النجمة بطل لبنان. عبارة انتظرها النجماويون عشر سنوات كامل. عقد من الزمن على آخر مرة رفع فيها لاعبو النجمة كأس الدوري قبل أن يعودوا ويرفعوه مجدداً أمس بفوزهم على الأنصار 2-1 على ملعب جونيه. فعلها الرئيس مازن زعنّي ومنح جمهور النجمة لقب الدوري اللبناني في سنته الثانية كرئيس للنجمة خلفاً للرئيس السابق أسعد صقال.فعلها إبن النادي وأحد قادته التاريخيين عباس عطوي ومنح جمهوره الكبير لقب الدوري لكن هذه المرة كمدرب مساعد. فعلها المدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش وأعاد فريق النجمة إلى منصات التتويج في «نصف موسم» قضاه مع الفريق كمدير فني بعد استلامه مهمته ومعه المدرب عطوي بعد انتهاء المرحلة المنتظمة. خرج دراغان من الباب الضيق في فريق شباب الساحل حين فشل في قيادته إلى سداسية الأندية الأوائل، ودخل في نادي النجمة من الباب العريض بعد أن أحرز اللقب. مسح يفوانوفيتش جميع التحليلات والتوقعات وحتى كل الآراء التي شككت بصوابية التعاقد معه من قبل ادارة النجمة وقاد النبيذي إلى لقب الدوري.
فعلها «القائد المساعد» قاسم الزين ومنح فريقه أغلى ثلاث نقاط في تاريخه حين سجل هدف الفوز على الأنصار في الدقيقة 95، بعد أن كان فريقه متقدماً بهدف خليل بدر في الدقيقة 30، ومعادلة الحاج مالك للنتيجة في الدقيقة 51.
فعلها لاعبو النجمة وأثبتوا أنهم أكبر من جميع التوقعات التي صبّت لصالح الأنصار على الورق استناداً إلى عروضه القوية وتفوقه الكلي على النجمة هذا الموسم في أربع محطات، إضافة إلى حاجة «الأخضر» للتعادل كونه متقدم على النجمة بنقطتين.
في المقابل، لا يمكن توصيف الحالة الأنصارية ليلة أمس في جونيه. بين الصدمة والذهول والغضب وقف الأنصاريون مصعوقين، القلائل منهم في ملعب جونيه والآلاف في الملعب البلدي حيث وضعت شاشة كبيرة للجمهور الممنوع من الحضور بقرار من القوى الأمنية. لم يصدق الأنصاريون أن اللقب ضاع في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل عن ضائع. لم يصدق الأنصاريون أن الفريق الذي هزموه ثلاث مرات في الدوري ومرة في كأس لبنان فاز عليهم وانتزع من فمهم الدوري الخامس عشر.
لكن هذا هو السيناريو الذي حصل. سيناريو أثبت أن كرة القدم تعطي من يعطيها حتى النهاية، وقادرة على نسف جميع التحليلات حين تدور على أرض الملعب وتكون الكلمة الأخيرة لأقدام اللاعبين.