في يوم ميلاد المخلّص.. أهل فلسطين على خطى يسوع الناصري
يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون
يحل عيد ميلاد السيد المسيح هذا العام على وقع حرب الإبادة التي يشنها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة الى جانب ما يقترفه على باقي مساحة الارض الفلسطينية المحتلة منذ 75 عاماً، والتي تشهد إستباحة لدماء وأرواح الفلسطينيين وتدميراً للمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس وكل مناحي الحياة، بكل دم بارد وعنصرية تبيح قتل وإضطهاد كل ما يمت للإنسانية بصلة.
يأتي عيد الميلاد هذا العام ودماء أطفال ونساء قطاع غزة تلطخ جبين الإنسانية جمعاء بعدما وقف العالم صامتا غير مكترث لحرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء شعب فلسطين منذ 79 يوما، من قبل عدو أثبت بالفعل أنه عدو للإنسانية التي لم يجرؤ أحد من المنادين بحقوقها، أن يرفع صوته مستنكرا أو شاجباً لآلاف المجازر المرتكبة في غزة من شمالها الى جنوبها مرورا بوسطها.
يحل عيد ميلاد السيد المسيح وقد تخلى العالم عن فلسطين، عن غزة والضفة ونابلس وحتى عن بيت لحم.. مهد السيد المسيح حيث إقتحمتها قوات الإحتلال عشية ميلاد الفادي واعتقلت عددا من الشبان غير آبهة بما تكتنزه هذه المدينة من رمزية ليس لأتباع الديانة المسيحية وحسب، بل لكل كائن بشري يمتلك شعورا بالإنسانية وينصر الحق في وجه الباطل.
في يوم الميلاد ها هي أرض مهد يسوع الناصري تشهد على جريمة وحرب إبادة تنفذها أياد لا تختلف كثير عن تلك التي رفعت السيد المسيح على الصليب الذي تحول الى خشبة خلاص للعالم بأسره، بينما لا يزال أطفال غزة ونساءها وشيوخها وكل كائن حي فيها يبحث عمن يضع حدا لدرب الجلجلة المستمر منذ 79 يوما على مرأى ومسمع العالم الذي صم آذانه وكم أفواهه عن قول كلمة الحق في نصرة فلسطين، فيأتي الميلاد ليذكرنا أن أهل فلسطين المصلوبين من قبل عدو همجي بربري تحولوا الى مخلّصين للعالم على خطى يسوع الناصري الذي ولد في بيت لحم، حيث يدفعون دماؤهم وأرواحهم قرابيناً كي ينقذوا العالم والإنسانية من براثن عدو الإنسانية المتمثل بكيان حاقد مجرم فاشي يدعى “إسرائيل”.