المبادرة المصرية التي وضعت لانهاء الحرب في غزة، تتأرجح بين تشديد حماس على وقف اطلاق نار شامل من «اسرائيل» وليس هدنة مؤقتة وبين ما تدعو اليه حكومة الحرب «الاسرائيلية» بالقضاء على حماس بشكل كامل في القطاع وتجريد غزة من السلاح. ذلك ان الشروط «الاسرائيلية» التعجيزية باستئصال حماس من غزة رغم عدم تحقيقها انتصارا ميدانيا على كتائب القسام، الى جانب اقتناع اطراف عديدة مرتبطة بالصراع بين «اسرائيل» وحماس بان الدولة العبرية قد توقف لوقت قصير عدوانها على القطاع ولكنها حتما ستعاود قصفها وعملياتها العسكرية بشكل مفاجئ في غزة، بما ان تاريخها خير دليل على ان «اسرائيل» لا تلتزم باي مبادرة او اتفاق او اي قرار دولي.
من جهتها، تصر حماس على عدم القبول باي مقترحات سياسية ما دام جيش الاحتلال يستمر في ضرب غزة، مؤكدة انها لن تدخل في اي عملية تبادل اسرى اذا لم توقف «اسرائيل» نهائيا حربها على قطاع غزة. علاوة على ذلك، رفضت حماس البند في المبادرة المصرية الذي يدعوها الى التخلي عن حكم غزة مستندة الى انها لم تخسر في الميدان بوجه الجيش الصهيوني، لا بل كبدته خسائر كبيرة وهي لا تزال الاقوى على الارض. وعليه، ترى حماس انها ليست في موقع ضعيف لتقدم «لاسرائيل» تنازلات على غرار اقصائها من الحكم في غزة، بل الجيش «الاسرائيلي» لم يحقق اهدافه المعلنة، ابرزها تصفية حماس وتحرير المحتجزين دون شروط رغم مرور ثلاثة اشهر على الحرب بين «اسرائيل» وحماس. ذلك لو كانت كتائب القسام منيت بهزيمة كبيرة ميدانيا، فهي حتما ستتمسك بالمبادرة المصرية وستعتبرها حبل خلاص لها. ولكن رفض حماس لتلبية عدة مقترحات مصرية، يؤكد على قوة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الصمود بوجه جيش الاحتلال. اضف الى ذلك، اوضح قادة حماس انهم لن يقبلوا انصاف الحلول حيال تبادل الاسرى مع الكيان الصهيوني المستمر في عدوانه على غزة.
بناء على هذه المعطيات، هل ستدفن المبادرة المصرية في مهدها ام ينجز منها بعض البنود، ومن ثم تستأنف «اسرائيل» حربها على حماس والجهاد الاسلامي؟
من هنا، اشارت مصادر رفيعة المستوى للديار الى ان بعض المقترحات المصرية هي شروط «اسرائيلية» طالبت بها حكومة الحرب علنا، ولذلك استبعدت المصادر ان تؤدي هذه المقترحات التي وضعتها مصر الى انهاء الحرب بما ان ثغرات عديدة تشوبها.
وتابعت هذه المصادر الرفيعة المستوى ان الحل الاكثر واقعية هو تحضير السلطة الفلسطينية لتشكيل حكومة تضم اعضاء من حماس والجهاد الاسلامي وباقي الفصائل الفلسطينية لتدير الحكم في غزة. ذلك ان الولايات المتحدة الاميركية تسعى الى تهيئة السلطة الفلسطينية لتتولى لاحقا الحكم في غزة، انما رفض الحركتين حماس والجهاد الاسلامي اقتراح التخلي عن الحكم في غزة الى جانب بروز قوتهما العسكرية بوجه الاحتلال المربك والمتعثر في مجابهة الحركتين، قد يؤدي الى ادخال تعديلات في صيغة الحل لانهاء الحرب في غزة.