السيد الحوثي: تحالف العدوان السعودي – الأميركي فشل في تحقيق أهدافه في احتلال اليمن
أكَّد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، اليوم الاثنين 25 آذار/مارس 2024 أنَّ تحالف العدوان السعودي الأميركي فشل في تحقيق أهدافه في احتلال اليمن، مشددًا على أنَّه يتوجّب على كافة الدول مراجعة سياستها العدائية تجاه صنعاء، لافتًا إلى عدم وجود أي مبرر لاستمرار السعودي والإماراتي في المماطلة الواضحة من استحقاقات السلام، معتبرًا أنَّ السلام هو المصلحة الفعلية والحقيقية للجميع.
وبمناسبة ذكرى مرور 9 أعوام من العدوان السعودي الأميركي على اليمن “يوم الصمود الوطني”، أوضح السيد الحوثي أنَّ “هذه مناسبة مهمّة لشعبنا اليمني العزيز فمضي 9 سنوات منذ بداية العدوان على شعبنا العزيز، والصمود هو عنوان الموقف الحق لشعبنا”.
وأشار السيد الحوثي إلى أنَّ “العدوان على بلدنا منذ لحظته الأولى كان غادراً بلا سابق، بلا مبررات، بلا مقدمات، ووحشياً وإجرامياً ولأهداف خطيرة، مؤكدًا أن العدوان على بلدنا كان بإشراف أميركي وفي إطار خطة أميركية إسرائيلية بريطانية وتنفيذ من جانب التحالف، وأتى هذا العدوان في إطار خطة شاملة في المنطقة لإعادة ترتيب وضعها تحت قيادة العدوّ الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية”.
ولفت قائد حركة أنصار الله إلى أنَّ من أهداف العدوان على بلدنا تمكين العدوّ الإسرائيلي من قيادة المنطقة وترتيب وضعها كما ظهر في برنامج التطبيع أو “صفقة القرن”، مؤكدًا أنَّ “العدوان على بلدنا ليس له أي مشروعية ولا أهداف مشروعة ولا ممارسات مشروعة، وقد افتضحت العناوين التي رفعها التحالف، فالحضن العربي لا أساس له، وإنما سعي لإدخال المنطقة في الحضن العبري”.
وشدَّد على أنَّ “تحالف العدوان سعى منذ البداية إلى تدمير بلدنا واحتلاله ومصادرة حق شعبنا في الحرية والاستقلال، ومنذ الغارات الأولى استهدف تحالف العدوان المدنيين وارتكب الجرائم، وكان الاستهداف شاملًا لكل معالم الحياة، وغارات تحالف العدوان قتلت الناس في بيوتهم سواء في المدن أو القرى وحتّى في مخيمات البدو وكانت غارات تحالف العدوان السعودي الأميركي تقتل الناس في كلّ تجمعاتهم في الأفراح والأحزان وفي مختلف المناسبات، كما كان هناك تركيز على قتل الشعب اليمني في الأسواق والمستشفيات والمساجد والمدارس والطرقات، واستهدف تحالف العدوان الشعب اليمني بالحصار والتجويع، والمؤامرات على العملة الوطنية والبنك وغير ذلك”.
وكشف السيد الحوثي أن عدد الغارات الجوية التي شنها تحالف العدوان الأميركي السعودي 274302 من القنابل والصواريخ على الشعب اليمني وهذا ليس إحصاء كاملًا، مؤكدًا أنَّ طبيعة العدوان إجرامية ووحشية ولأهداف سيئة، مضيفًا أن “العدوان دمر 613992 منزلاً حسب الحصر، وأكثر من نصف مليون منزل، وهذا عدد كبير جدًّا من المنازل دُمرت”.
وتابع أن “العدوان دمر 186 منشأة جامعية، الكثير منها دمرت تدميرًا كليًا”، وتساءل: “من يدمر أكثر من نصف مليون منزل هل حربه لمصلحة الشعب اليمني أو لاستهداف فئة معينة من أبناء الشعب اليمني!!، استهداف الجامعات هل يمكن أن يعبّر عن مصلحة الشعب اليمني أو خدمة الشعب اليمني أو من أجل الشعب اليمني!!”.
