اخبار عربية ودوليةالرئيسية

كتب أمير جبل العرب لؤي الأطرش- جبل العروبة ان تظنه صامتاً تضبط على توقيته الساعات

لؤي الأطرش - أمير دار عرى

بما أن الوطن القاسم المشترك للجميع، يجب ان لا نضيّع البوصلة ،رغم تعدد الآراء والأفكار فلن نفقد السمت الذي حدده أسلافنا المحرورون الآوائل ،في مواجهة الغزوات المتعاقبة من الحملات العثمانية، وجيش محمد علي الذي تم دحره بين صخور اللجاة وخراب عرمان مرورا” بالثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش ورجالات الوطن الميامين..
لم يكن جبل العرب معقلا” للنضال الوطني والعروبي فحسب ،بل أحد الرهانات الكبرى لإنجاح أي مشروع وطني ونهضوي، بما يمثله من آصالة وحضارة عززتها قيم الحق والإنسانية.. ليشكل الحاضنة الأصلب للعلمانية، بمواجهة التطرف والعدوانية ..ففيه تم سحق الدواعش الظلاميين كرمى لعيون الوطن..
ومن السويداء كانت بداية انهيار المشروع الأخواني ،عبر معركة مطار الثعلة ومؤازرة ابناؤها للجيش العربي السوري البطل . هذا الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس كي يذود عن الوطن..
له حقوقه ومطالبه للعيش الكريم تحت ظلال العدالة الوارفة والكرامة المصانة..
ومن المفيد أن نشير بموضوعية الى أن هيبة الدولة تتعزز عندما تنصاع الحكومة لمطالب الناس المحقة، وتمس هيبتها عندما يصل الشعب الى حد الفاقة والجوع ..
وكنا نأمل أن يشكل حراك السويداء بداية تؤسس لإصلاح حقيقي في الوطن وليس تخريبه ، هذا الحراك الذي قدم أنموذجا” حضاريا”وراقيا” بسلميته قد انحرف بفعل اختراقات مصلحية وغير وطنية عندما اعتبر نفسه مالكا” للحقيقة، وممثلا” وحيدا” للجماهير.. خصوصا” في هذه الظروف الدقيقة التي تتطلب تقارب في المواقف للحفاظ على الدولة..
بعد ان تعرضت لحرب كارثية اجتمع فيها معظم الدول وارادت ان تنهك الدولة وتقسمها وتذل هذا الشعب العظيم..
والآن تمر محافظتنا بأدق اللحظات في تاريخنا بما يعتريها من انقسامات وتشتت بالرأي. وهذا يتحمل مسؤوليته قادة الجبل سياسيا” ودينيا” واجتماعيا”. فمنهم من نأى بنفسه، ومنهم من اعتقد أنه يمثل الجبل وانفرد بقراراته ،ومنهم من عمل لمصالحه الشخصية..
وهكذاانقسم المجتمع الى مجموعة من المفاهيم، رغم أن الوطن هو البوصلة التي نجمع عليها بكل اتجاهاتنا..
وهذا مايثبته تاريخنا الحافل بالتضحيات ..
وعلى صعيد أخر فإن تعدد الفصائل المسلحة بكافة مشاربها ..
والتشكيلات والجماعات المخدوعة بوعود خارجية هي ظاهرة لا تخدم مصالحنا ولا مصالح الوطن مع الاحترام والتقدير للمواقف الوطنية لبعض الفصائل إبان الحرب وعند التصدي للدواعش وغيرها..
لذلك نحن بحاجة الى حلول جادة وسريعة للخروج من هذا التخبط والأنقسام والتخوين الذي يرفضه النسيج الاجتماعي الواحد بجبل العرب..
وعلينا جميعا” تحمل مسؤولياتنا التاريخيه في الوقوف مع الدولة ومؤسساتها لضمان أمن مجتمعنا المعروفي الأصيل وتحصينه من آثار الحرب ومفرزاتها ..
فأننا أذ كنا نراقب بصمت ونسمع ونتفهم كل الآراء على امتداد الجبل. ونعمل لنكون على مسافة واحدة من الجميع.. على أختلاف اتجهاتهم و أنتمائاتهم وتطلعاتهم لتشكيل نواة بشرية تكون قادرة على النهوض بالمحافظة لنتجاوز المحنة التي نمر بها لنضمن لنا ولأبنائنا العيش الكريم الآمن..
ونؤكد من موقعنا الوطني والتاريخي والاجتماعي من دار عرى بأننا لم ولن نضيع السمت والبوصله مهما بلغت التحديات ومهما كانت الاغراءات كبيره ، وإننا جزء لايتجزأ من الدولة الوطنيه السوريه العلمانيه التي ساهم في بنائها المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش ورفاقه الأبطال رحمهم الله ، ورفضوا أن يكونوا أدوات أو بيادقا بيد الأعداء والغزاة.. بالرغم من كل الوعود والمغريات بإقامة كيانات طائفيه مشوهة .
وأننا ثابتون على النهج الوطني في الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، وماخطه لنا سلفنا الصالح من قيم معروفيه عروبيه أصيله ..
عاشت سورية وعاشت السويداء حرة آبية..

دار عرى
لؤي الاطرش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى