هاني نصار: إرحموا مرضى السرطان وأبعدوهم عن التجاذبات السياسية
جدد رئيس “جمعية بربارة نصار لدعم مرضى السرطان” هاني نصار، في بيان، المطالبة باستصدار “قانون يؤمّن التمويل للمصابين بالسرطان، من خلال فرض ضرائب على مسببات هذا المرض”.
وقال: “منذ ما قبل الأزمة الاقتصاديّة في لبنان، حين لم يكن أحد يلتفت لمعاناة مرضى السرطان البالغين فيه، ظانّين أنّ الدولة تغطّي نفقات علاجه بالكامل، كانت جمعيّة برباره نصّار ترفع الصوت جاهدةً لإحداث تغيير ما. وعند اشتداد الأزمة، رفعت الصوت وحرّكت الرأي العام، فأضحت قضيّة مرضى السرطان هي حديث البلد، على كلّ وسائل الإعلام. وعندما لم تستجب الجهات المعنيّة في بادئ الأمر، بادرت الجمعيّة إلى تنظيم اعتصامات للمرضى، هزّت الرأي العام العالمي، وبدأت مسيرة التغيير. وحين كانت الهبات وأدوية الأمراض السرطانيّة تُنهب وتهرّب وتباع بالسوق السوداء، سمّينا الأشياء بأسمائها دون خوف، وما استهبنا أحداً. وحين بدأت مسيرة التغيير في وزارة الصحّة، ولمسنا تحسّنا ملموساً على صعيد المكننة ووقف الهدر، وتوقّفت طوابير انتظار المرضى مذلولين في مركز توزيع الأدوية في الكرنتينا، وباتت تصل أدويتهم مباشرة إلى المستشفيات، لم نتردّد بشكر فريق العمل في الوزارة وعلى رأسهم الوزير الدكتور فراس أبيض. وقد عقدنا معه اجتماعات لا يحصى عددها، ناقلين وجع المرضى وحاملين همومهم. وعملنا سويّاً على تحسين ظروف علاجهم. ولمّاً كنّا نصطدم بحاجز نقص التمويل من قبل الحكومة، لم نتردّد بالنزول إلى الشارع والمطالبة بأبسط حقوق المرضى وهو العلاج بكرامة”.
واضاف: “خلال مناصرتنا لمرضى السرطان، لم نتطرّق يوماً إلى التعاطي بهذا الملف من وجهة نظر سياسيّة. همّنا واحد؛ وهو حصول مريض السرطان على علاجه بكرامة. لذلك، وبعد أن صارت الجمعيّة مرجعاً للإعلام اللبناني والعالمي، لكل ما يتعلّق بوضع مرضى السرطان في لبنان، وتستقي منّا الخبر اليقين. نتمنّى على بعض الأقلام عدم زجّ اسم الجمعيّة أو رئيسها في مقالات أو تقارير لم تُكتب سوى لغاية في نفس يعقوب”.
وتابع: “نحن ندرك موضوع الخلافات السياسيّة في لبنان، لكنّنا ننأى بأنفسنا عنها. ونحن ندرك أنّ كلّ جهة حزبيّة ستحارب الوزراء من الجهة المقابلة. وندرك أيضاً أنّ الأدوار ستتبدّل عند تبدّل مرجعيّات الوزارات السياسيّة. وأمّا ما سيبقى ثابتاً فهو مصداقيّتنا في مناصرة حقوق مرضى السرطان في لبنان، وعزمنا على تأمين حقوقهم، وقول كلمة الحق من دون أي اعتبار سياسي أو طائفي”.
وأشار إلى “اننا حقّقنا الكثير، وآخر إنجاز كان اعتماد مجلس النواب مبلغاً لشراء أدوية الأمراض السرطانيّة والمستعصية من ضمن موازنة وزارة الصحّة السنويّة. على أمل أن نلمس نتائج هذا الأمر في القريب العاجل، فتتوفّر غالبيّة الأدوية بلا انقطاع. ويبقى لنا الكثير لتحقيقه، فما زال العديد من المرضى يتعالجون وفق بروتوكولات قد لا تكون الأنسب لهم. وهنالك أدوية باهظة الثمن، تتخطّى بضعة آلاف من الدولارات شهريّاً، حُرم منها مرضانا. ومردّ ذلك كلّه إلى نقص التمويل من قبل الحكومة اللبنانيّة”.
وقال: “حين عرضنا خطّة لتمويل صندوق مرضى السرطان في لبنان، من خلال ضرائب على مسبّبات السرطان ومنها التبغ والتنباك، رفضها المسؤولون غير المسؤولين، عن الشعب اللبناني، لأهداف تتعلّق بمصالحهم الخاصّة. لذلك، إرحموا مرضى السرطان، وأبعدوهم عن تجاذباتكم السياسيّة. ولا تتناولوهم في تقاريركم المعدّة سلفاً. فمن حرمهم علاجهم هو هذه الطبقة السياسيّة الفاسدة التي سرقت أموالهم وأموالكم جميعاً”.
وختم نصار: “إن كنتم تريدون خدمة قضيّتهم، لا تضيعوا الوقت بالمناكفات السياسيّة، بل إضغطوا معنا على المعنيّين لاستصدار قانون يحمي اللبنانيّين من الإصابة بالأمراض السرطانيّة ويؤمّن التمويل للمصابين بها من خلال وضع الضرائب على مسبّبات السرطان. لطالما قلنا: أوقفوا فسادكم تتأمّن أدويتنا”.