اخبار عربية ودوليةالرئيسية

كتب عباس النجار – القضية الفلسطينية أولوية إنسانية

حين نقارب القضية الفلسطينية من المنظور الإنساني الإغاثي نجد إنها واحدة من أكبر عمليات السطو على كرامة وحقوق الإنسان المنصوص عليها في كل الشرائع والمواثيق الدولية، حيث أن تجريد شعب أعزل من حقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية هو التوصيف الدقيق لما حصل ويحصل في فلسطين من ممارسات بحق الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة منذ النكبة في العام 1948 وكذلك في الشتات، ولعل هذه المقاربة هي التوصيف الأفضل والواقعي للقضية الفلسطينية وفق الدكتور كامل مهنا صاحب مؤسسة عامل الدولية المعنية بشكل مباشر بالقضايا المحقة والتركيز على بناء الانسان نفسيا واجتماعيا وثقافيا.

غياب القانون الدولي الذي يعنى بحقوق الإنسان وعدم تعاطي محكمة العدل الدولية بجدية بشأن الوضع داخل الأراضي الفلسطينية (غزة) أدى إلى تدهور الوضع الإنساني، وانعدمت العناصر الأساسية للحياة (الماء،الغذاء،المسكن،الدواء).
أضف إلى ذلك ان العدوان طال النساء والأطفال وكبار السن وأماكن الرعاية الصحية والمستشفيات وأماكن تواجد النازحين وتم إستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، ورغم حجم العدوان المجرم وهول المجازر لم نشهد موقف دولي حاسم حتى على الصعيد الانساني من الجهات والمنظمات المعنية يدعو بشكل جدي إلى وقف العدوان وتحميل “اسرائيل” المسؤولية وإدانتها، بل وصلت وقاحة المجتمع الدولي إلى تشجيع حكومة الاحتلال من خلال إرسال الاساطيل والامعان في قتل الشعب الفلسطيني.
وقد أعلنت دول رئيسية مانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تعليق تمويلها في أعقاب اتهام “إسرائيل” موظفين في الوكالة التابعة للأمم المتحدة بالضلوع عملية طوفان الأقصى وفي المقابل أكدت السلطة الفلسطينية، أن الأونروا بحاجة إلى الدعم حيث إن وقف الدعم والمساعدات سيؤدي إلى الانهيار الكلي للوضع الانساني في غزة.
أمام عدم المبالاة التي تطال شعبنا الفلسطيني وإنعدام الإنسانية يأتي دور مؤسسة عامل الدولية التي تعمل على تعزيز كرامة الإنسان بمعزل عن خياراته السياسية والدينية، والتي بدأت فعليا بالتحضير لإطلاق سفينة المطران “هيلاريون كبوجي” من لبنان إلى غزة بهدف مناصرة قضية شعبنا وبخاصة أهالينا في غزة في مواجهة الإبادة الجماعية والمساهمة في تعزيز صمودهم والدفاع عن حقوقهم في الحياة والحرية.

وانطلاقاً من منطق “الميم” الثلاث الذي هو إختصار للمبدأ والموقف والممارسة، حيث إن المبدأ يؤسس للموقف الثابت في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وبالتالي تأتي الممارسة على أرض الواقع بالفعل وما الدعوة إلى هذه الحملة الانسانية إلا أول الغيث الذي ندعو من خلاله الاحرار إلى المشاركة كل من موقعه ولنؤكد للعالم إن مؤسسة عامل الدولية ستبقى درعاً للدفاع عن حقوق الانسان، وإن القضية الفلسطينية اولوية تحتم على الجميع النضال لنصرتها وصولا إلى تحريرها بالكامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى