلسطين، اليوم لم نعد نرى هذه المشاهد فكم أتمنى أن يعود تفاعل أهلنا مع إخوانهم في فلسطين بكافة السبل.
طبيعة الناس وروحها مع فلسطين لكنها بحاجة إلى من يحركها. إلى الآن لم نستطع أن نستنهض هذا الشارع السني الذي هو بانتظار من يقوده متماهياً مع عقيدته ومبادئه وتاريخه بسبب فقداننا للوسائل الإعلامية والمراكز الدعوية والمساجد التي نستطيع أن من خلالها مخاطبته، بسبب عزل أغلب علمائنا بسبب مواقفهم الوحدوية، فقلب وروح وعقل أهل السنة والجماعة مع غزة وأهلها ولكن إلى الآن لا يوجد مقومات الاستنهاض.
أنا أعتز وأفتخر بأهلي أهل السنة والجماعة على موقفهم المتميز في لبنان بعدم الرضوخ للضغوطات والتطبيل والترويج لمشاريع التطبيع رغم المغريات، لان المؤامرة الكبرى منذ استشهاد الرئيس الحريري هي فصلهم عن قضية فلسطين، وتشويه صورة المقاومة ونقلهم لضفة التطبيع والاستسلام، ورغم كل هذه المؤامرات والصعوبات أن نرى روحية فلسطين في أهلنا هو مدعاة فخر وعز.
وختم: هناك الكثير مثل الشهيد ماهر الجاري فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: “الخير بي وبأمتي الى يوم القيامة”، فالخير موجود في هذه القلة من المقاومين الموجودة، والإرادة تصنع المعجزات، ويجب أن تكون عملية الشهيد ماهر هي رمزية ودافع لكل الشباب العربي والمسلم من أجل رفض الرضوخ والعمل على نصرة إخوانهم في غزة ويبدأ ذلك في الأردن ومصر بتسيير المظاهرات والاحتجاجات من أجل الضغط وإسقاط اتفاقيتي وادي عربة وكامب ديفيد.