وأوضح أنَّ “تحالف العدوان دمّر 1843 مسجدًا، وهو عدد كبير بالرغم من قدسية بيوت الله، كما دمر العدوان 427 مستشفى ومرفقاً صحياً رغم محدودية الخدمات الصحية في بلدنا، كما قتل فيها الكادر الصحي والمرضى، ودمر العدوان 1331 مدرسة ومركزاً تعليمياً، و146 منشأة رياضية و269 موقعاً أثريا، و63 منشأة إعلامية”.
و على مستوى الحقول الزراعية، قال إن “العدوان دمّر أكثر من 12775 حقلاً زراعياً، واستهدف 15 مطاراً رغم أن البنية التحتية كانت ضعيفة في بلدنا، ومع ذلك ظلّ مطار صنعاء يتعرض للغارات، كما استهدف العدوان 354 محطة ومولداً كهربائياً و7940 طريقاً وجسراً وقتل فيها أعداداً كبيرة من المواطنين، بالإضافة لاستهداف 647 شبكة ومحطة اتّصال و3332 خزاناً وشبكة مياه، مما يجلي بوضوح عدوانية تحالف العدوان وأهدافه السيئة”.
وأضاف أن “العدوان استهدف 2155 منشأة حكومية، و417 مصنعًا، و397 ناقلة وقود و12534 منشأة تجارية، و484 مزرعة للدجاج والمواشي، وأكثر من 10 آلاف وسيلة نقل، وأكثر من 1000 شاحنة غذاء، و712 سوقاً مرتكباً فيها مجازر جماعية، بالإضافة لاستهداف 493 قارب صيد و1043 مخزن غذاء في سياق مضايقة الشعب اليمني وتجويعه واستهدافه في اقتصاده وغذائه، و434 محطة وقود”.
وأوضح قائد حركة أنصار الله أن “الاستهداف لبلدنا طاول كلّ معالم ومقومات الحياة، ومثل هذا لا يمكن أن يقال عنه إلا عدوان، مضيفًا أن العدوان على بلدنا أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 50 ألفاً من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء من غير شهداء الميدان، لافتاً إلى أن هناك جرائم وحشية عرف بها العالم وانتشرت أخبارها في مختلف البلدان والكثير منها يندى لها جبين الإنسانية”.
وحول الحصار الاقتصادي، أشار السيد الحوثي إلى أنَّ “الحصار والتجويع عدوان موازٍ إلى جانب العدوان العسكري نتج عنه معاناة كبيرة جدًا، فكان هناك استهداف منظم للاقتصاد والعملية الوطنية والبنك، وسيطرة على الثروة النفطية والغازية والمنافذ، وفُرض حصار شامل على الشعب اليمني من خلال إغلاق المطارات ومنع الناس من السفر”.
وأوضح أن التماسك على مستوى الجانب الرسمي والجانب الشعبي والجبهة الداخلية كان مشرفًا وعاملًا مهما في فشل تحالف العدوان، لافتًا إلى أن “شعبنا لا يزال يعاني جدًّا نتيجة العدوان والحصار على بلدنا”.
وأكد قائد حركة أنصار الله أنَّ “تحالف العدوان أطلق عمليات عسكرية كبيرة لاجتياح كلّ المحافظات ووفر لها غطاء إعلاميًا وسياسيًا كبيرًا ومع ذلك فشل، وفشل في احتلال العمق الجغرافي والإستراتيجي لبلدنا رغم سيطرته على مساحة واسعة”، موضحًا أن “تحالف العدوان سيطر على الثروة السيادية والنفطية والغازية لبلدنا والكثير من الموانئ، ومساحة واسعة من الساحل ولكن بقيت المحافظات ذات الكثافة السكانية في مواجهة وتصدٍ وجهاد وثبات وهذا له أهمية كبيرة جدًّا لكل البلد”.
وأضاف السيد الحوثي: “اتضح الفشل الحتمي للعدوان في تحقيق أهدافه في الاحتلال التام لبلدنا والسيطرة الكاملة على شعبنا، موضحاً أن تحالف العدوان كان يعول على أنه سيحسم المعركة في البداية خلال أسبوعين لكن خابت آماله وآمال الذين خططوا لهذا العدوان، فالأعداء على مدى سنوات طويلة وصلوا إلى شبه يأس من إمكانية تحقيق أهدافهم، وتكبدوا خسائر كبيرة”.
وأكَّد أنَّ “عدد القتلى والجرحى من كلّ تشكيلات تحالف العدوان السعودي الأميركي والمرتزقة بلغ 282,879 قتيلًا ومصابًا، وبلغت خسائر الأعداء في الآليات والمعدات 18,397، فيما بلغت عمليات الدفاع الجوي 4585 عملية تمكّن خلالها من إسقاط 165 طائرة حربية واستطلاع”.
وكشف السيد الحوثي أنَّ “عمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي بلغت 38 عملية وكانت ذات أهمية كبيرة جدًا في ردع العدوّ وكان من أبرز العمليات البحرية استهداف فرقاطة المدينة والسفينة الحربية سويفت وضبط سفينة “روابي””.
وأكد أنَّه “كان للصاروخية وسلاح الجو حضور كبير في التصدي للعدوان في الجبهات وعمليات خارج الحدود، فقد بلغت العمليات الصاروخية 1828 عملية، منها 1237 عملية في العمليات العسكرية والقتالية، و589 عملية خارج الحدود، في ما بلغت عمليات سلاح الجو المسيّر 12,009 عملية هجومية واستطلاعية، لافتًا إلى أن معظم عمليات سلاح الجو المسيّر كان في إطار المهام القتالية الدفاعية والهجومية، ومنها 997 عملية خارج الحدود”.
وأشار السيد الحوثي إلى أنَّ عمليات الإسناد للقوات البرية بلغت 211,136 عملية قنص واستهداف مدفعي وضد الدروع وهندسة.
وأوضح السيد الحوثي أنَّ “الأعداء حرصوا منذ البداية على حرمان بلدنا من الحصول على السلاح للدفاع عن نفسه في ما امتلك الأعداء كلّ أنواع السلاح بما فيها المحرمة دولياً، موضحًا أن الأميركي حصل من السعودي والإماراتي على مبالغ مالية هائلة جداً، فكانت أكبر صفقات العصر وتستحق أن يطلق عليها “صفقة القرن””.
وأكد أن المسار في تصنيع الأسلحة من الصواريخ ومختلف القدرات العسكرية الأخرى بدأ من نقطة الصفر ومن مراحل بسيطة جدًّا وتطوّر المسار في كلّ أنواع السلاح والقدرات في مختلف المجالات وتطوير القدرات العسكرية كان مسارًا تصاعدياً ناجحًا بالرغم من الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة جدًا.
ولفت السيد إلى أن “العدوّ حاول أن يضغط بشكل كبير على شعبنا العزيز بالوضع الاقتصادي عبر الحصار وحرمانه من إيرادات ثروته النفطية والغازية، لكن شعبنا استمر في صموده وثباته ولم يستسلم أو يهن أبدًا وتطوير القدرات العسكرية كان ولا يزال مسألة مهمّة ومتطلباً أساسياً لتحقيق الانتصار ودحر العدوان واستعادة ما احتله تحالف العدوان”، مؤكدًا أن “على بقية الدول أن تراجع حساباتها الخاطئة وسياساتها العدوانية تجاه بلدنا”.
وأكد السيد الحوثي أن “شعبنا العزيز هو في مقدمة الشعوب حرصاً واهتماماً بالأمن القوميّ العربي وبأمن أمتنا الإسلامية كافة وشعبنا حريص على أن يسود في البلدان العربية والإسلامية الأمن والاستقرار والعلاقات على أساس أمة واحدة، وأضاف: “ليس هناك أي بلد عربي له مبرر أن يتوجه بسياسات عدائية ضدّ شعبنا العزيز باعتبار وهم أو تخيل، وعلى كلّ البلدان العربية والإسلامية أن تنظر إلى الشعب اليمني كشعب يجسد الأخوة الحقيقية وهو سند لكل الأمة”.
وقال السيد: “شعب اليمن يهتم بأمته أن تكون أمة عزيزة، قوية، متآخية، متعاونة. وعدونا واضح، عدونا هو عدو الأمة بكلها، والعدو الإسرائيلي يشكّل خطورة حقيقية على كلّ المسلمين، وفي مقدمتهم العرب، والعداء الإسرائيلي للعرب عداء معروف وواضح وصريح في ثقافتهم ومدارسهم ومناهجهم وتراثهم وسياساتهم”.
