اخبار عربية ودولية

هذه حقيقة المحلل فايز الدويري.. رجل المخابرات الأردو-أميريكي

كتب الاستاذ محمد أمين خميس لموقع جبل عامل مقالا بعنوان فايز الدويري رجل المخابرات الاردواميركي الذي اصبح بطلا قوميا

وجاء في المقال ما يلي:

إجتاح هاشتاغ حلّل يا دويري مواقع التواصل الإجتماعي وتحوّل المدعو فايز الدويري وهو لواء أردني “متقاعد” استطاع السيطرة على وعي المشاهد العربي عبر تقديمه تحليلات عسكرية بسردية تميّز بها عن غيره من القنوات عبر قناة الجزيرة القطريّة إلى شبه بطل قوميّ يتباهى به العرب وصلت الظنون إلى حد وجّه له أحد المقاومين الفلسطينيين رسالة أثناء عملية عسكرية ضد القوات الصهيونية من مسافة صفر قائلاً حلّل يا دويري.

من هو فعلاً هذا الشخص وما هو تاريخه النضالي حتى أصبحت الشعوب العربية المتخاذلة تصفّق له وكأنه جمال عبد الناصر جديد, وهل فعلاً ما ذكره المقاوم الفلسطيني مدح أم ذم بحقّه, تعال معي عزيزي القارئ ومتع عقلك من حقائق ستصيبك بالذهول مما ستقرأ.

مجرّد دخولنا على مواقع البحث عن إسم اللواء فايز الدويري سنجد أن كل المواقع كتبت نبذة عنه ولكن أكثر ما لفتني أنّ كل هذه المواقع قد كتبت نفس السيرة الذاتية مع صفر إختلاف في المضمون وقليل من قواعد اللغة العربية.

هذا الفضول الغريب دفعني للغوص أكثر في البحث عن هذه الشخصية التي بات إسمها يلمع على مواقع التواصل كالذهب, وكلما غصت أكثر وجدت أنني أبحث عن إبرة في كومة من القش وقد لا أجد إبرة أصلا حيث أن من قام بإشهار هذه الشخصية يبدو أنه أتقن عمله فعلاً بمحو أي أثر للمدعو فايز الدويري وخصوصاً السلبية منها فمن منّا لا جوانب سلبيّة له, او علّة هنا وعلّة هناك وجلّ من لا يخطئ خصوصاً أنّه بدأ التحليل المرئي منذ عام 2015 وقدم تحليلات جيّدة أثناء تغطية الحرب الروسيّة الأوكرانيّة ولكن وصل إلى ذروة الشهرة أثناء تغطيته طوفان الأقصى.

ولكن لا ننسى أنّ هذه التغطية هي عبر قناة الجزيرة القطريّة المعروفة بإنتماءها وتوجهاتها خصوصاً ضد محور المقاومة وعدائها الشديد لإيران وفصائل المقاومة في كل دول المحور, ولا يغفل المشاهد العربي أنّ دولة قطر هي دولة مطبعة مع الكيان الصهيوني وقناة الجزيرة تستضيف مقابلات شخصيات إسرائيلية كأنهم أبطل قوميّون خصوصاً في ذروة الحرب الكونيّة على سوريا نخصّ بالذكر برنامج المدعو فيصل القاسم في برنامج الإتجاه المعاكس وارائه المتطرفة التي يفرضها في كيّ الوعي العربي عن الحقيقة والتي تفرض توجهه الشخصيّ ما يعكس توجه القناة الفعليّة التي يخدمها.

أمر آخر مريب جدا لفتني إليه أن كل المواقع التي تمدحه عي مواقع تابعة لنفس الشركات ورجال الأعمال الصهيوأميريكية سواء كانت مواقع عربية أو خليجيّة تحديداً مثل مواقع الحرّة وغيرهم. والأكثر غرابة تقريباً لا تجد في المواقع الصهيونيّة أي ذكر لهذه الشخصيّة وهو شيء غريب عليهم ما بدأ يثير فضولي أكثر وأكثر.

بدأت بمراجعة منشوراته على موقع تويتر وهو حسابه الرسميّ وغصت في المنشورات القديمة وهنا حدث المتوقع, ذلك الشخص كشف عن حقيقته الشعواء وهو فعلاً سيشكل صدمة في وعي الأحرار والعقول النيرة.

الرجل علناً يُهاجم محور المقاومة بأنه محور الشرّ ويتبنى الروايات الصهيونيّة عندما يكذب قائلا بأن محور المقاومة قتل الأبرياء في سوريا وأن المنطقة لن تنعم بالطمأنينة والسلام إلا بعد تصفية هذا المحور.

نقطة إضافية أكثر غرابة لأنه يمكن أن يُعارض المحور ولكن ليس بالضرورة أن يتبنى الرواية الصهيونية, لم أجد أي منشور يتحدث عن العدوان الإسرائيلي أو أنّ فلسطين أرض محتلة يجب تحريرها من نجاسة الصهاينة والدور الأميريكي في إبقاء المنطقة في قتال دائم, ولكن كيف سيقوم بذلك إن كانوا هم من يمدونه اليوم بالمال والنفوذ والشهرة الإعلامية خصوصاً على شاشة الجزيرة القطرية.

قمنا بنبش الماضي أكثر واضطررنا إلى البحث عن مصادر موثوقة غير رسميّة عن هذه الشخصية المثيرة للجدل, وهنا كانت الطامة الكبرى.

هذا الرجل هو رجل إستخباراتي أردني عمل في أفغانستان وباكستان وسوريا واليمن وقام بالمساعدة في تأسيس جماعات وفصائل متطرفة مسلحة في الدول المذكورة بحسب الكاتب جورج فاضل متى. إضافة إلى اعترافه في مقابلة له على قناة الجزيرة القطرية التي يعمل فيها اليوم أنه خاض دورات عسكرية خاصّة جدا كانت محصورة بالضباط الأميريكيين والأوروبيين الكبار والسرّيين وممنوعة على أيّ جنسية ثانية خصوصاً العرب بإعترافه هو, فمن أنت أيها الدويري حتى يُعطوك الأميريكيون هذا الوسام االمتميّز عندهم إن لم تكن وصلت مرحلة أنك أكثر منهم دناءة وتاريخك الملطخ بدماء الأبرياء, يُصبح من البديهي لدينا فكره ومشروعه ويبقى السؤال هل هو فعلاً متقاعد لأن رجال الإستخبارات لا يتقاعدون كما غيرهم أو لديه دور آخر لم ينتهي بعد؟

نعود إلى طلب المقاوم الفلسطيني عندما قال حلّل يا دويري, وهل من المعقول أن المقاومة الفلسطينية لا تعلم حقيقة هذا الرجل وتاريخه المشين. أثناء الحفر في منشورات وتصريحات الدويري وجدنا أن قال سابقاً عن قصد بأن منطقة حجر الديك هي خاصرة رخوة للمقاومة الفلسطينية وستسقط بسهولة بيد الإسرائيليين والكتائب المتقدمة, بات جليّا بأن هذا المقاوم الفلسطيني الأصيل بعث برسالة ذم إلى الدويري بأننا في هذه الخاصرة الرخوة ندق حصون وجنود بني صهيون وأنها ليست مدح أبدا بغض النظر عما قاله الدويري وحوله لصالحه إعلامياً لكن مضمون الرسالة الفعليّ قد وصله فكن حذراً يا دويري مما تقوله وتنشره فإن أهل مكة أدرى بشعابها.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى