في الوقت الذي لا تزال فيه المنطقة ككل تغلي بانتظار رد ايران وحزب الله على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” اسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، استبعدت مصادر مواكبة عن كثب للحراك الحاصل في المنطقة نجاح الاجتماع المزمع عقده يوم الخميس والذي اعلنت اسرائيل بوقت سابق الموافقة على المشاركة فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، بالتوصل لاتفاق قريب تدفع واشنطن بكل قوتها لان يتم توقيعه قبل الرد المرتقب لايران وحزب الله ما يؤدي لتعليق هذا الرد او الاكتفاء بأن يكون رمزياً.
وقالت المصادر لـ “الديار”:”رغم الهواجس الاسرائيلية الكبيرة والمخاوف المسيطرة على المجتمع الاسرائيلي الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يبدو مصرا على مواصلة القتال ومسار التصعيد لاعتباره ان المهلة الزمنية التي تفصله عن الانتخابات الاميركية مهلة ذهبية يفترض ان يستغلها لتحقيق اهدافه”، معتبرة ان “من يريد الهدنة لا يقتل مئة شخص ويجرح مئات آخرين قبل ساعات من الاجتماع المرتقب كما حصل في مدرسة التابعين”.
وترى المصادر ان “الادارة الاميركية الحالية ورغم ما تعلن عنه عن ضغوط لحث نتنياهو على سلوك مسار المفاوضات جديا، الا انها بحقيقة المطاف لا تزال تغطيه بالسلاح والمال، لاعتبار الديمقراطيين انهم بالعلن يحاولون استرضاء الاقليات التي يبدو صوتها حاسما في كثير من الولايات وبنفس الوقت لا يستفزون اليهود الذين يدرك الجميع ان اصواتهم حاسمة في اي انتخابات”.
انتظار الرد مدمّر!
وفي الوقت الذي آثر حزب الله ومعه ايران عدم تقديم اي اشارات بخصوص موعد الرد وما اذا كان سيكون مشتركا او على حدة لكل طرف، تثبت المواقف الصادرة من اسرائيل ان الحرب النفسية التي تشن بهذا الاطار اكثر من ناجحة وتؤدي غرضها لحد كبير، خاصة بعدما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في الساعات الماضية عن ان “فترة انتظار رد إيران وحزب الله مدمرة لإسرائيل”.
وتوالت المواقف الصادرة يوم أمس عن ايران وحزب الله التي تؤكد حتمية الرد. اذ أعلن القائم بأعمال وزير خارجية إيران، علي باقري كني “أن الرد على اغتيال هنية مشروع وسيكون بشكل حاسم”. وقال خلال اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب إن “إيران، تماشياً مع دفاعها عن أمنها القومي ووحدة أراضيها وسيادتها الوطنية، واستناداً إلى القانون الدولي والإجراءات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ستجعل إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً، وذلك في إجراء مشروع وحاسم”.
اما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة، فأكد ان “الرد آت على جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر وكذلك اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، وأن العدو الصهيوني سيدفع ثمن حماقته، ولا يظنن احد أنه في موقع من يحقق انتصارات بل في موقع من سيبكي أخيرا”.
وأشار حمادة إلى أن “الرد تحكمه جملة امور أهمها الحكمة والعقل والتخطيط الاستراتيجي الذي من خلاله نقيم وزنا لردعنا ونعلم العدو ان لا يجتاز حدودنا، ويحسب الف حساب للمواجهة”.
من جهته، قال الوزير السابق محمد فنيش أن “قرار الرد على العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت اتخذ، لكن تنفيذ هذا القرار مرتبط بظروف ميدانية هي التي تحدد التوقيت والوسائل، وأن الأمر نفسه ينسحب أيضاً على جريمة اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية فقد اتخذ القرار بالرد، والمسؤولون الإيرانيون يصرحون بأنهم سينفذون هذا القرار”.
ولفت إلى أن “هذا التجاوز سيتم الرد عليه، لكي يعود العدو الإسرائيلي إلى الالتزام بحدود قواعد الإشتباك، وهو إن أراد التصعيد فالمقاومة على جهوزية واستعداد للتعامل مع أي تصعيد أيضاً”، واضاف:”هناك مسعى أميركي، والحديث عن عقد جلسة تفاوض من جديد، هذا أمر عائد إلى قيادة المقاومة في فلسطين والذي يمثل المقاومة في غزة هي حركة حماس، وما تقبل به نقبل به، وما تلتزم به نلتزم به، ولا يمكن إيقاف عمل المقاومة في لبنان إلا بإنهاء الحرب على غزة”.
بالمقابل، واصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحذيراته لطهران وحزب الله.فقال في تصريحات من قاعدة تل هشومير العسكرية، الأحد، إن لدى إسرائيل قدرات كبيرة، مشدداً أن “على إيران وحزب الله أن يعيدا حساباتهما”.كما أضاف أن “على إيران وحزب الله أن يتوقعا أن نرد كما لم نفعل في الماضي”.