الرئيسيةمجتمع ومنوعات

مجاعة الفن في لبنان

بقلم البروفسور سليم سعد

يشهد التاريخ أن الشعوب و الأمم و الاقوام و القبائل و العشائر و التجمعات البشرية، كانت ترتكز على كل ما تملكه من أرض ومن مواهب و طاقات بشرية، فكانوا لا يفلتون شبراً واحداً من الارض دون أن يفعلوه بالانتاج الزراعي و لا يتركون واحداً من أفراد المجتمع دون أن يقوم ببذل الجهد الانتاجي، و كل ذلك كان يعزز هذه أو تلك من الجماعات، و كلما حصل إهمال لمساحات من الارض دون زراعة تراجع إقتصادهم، و كلما تعطل إنسان عن العمل حصل نقص في الناتج الاقتصادي العام.

فكيف اذا حصل لهذه الجماعات كما يحصل في لبنان، حيث معظم الاراضي الزراعية مهملة و الطاقات البشرية مهمشة، فإنه الخراب بعينه، و لنأخذ مثلاً، في ميدان الموسيقى و المهن المرتبطة بها، حيث ينتسب إلى النقابات القليل القليل و العمل شحيح، فيشكو معظم المهنيين و المبدعين من هذه الحالة، فيأتي الإعلام ليمعن تمزيقاً بأهل المهنة و المواهب، فترى برامج تلفزيونية تلقي الضوء على قلة قليلة من المبدعين، بحسب المزاج و الانتشار الشهروي، فيبقى فنانون كثيرون مغمورين و مغبونين، فيزداد شعورهم بالنقمة، و يظهر البرنامج الإعلامي ضعيفاً كمن يستجدي و يشحذ الهواء و هو غارق فيه.

و الحل في ذلك هو برنامج ثقافي للجمهورية اللبنانية، يُلْحظُ في الدستور و يديره كبار في العلم والفن و ليس من وجب توظيفهم من أجل إشباع الحصص الطائفية و الزعاماتية.
و عليه نقول أن لبنان يعاني من مجاعة في الفن كما في غيره من النتاجات البشرية الاقتصادية و الحضارية، و كذلك من فقر في النشر الاعلامي الكافي ليظهر كل موهبة، و هذا لا يصيب حالياً أكثر من واحد في الألف، تقريباً.
ألأرض مهملة و المبدعون مهملون، فكيف يخرج لبنان من هذه المجاعة المدعومة من وباء السلطة الحاكمة فيه؟؟؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى