اخبار محليةاقتصاد

الإحتفالات بالشعانين تعمّ المناطق.. العظات الدينية تقدّمت

نداء الوطن

إنكفأت الأحداث السياسية وتقدّمت العظات الدينية في أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، إحياءً لذكرى دخول يسوع أورشليم، ورفعت الصلوات في الكنائس والأديرة وأُقيمت زياحات الشعانين في مختلف المناطق، حيث حمل الأطفال الشموع وأغصان الزيتون مردّدين «هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب»، وركّزت المواقف على المحبّة والسلام ونبذ أعمال العنف والحرب.

وفي هذا السياق، ترأّس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس أحد الشعانين في بكركي. ولفت إلى أنّ «عيد الشعانين ليس بسعيد لكثيرين من الأطفال الذين يعانون من الفقر والجوع والحرمان والتشريد والتهجير». وذكر «أطفال غزّة الخاضعين لعمليّات إبادة واضحة في المستشفيات، وطريق الهرب، ووقوفهم صفوفاً لإلتماس حصّة طعام، وفي الجوع وانتفاء الأدوية، كذلك القول عن الرجال والنساء والشباب، فيما العالم معتصم بالصمت خوفاً على المصالح». وقال: «يا لوصمة العار على جبين هذا الجيل من حكّام الدول! وتضاف كارثة العائلات والأطفال في حرب روسيا وأوكرانيا». وتقدّم بالتعازي «من عائلات القتلى والسلطات الروسيّة»، وطلب من السفارة الروسيّة في بيروت نقل التعازي وتأكيد قرب لبنان منهم، سائلاً الله «أن يتقبّل صلاتنا لراحة نفوس الضحايا وشفاء الجرحى وأن يضع حدّاً للحرب الهدّامة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا بالسلام العادل والدائم». والتمس «الخلاص من خطايانا المتزايدة، ولا توبة عليها، فتراكمت حتّى أصبحنا نعيش في هيكليّة خطيئة ضدّ الله، وضدّ قدسيّة الذات، وضدّ الناس. نحن نعني الخطيئة الروحيّة، والخطيئة الأخلاقيّة، والخطيئة الإجتماعيّة، والخطيئة السياسيّة التي بلغت بالفساد إلى ذروته».

أما كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، فأكد خلال ترؤسه قداس أحد الشعانين في كنيسة المخلّص في برج حمود، فطلب أن يدخل الرب «في نفوسنا ويطهّرنا من رواسب الحقد والإنشقاقات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية في هذا الوطن الحبيب، حيث لم يبق شيء»، وقال: «لا قدرة للمواطنين على دخول المستشفيات، ولا قدرة لمرضى السرطان والأمراض المستعصية على المعالجة، وفي قضية انفجار مرفأ بيروت لم يحاسب أحد، وكذلك الأمر في قضية المودعين. لم نرَ فاسداً في السجن، فمن يدفع الثمن فقط هم المواطنون، دفعوا الثمن في صحّتهم ومدخّراتهم ومستقبلهم». وتضرّع إلى الله «ليساعد الناس ويغسلنا ويطهّرنا بمحبته اللامتناهية لكي بدورنا نحن أيضاً نتمرّس بأعمالنا الصالحة، فلا يبقى هناك لا مثالثة ولا مناصفة، بل وطن واحد وشعب واحد، اسمهُ شعب الله شعب الخلاص».

وقال راعي أبرشية دير الاحمر والبقاع الشمالي المطران حنا رحمة، خلال قداس وزياح الشعانين في كاتدرائية مار جرجس في دير الأحمر «أن تقتل الناس تحت الأنقاض وتحت منازلهم وبيوتهم هذا من فعل الشيطان، وليس من أفعال الإسلام والمسيحية واليهودية، فالمسيح هو الحياة، وهو الذي بُعث إلى الحياة، وهو الذي قال لنا تعالوا إلى الحياة».

أمّا رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، فطالب في عظة الشعانين في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة «بوقف العنف والتوقف الفوري عن استهداف الأطفال والمدنيين الأبرياء في غزة».

ورفض راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، في قداس احتفالي في كاتدرائية مار اسطفان في البترون، «منطق الحرب والحقد والانتقام والقتل والدمار»، ودعا الجميع «إلى فعل توبة صادق لنعيش مع بعضنا ومع الآخرين المغفرة والمصالحة والمحبة والسلام».

بدوره، قال رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في قداس أحد الشعانين في كنيسة مار مارون في طرابلس: «عندما تكون من محققي السلام، لا نقبل منطق الحرب ونرفض كل عنف وظلم، لأن الحرب تولّد حرباً والظلم يولّد انتقاماً، وقهر الناس واستباحة حقوقهم يؤدي الى أحقاد وخصومات تنتقل من جيل إلى آخر، فيصبح من الصعب الشفاء». وسأل: «أين القادة اليوم أمام احترام الخير العام في وطن ممزّق منهوك القوى من جراء إنتهاك حقوق الناس الأساسية من خلال نهج منظم متبع منذ عقود أدى إلى ما نحن عليه اليوم، نهج لم يحترم المواطن وحقوقه ولا الحق الأساسي البديهي بعيش كريم ولائق»؟

كذلك، احتفلت الطوائف المسيحية بأحد الشعانين في صيدا، فأقيمت زياحات الأطفال في الكنائس وحملوا الشموع وسعف الزيتون، في أجواء من الفرح، وركزت العظات على معاني العيد وأهمية اسبوع الآلام وأملت أن يحل السلام في كل العالم. كما أحيت كنائس وكاتدرائيات وأديرة صور عيد الشعانين. وأقيمت في بلدات وقرى منطقة الشوف قداديس الشعانين ورفعت الصلوات وألقيت العظات، وكذلك في مختلف كنائس عكار وقضاء الكورة وزغرتا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى