عملية “ميرون”.. أول غيث رد المقاومة
يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون
أيام وساعات قليلة كانت كافية بعد خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي توجه للعدو بعبارة “بيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي” ليحل يوم السبت الفائت على وقع خبر إستهداف المقاومة الإسلامية لقاعدة ميرون في شمال فلسطين المحتلة على بعد 5 كم من الحدود مع جنوب لبنان والواقعة على جبل الجرمق بإرتفاع لا يقل عن 1250 متراً عبر إستخدام عشرات الصواريخ والقذائف والمسيرات التي كانت كفيلة بتعطيل “عين” إسرائيل الأمنية والاستخباراتية على صعيد لبنان وعدد من دول المنطقة، ما دفع بالعدو الى إستخدام مناطيد التجسس للتعويض عما كانت تقوم به قاعدة ميرون من بعض المهام التجسسية على مستوى جنوب لبنان.
عملية ميرون ليست سوى رد أولي بحسب ما أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، وأهمية العملية لا تكمن فقط بطريقة إستهداف القاعدة بصواريخ وقذائف لم تتمكن القبة الحديدية من التصدي لها وحسب، بل بأهمية الهدف الذي تم إستهدافه ما يشكل دليلا على الكم والحجم الهائل من المعلومات التي باتت تحوزها المقاومة الإسلامية عن المواقع والقواعد العسكرية التابعة للعدو، ومن هنا كان القرار بإستهداف إحدى أهم قاعدتين (ميرون شمالاً و”متسبيه رامون” جنوباً) للمراقبة والتجسس وأعمال التشويش التي يقوم بها جيش العدو على صعيد دول المنطقة، ولعل ما تضمنه بيان المقاومة الإسلامية من معلومات وتفاصيل حول مهام قاعدة ميرون كان كافيا للتأكيد على الدور الكبير والهام للقاعدة المستهدفة، ودليلا على حجم القوة الإستعلامية التي تمتلكها المقاومة بخصوص مواقع العدو وقواعده العسكرية المختلفة.
وبينما إنصرف إعلام العدو الى تحليل وشرح خلفيات عملية إستهداف المقاومة لقاعدة ميرون واعتبار هذه الخطوة بمثابة رسالة حازمة من المقاومة الإسلامية تخطت فيها “الخطوط الحمراء” الموضوعة، إلتزمت القيادتان السياسية والعسكرية للعدو الصمت وهذا السلوك ليس وليد الصدفة، بل تعبير عن مدى حراجة الموقف والمأزق الذي يعيشه كان الاحتلال سياسيا وأمنيا وعسكريا بعد عملية ميرون، فعدم الإدلاء بالمواقف او اعطاء التصريح هدفه عدم الإنزلاق الى أي خطوة غير محسوبة النتائج كإطلاق التهديد او التلويح بالرد على عملية استهداف قاعدة ميرون الاستخباراتية، في وقت يدرك كيان الاحتلال ان الرد سيقابله رد أقسى، ما يعني أن الجبهة الداخلية في كيان الإحتلال ستكون أمام خطر حقيقي، خصوصا وان السيد نصرالله ألمح في خطابه ما قبل الأخير بعد اغتيال الشهيد العاروري الى ان منطقة غوش دان (تمتد على مساحة 1500 كم2 من مستعمرة نتانيا شمالا الى أسدود جنوبا وتقدر الكثافة السكانية فيها بحوالي 4 ملايين مستوطن) ستدمر في حال أي عدوان على لبنان”.
وبعد عملية ميرون كانت المواقف الصادرة عن مسؤولين في حزب الله لا سيما كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد الذي كان واضحا وجازما بأننا “قدّمنا تضحيات وبذلنا دماءً زكيّة غالية على قلوبنا وصمدنا وواجهنا ونقف للعدوّ بالمرصاد، وإذا أراد العدوّ أن يشنّ حربًا على لبنان فليعلم أنها هي الحرب التي نذهب فيها إلى النهاية”، مواقف المقاومة قابلها صمت كيان الإحتلال ومسؤوليه عن إعلان اي موقف بينما أكدت المقاومة الجهوزية لأي سيناريو محتمل في حال قرر العدو الدخول بمغامرة مع لبنان، وهذا ان دل على شيء فإنه يؤكد بأن المقاومة حاضرة في الميدان لأي سيناريو “إسرائيلي” تصعيدي يأخذ بعين الإعتبار الذهاب نحو المواجهة المفتوحة، وما الرد الأولي على اغتيال الشهيد العاروري وعدد من كوادر المقاومة عبر عملية ميرون الا أول غيث رد المقاومة، فهل وصلت رسالة المقاومة النوعية الى كيان الإحتلال، ما سيشكل رادعاً له عن خوض غمار حرب على جبهة الشمال يدرك سلفا انه لن يكون قادرا على حسمها لصالحه؟ أما إذا كان القرار الإسرائيلي في منحى مختلف، فعندها سيكون الكلام للميدان.