وأضاف: “أتى مشروع التطبيع ليقفز فوق العدوانية الإسرائيلية لتحريك حروب وفتن داخل أمتنا”، لافتاً إلى أن من المأساة على أمتنا عندما اتجهت دول وحكومات وأنظمة لتحريك كلّ طاقاتها وإمكاناتها لخدمة السياسة الأميركية”.
وقال قائد حركة أنصار الله: “من المحنة الكبرى للأمة ومن الخسران المبين أن توظف بعض الدول العربية إمكاناتها وقدراتها لخدمة المؤامرات الأميركية والإسرائيلية”، وأضاف: “مع الأسف الشديد لا يزال الأميركي مستمرًا في سياسة توريط بعض الأنظمة العربية في الاتّجاه العدائي الداخلي وإثارة الفتن والصراعات داخل الأمة”.
وأكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي حرص اليمن “على التفاهم والسلام مع كلّ الدول العربية والإسلامية وعلى الأخوة وعلى العلاقات الإيجابية وليس لدينا توجه عدائي تجاه أي بلد عربي ولا أي دولة عربية ولا إسلامية ونحن الآن في مواجهة واضحة ومباشرة بيننا وبين ثلاثي الشر أميركا و”إسرائيل” وبريطانيا”.
وأوضح أن “بلدنا وقف الموقف المشرف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومناصرته بشكل كامل، وعملياتنا العسكرية مستمرة وكذلك على مختلف المستويات، التحرك الشعبي الواسع والأنشطة الواسعة في كلّ المجالات، وكذلك إعلامنا موجه بكلّ طاقته وإمكاناته لمناصرة الشعب الفلسطيني”.
وأكد أنه “لا وجود لأي مبرر لاستمرار السعودي والإماراتي في المماطلة الواضحة باستحقاقات السلام في ظلّ المرحلة الراهنة، وينبغي على السعودي والإماراتي أن ينتقلا من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام إذا كانا يريدان فعلًا السلام، مؤكدًا أن السلام هو المصلحة الفعلية والحقيقية للجميع”.
وأضاف السيد الحوثي: “الخطوات الجادة وفق اتفاق واضح يتضمن ما كنا نؤكده عليه في المباحثات والمفاوضات على مدى كلّ المراحل الماضية”، مؤكدًا أن “استحقاقات السلام هي بإنهاء تام للحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار”.
وجدد التأكيد على أنَّ استحقاقات السلام الواضحة هي خير للجميع ومصلحة حقيقية للكل واستحقاقات السلام استحقاقات واضحة وبينة ومطالب مشروعة ومنصفة لشعبنا العزيز.
وقدم السيد القائد النصح لتحالف العدوان الأميركي السعودي بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى اتفاق واضح والخروج من هذه الحالة، وإلا فعاقبة استمرار أي بلد عربي في خدمة السياسات الأميركية الخسران والوبال، كما نصح الجميع بالتحرر من التبعية العمياء لأميركا آملًا أن “نصل إلى حل منصف وعادل يفضي إلى تنفيذ استحقاقات السلام”.
وفي ختام الكلمة قال قائد حركة أنصار الله “قادمون في العام العاشر بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية شعبنا ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم والتصدي لمؤامرات الأعداء، قادمون بجيش منظم مؤمن مجاهد جمع بين التجربة الفعلية والبناء، قادمون بالتعبئة العامة وبوعي شعبي غير مسبوق وتماسك تام لجبهتنا الداخلية”، متوجهًا بالشكر والتقدير لكل الذين وقفوا مع بلدنا خلال كلّ هذه السنوات وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله، موضحاً أن الجمهورية الإسلامية في إيران تضامنت مع بلدنا بشكل واضح وصريح، والإخوة في حزب الله في لبنان كان لهم موقف مساند ومتضامن ومتعاون مع بلدنا وواجه المشاكل الكثيرة نتيجة لذلك.
كما قدم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الشكر “لإخوتنا في العراق وكلّ الأحرار في كلّ العالم من أبناء أمتنا الذين وقفوا وتضامنوا مع شعبنا في مظلوميته ومحنته”.