“لا أهل لي يقتلوني وأهلي” – بقلم: بلال صالح العريضي
“صرعتمونا” بأنكم مواطنين ضمن دولة تجاهرون بإنتمائكم لها وتدّعون الخصوصية ولا تريدون التدخل في شؤونكم.
أنتم مواطنون ضمن كيان غاصب، يرفضكم كمواطنين، ويسن قوانين عنصرية تشرع يهو*د*يته، يتحين الفرصة لطردكم، انتم اذا كنتم مواطنين فأنتم مواطنين درجة عاشرة فيه.
انتم مواطنون ضمن كيان يكن كل العداء لنا.
انتم مواطنون ضمن كيان يقتل الأطفال والنساء ويقتل اهلنا.
انتم مواطنون ضمن كيان يقصف ويدمر أوطاننا.
إذا كنتم موافقين اذاً أنتم شركاء في قتل اهلكم وتدمير بيوتهم.
كنا سنعذركم لو لم تتبجحوا بالانتماء لهذا الكيان، لو لم تدّعوا انكم تعيشون بكرامة فيه ويؤمن لكم كل سبل الحياة.
كنا سنعذركم لو إستترتم، لو لم تستميتوا في الدفاع عن قتله لأهلكم، كنا سنعذركم لو أدنتم القتل، لو تضامنتم مع الدماء…
كنا سنعذركم لو فقط صمتم…
الا تدّعون انكم في دولة ديمقراطية وفيها حرية التعبير عن الرأي!!؟؟ اذا لماذا لا تصدقون حين تعبرون عن رأيكم!!؟؟ ولماذا هناك بينكم شرفاء يقولون الحق ويرفضون التجنيد ويرفضون التعاون مع هذا الكيان الغاصب، بينما أنتم لا!!!؟؟؟ إذاً، انتم لديكم حرية الخيار في قول الحق ولكن تفضلون الوقوف الى جانب الباطل الى جانب المغتصب القاتل لغايات ومصالح ضيقة.
إن كنتم رجال دين كما تدعون فمارسوا شعائركم الدينية وأولها “صدق اللسان وحفظ الإخوان”، صدق اللسان في قول الحق كما هو، وحفظ الإخوان أولاً بينكم وثانياً إخوانكم أينما وجدوا، لا تكونوا مطية مشاريعهم السياسية، لا تكونوا حماتهم ضد أهلكم، لا تعطوهم شرعية باطلة، ان كنتم رجال دين كما تدّعون عليكم بالاستتار، لقد دنستم هذا الزي وجلبتم العار لطائفة وطنية ما حملت يوماً الا الحق شعارها…
تبررون كتبرير القاتل المأجور حين يقول:
“It is not personal, it is only business…”
إذاً، اسمحوا لي….
لا أهل لي يقاتلون في صفوف العدو الاسرائيلي، لا أهل لي في جيش يقتل أهلي ويدمر وطني، لا أهل لي يدافعون عن هذا الكيان ويقدمون له الذرائع والحجج.
لا أهل لي يدعمون الباطل ويسكتون عن الحق…
لا أهل لي اختاروا هذا الكيان الغاصب بملىء ارادتهم…
لا أهل لي يقتلوني وأهلي…
أهلي هم من يناضلون يومياً في قلب البركان، وفي فم التنين، يقولون الحق لو على قطع راسهم…
أهلي هم من يرفضون التجنيد والهوية ويرفضون التعاون مع هذا الكيان من منطلق مبدئي ووطني وقومي رافضين حمل السلاح في وجه اخوتهم…
أهلي من يقفون سداً منيعا باللحم الحي ضد الظلم والجور وهدم بيوتنا…
اهلي من يطالبون بحقوقهم الانسانية وممارسة شعائرهم الدينية وزيارة مقاماتهم الدينية والتواصل مع اخوانهم…
أهلي منهم الاكثرية الصامتة المقهورة التي ترفض سياستكم ومواقفكم…
حتى أهلي هم أولئك المغلوب على امرهم لكنهم لا يدعمون هذا الكيان ولا يشرعوه ولا يجملوه…
التاريخ لن يرحم، لكن للتاريخ سنقول، انتم مواطنون ضمن كيان زائل بائت، يا ليتكم تتعظون وترون ان النهاية قد بدأت حقاً وأن لا خلاص لكم سوى أهلكم وجذوركم…
بلال صالح العريضي
بيصور، في ٢٠٢٤/٠٧/٣٠