مجتمع ومنوعات

الكورة تحتفل بتوقيع كتاب المناضل نقولا نصير “من الذاكرة”

بدعوة من رفقاء وأصدقاء وعائلة المناضل نقولا نصير إحتفلت الكورة بتوقيع كتابه “من الذاكرة”، وذلك نهار الاحد الواقع في 28/1/2024، حيث تحول حفل التوقيع الى إحتفال تكريمي له ولجهاده وثباته في ساحة النضال.
أفتتح الاحتفال بكلمة ترحيبية من عريف الاحتفال الامين جورج ضاهر، وتوالى على الكلام كل من الرفقاء رندى محسن حبايب، وضياء عبدالله قبرصي، والشاعر الرفيق عصمت حسان، والامين محمد غملوش، معددين مزايا المكرم صاحب الكتاب .
يروي الكتاب سيرة بطل ومناضل أمضى ما يزيد على 66 عاماً مُتفانياً في سبيلِ النهضة السورية القومية الاجتماعية وانتصارها.
كما وتحدث القيادي في اللقاء القومي النهضوي الأمين توفيق مهنا ومما جاء في كلمته ” أن سعاده زعيمي قال “لم آتكم بالخوارق بل بالحقائق التي هي انتم”.
وانت يارفيقي يا نقولا حقيقة حية من هذه الحقائق التي ترتقى الى مستوى المعجزة. من يقضي عمره منذ نعومة اظافره حتى كلل الشيب رأسه في النضال والصمود والثبات وهو الحائز على وسام الثبات في حزبنا، من قضى عمره في السجون او في الاغتراب وبقي مؤمناً مؤتمناً على هذه النهضة اليس هذه حقيقة ترتقي الى مستوى المعجزة. وما المعجزات ان لم تكن انساناً جديداً يترك بصمة نوارة في حياة الامة وفي حياة المجتمع.
واضاف :” زعيمي قال ايضاً ان الامم والشعوب لا تنهض بالمبادئ وحدها بل بقدوة الرجال.
انت القدوة … قدوة في الايمان … قدوة في الالتزام في العصامية في الاخلاق في السلوك في العطاء في التضحية في التخلي عن الذات انت قدوة تجمع ولا تفرق.”
وتابع قائلاً : ” نحن حزب عرف خلال تاريخه الازمات واختبرها ولكنه لم يرضخ ابداً تحت اي ازمة بل نهض من جديد حزباً قومياً مقاوماً حزباً يحمل هم الامة لا هم الافراد كائن من كانوا. نحن اليوم على ارض قومية مشتعلة في جنوب لبنان في فلسطين في الجولان في العراق هذه قضيتنا هنا هذه قضية الانسان الجديد المقاوم الوحدوي الذي يقدر ان يواجه هذه الأعاصير لا سيما وان اعداءنا ليس خارجيين فقط بل داخليين ايضاً. يحاولون ان ييأسوا شعبنا تارة بأن يقولوا لا دخل لنا لا في جنوب لبنان ولا في فلسطين ولا في اي شبر من ارضنا القومية. الم تسمعوا بالامس واحداً من هؤلاء الذين يظنون انهم يكبروا اذا استخدموا لغة لا تمثل أي قيمة… من هو هذا ؟ من انت امام مقاوم حبيب لنا وضع حداً للعصر الصهيوني من انت امام حزب دمه في لبنان وفي فلسطين وفي الجولان وفي الشام موجود على هذه الارض، انتم تفصيل صغير امام هذا الحزب الكبير.
وتحدث أيضاً النائب السابق الأمين سليم سعاده فقال “نجتمع اليوم من مختلف الاهواء والمناطق وهو برهان واضح على ضرورة توحيد الحزب السوري القومي الاجتماعي. الاحد الماضي اخبرني الامين جورج عن هذا الحفل، حفل توقيع كتاب الرفيق نقولا نصير، فلم أفكر بالامر بل على الفور قلت له نعم اشارك لاسباب ثلاثة: السبب الاول لانني أعتبر ان كل من سجن في المحاولة الانقلابية أني مدين له بشيء، ولانه وبالرغم من ان قرار الانقلاب كان قرار مؤسسة الحزب، لكن حزبنا حزب رئاسي وكان الرئيس حينها د. عبدالله سعاده، وكل من سجن مع الوالد فأنا مدين له بشيء، والسبب الثاني أن اسمه نقولا ما يذكرني بشقيقي الشهيد نقولا، والرفيق نقولا نصير شهيد حي. والسبب الثالث هو أهمية هذه المذكرات أنها تأتي من القاعدة وليست كمذكرات القيادات كعبدالله سعاده وانعام رعد وعبدالله قبرصي وجبران جريج التي تأتي من فوق من القيادة الى القاعدة، لانها تعطي بعد آخر ومن يرى روما من تحت ليس كمن يراها من فوق.
وأضاف ” اود ان اتكلم قليلاً عن تاريخ النهضة في لبنان و قمت بتقسيم المراحل منذ التأسيس الى ثلاثة مراحل. المرحلة الاولى هي مرحلة التأسيس أيام الزعيم أنطون سعادة منذ العام 1932 للعام 1949. كان الزعيم هو القرار الثابت الواحد الموحد في تلك المرحلة و هي التي اسست للحزب آنذاك. المرحلة الثانية و على الرغم من كل الكبوات و الهفوات، هي منذ الخمسينيات لمنتصف السبعينيات قبل الحرب الاهلية. وقد اسميت هذه المرحلة بالعصر الذهبي للنهضة القومية الاجتماعية ومثال على ذلك ما اذكره ففي السبعينيات كان هناك احتفال للحزب في منطقة الغرب اثناء تولى الامين محمود عبدالخالق مسؤولية المنفذ العام وكان قد جمع في صفوف نظامية اكثر من الف قومي إجتماعي وهم يؤدون التحية. ” … اما المرحلة الثالثة هي تلك التي تمتد من الحرب الاهلية ليومنا هذا، مرحلة من خمسين سنة تقريباً حيث عشعش مرضين وهما المليشيا والاثراء غير المشروع. ولكنه وعلى الرغم من الازمات كلنا أمل بانه سيكون هناك علاج لهذه الامراض وان يعود الحزب الى وهجه وتألقه وذلك يتطلب وقتاً وصبراً …. والاسوا من ذلك كله ان المجتمع في لبنان تفكك وتحول الى دويلات وأصبح من الصعب على النهضة العمل فيه بسهولة ومثال على ذلك اننا في الكورة كنا نمثل بحدود 45 بالمائة وكان هناك التقليديين ولم يكن لدينا احزاب اخرى كالكتائب والاحرار وغيرها سوى الشيوعيين، ورغم كل ما حل بالمجتمع وازمة الانقسام الحزبي ونتائجه المدمرة حصلنا في آخر انتخابات على الموقع الثالث في الكورة. لان النهضة قوية في الكورة ومهما اخذ منها تبقى قوية.
ثم ألقى نجل المؤلف المحامي الاستاذ نظام نصير
كلمة جاء فيها :نلتقي اليوم لنتعرف بعمق على مناضل كبير احبه الجميع وصادقه الجميع واحترمه الجميع لانه عبر عن حق عن قيم النهضة ولانه حمل عن حق امانة النهضة في عقله وقلبه…..
” من الذاكرة” ليس مجرد ذكريات لشخص عادي بل هو مجموعة من الدروس الانسانية والاجتماعية والنهضوية…..هو مجموعة من القيم التي نفتقدها اليوم بسب الانانية والمصالح الشخصية …..هو رسالة للنهضويين ودعوة في ذات الوقت للعودة الى سعاده ليس بالشعارات والوعود بل بالوعي والمعرفة والمحبة فيما بيننا……
ذاكرة الرفيق نقولا نصير تاخذنا الى الزمن الجميل بعيدا عن واقعنا المؤلم اليوم وان كان ذلك الزمان فيه الكثير من العذابات والالام والتضحيات الا انه يبقى زمن العز عن حق…
ان المحطات التي اشار اليها الرفيق نقولا في كتابه هي محطات مفصلية في تاريخنا الحزبي وهي تعبر عن عمق الالتزام وصلابة الايمان وانتصار قيم النهضة في انساننا…
“من الذاكرة” بعفوية كتابته وبساطة صياغته فيه الكثير من العبر والدروس والتجارب التي علينا التعمق فيها لقراءة المستقبل وتحديد اولوياتنا الاستراتيجية بعيدا عن اولويات الاشخاص وطموحاتهم …
الرفيق نقولا نصير هو واحد من مئات المناضلين الصامتين المتواضعين الذين انتصر فيهم فكر سعاده وقيمه الانسانية فارتقوا الى مرتبة الامانة الحقيقية …
من الاشرفية بدأ مشوار والدي و هناك انتمى الى صفوف النهضة وهو مازال شابا يافعا لم يتجاوز 16 عاما من عمره غير ابه بالتهديد والوعيد متمسكا بالقيم والمبادئ طريقا وحيدا للعبور الى زمن الانسان الجديد……
دخل الاعتقال بشرف وعزة وكرامة وكأنه في رحلة للاستجمام ، وهناك بدأ مشواره المغمور بالبطولة والعز وبمواقفه التى تعبر عن رجولة لا مثيل لها…
هي “الجامعة ” كما اطلق عليها ابو انطون تسمية في مذكراته وهذه التسمية بحد ذاتها تحمل سمات المناضلين الانقياء وتعبر عن ارادة واصرار وتصميم على اكمال مسيرة النهضة حتى في المعتقل بالرغم من التنكيل والتعذيب والالام …………
هناك في الجامعة وبعد خمس سنوات كاملة نال شهادة العز بدرجة تقدير وانطلق مجددا في مشواره النهضوي الطويل غير ابه بما قد يتعرض له مجددا لانه اصبح اكثر نضجا ومناعة واكثر ايمانا بان فكر سعاده هو الحل الوحيد لنهضة شعبنا وامتنا………
تحمل الرفيق نقولا مسؤوليات عديدة في مسيرته الحزبية وكان نموذجا للبذل والعطاء ، تعرض للمضايقات والخطف والتهجير ورغم ذلك بقي شامخا كالسنديانة مصمما على التضحية مهما كانت الظروف…
واليوم نشهد توقيع كتابه من الذاكرة بعد ان قرر تدوين مذكراته لتكون مادة نضالية للاجيال ومادة تحفيزية لرفقائه للعمل للوحدة ونبذ الانقسام والفرقة واستعادة المحبة فيما بينهم بعيدا عن الحقد والانانية لان فكر سعاده يجمع ولا يفرق ولان فكر سعاده يبني انسانا جديدا بقيم جديدة ومفاهيم جديدة لا يمكن بل من المستحيل ان تتحق وحزبه مشرزم وغائب عن مشروعه النهضوي الكبير…
شكرا لك ايها المناضل الكبير لانك جمعت اليوم رفقائك في الكورة وعكار وبيروت والجبل املا ان تكون بداية للتلاقي والنقاش وصولا الى الوحدة وشكرا لكم جميعا على محبتكم وصدقكم وحضوركم الذي افرح قلب والدي واعطاه طاقة متجددة لاكمال مسيرة النضال…
صم ألقى المؤلف والمكرم في آن الرفيق نقولا نصير كلمة جاء فيها:
منذ 66 عاماً أديتُ القسم بالشرف والمعتقد أمام المسؤولين وكان ذلك في 16 تشرين الثاني 1958 وكان عمري 16 عاما، وكم كانت فرحتي عظيمة أن أقف أمام المسؤولين المحترمين رافعاً يديّ بالتحية القومية الإجتماعية ، وهم يرددون الكلمات التي يجب أن أرددها خلفهم ، أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي على أنني انتمي إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي……
كم كنت مبتهجاً بعظمة القسم وما رافقه من شعور في داخلي وأحساس غريب وكأن شيئاً تغير فعلاً في داخلي حيث شعرت براحة نفسية لا توصف… ، هذا فعلاً كان تغييراً جذرياً في حياتي ، كنت متابعاً للحزب منذ كان عمري 14 عاماً من خلال خالي الرفيق نقولا قباني ،عرابي في المعمودية، وكذلك الشاهد على قسمي الذي أديته بكل إحترام وأنا أقف رافعا اليد اليمنى بالتحية القومية الإجتماعية .
كان انتمائي للحزب ولادة جديدة لي وبداية مسيرة محفوفة بالتحديات ، إلا أنني وبعد 66 عاما من انتمائي للنهضة مازلت اشعر بعظمة هذا الانتماء ومازلت مستعدا لتنفيذ المهمات بكل إرادة صلبة…
رفقائي نحن بحاجة الي ” سعاده الانسان” إلى “سعاده القيم” إلى” سعاده الفكر” لذلك ادعوكم جميعا للعودة إلى سعاده لانه خشبة الخلاص الحقيقية لكل ازماتنا وهو المعبر الوحيد لنهضة مجتمعنا وشعبنا…
أخيراً، أتقدم بجزيل الشكر من الجميع ومن كل من ساهم في إحياء هذا التكريم ولكل الذين كرّموني بكلماتهم الرقيقة والصادقة ولمن تكرّموا عليّ بالدروع التذكارية والشكر الكبير لكم أيها الأحبة.

وتم في نهاية الاحتفال تقديم عدد من الدروع التكريمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى