اقتصادالرئيسية

الصناعة الحلبية تستعيد عافيتها وحضورها في الأسواق المحلية والخارجية

دمشق ـ إنعام خرّوبي

بمشاركة نحو 122 صناعياً من مدينة حلب، انطلقت بعد ظهر أمس في مدينة المعارض على طريق مطار دمشق الدولي، فعاليات معرض «خان الحرير الرابع التخصُّصي للأزياء والأقمشة ومستلزمات الإنتاج»، الذي تنظمه غرفة صناعة حلب بالتعاون مع هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات ووزارتي الصناعة والاقتصاد والتجارة الخارجية.

حضر حفل افتتاح المعرض وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر الخليل، وزير الصناعة مازن علي يوسف، رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي وفاعليات اقتصادية ورجال أعمال.

وأكد الوزير الخليل، في حديث للصحافيين، خلال جولة على أجنحة المعرض أنه «ليس غريباً أبداً على الصناعي السوري أن يتمتع بالحنكة في العملية الإدارية الخاصة بالقطاع الصناعي والتجاري والتأقلم مع مختلف ظروف العمل مهما بلغت قساوتها»، مشيراً إلى أنّ اصناعيي مدينة حلب وريفها «اضطروا للعمل في أصعب الظروف، بسبب الحرب، وقد تحول عدد من المعامل الكبيرة إلى ورش للحفاظ على استمرارية الإنتاج». وقال: «هناك عدد كبير من الصناعيين المشاركين في هذا المعرض في مجال صناعة الألبسة على أنواعها والأغطية وأقمشة المفروشات والستائر، وهذا دليل واضح على أنّ صناعيي حلب وتجارها حافظوا على تواجدهم في الأسواق الخارجية، ورغم تراجع كمية الإنتاج نتيجة للأزمة، لا يزال المنتج السوري قادراً على المنافسة سواء من حيث الجودة أو من حيث السعر».

ورأى الخليل «أنّ هذه المعارض المتتالية والمتكرّرة، باختصاصات متنوعة في مجال الألبسة والنسيج، تؤشر إلى أنّ هذا القطاع يعود إلى التعافي بوتيرة متسارعة»، معلناً «أنّ الحكومة تقدم كلّ التسهيلات وتبذل قصارى جهدها لاستكمال هذا التعافي خلال الفترة المقبلة، بما ينعكس على الصناعيين وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام».

واعتبر وزير الاقتصاد «أنّ المعارض، بالإضافة إلى كونها وسيلة من وسائل الترويج، تعكس بشكل أساسي حركة الإنتاج، وتدل على أنّ القطاعات الإنتاجية، بشتى صنوفها، تستعيد عافيتها وحيويتها»، مجدّداً تأكيده «أنّ الحكومة موجودة وحاضرة مع الصناعيين في كلّ المجالات وهي تعمل بالتنسيق مع وزارة الصناعة لتذليل كل العقبات».

وأكد الخليل أهمية «ترشيد استيراد الألبسة من الخارج، لكي يتمكن القطاع من استعادة نشاطه»، لافتاً إلى أنّ قطاع الألبسة والنسيج «يغطي احتياجات الأسواق المحلية والخارجية، كما أنّ حضوره في الخارج هام وقوي وقد لاحظنا هذه النتائج في السوق العراقية مؤخراً».

من جهته، كشف وزير الصناعة مازن علي يوسف عن «بدء وضع خطة لإعادة إطلاق معامل حلب بشكل كبير جداً، خاصة في مجال صناعة الغزل والنسيج، لكي نعتمد بشكل أكبر على صناعتنا الوطنية، وليس على البضائع الخارجية». وقال: «نحن بصدد دراسة الخطط والسيناريوات التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف».

بدوره، أكد مدير المؤسّسة العامة للمعارض والأسواق الدولية فارس الكرتلي، في حديث لـ»البناء» أنّ معرض خان الحرير هو الأول الذي يقام على أرض مدينة المعارض هذا العام، لافتاً إلى أنّ المدينة «على مستوى عالٍ من الجاهزية على مستوى التجهيزات والأجنحة وباقي منشآتها، بعد صيانة كلّ البنى التحتية فيها استعداداً للدورة الستين لمعرض دمشق الدولي».

وأضاف: «هذه المعارض هي بالطبع نتيجة لمعرض دمشق الدولي، وبالطبع ستساهم في اكتشاف مكامن الضعف في مدينة المعارض، لكي نتلافاها في الدورة المقبلة لمعرض دمشق الدولي».

وتطرق الكرتلي إلى القرار الذي اتخذته الحكومة السورية مؤخراً، بنقل كلّ المعارض إلى مدينة المعارض، والذي أثار حفيظة بعض أصحاب الشركات. وقال: «هذه مناسبة لأوجه لهم نداء وتأكيداً بأنّ المعرض الذي يقام هنا في مدينة المعارض يتميز عن بقية المعارض في أية صالة في دمشق، من حيث الأناقة والمساحة والزوار وعدد المشاركين . لدينا قاعات كبيرة والمدينة جاهزة لاستقبال أضخم المعارض، وقد وقعنا مذكرة تفاهم مع الإخوة في العراق حين زار مدير المعارض العراقي سورية مؤخراً بدعوة من المؤسسة واتفقنا على إقامة معارض مشتركة ومتخصِّصة في كلا البلدين والمشاركة في معرضي بغداد ودمشق الدوليين».

وأعلن الكرتلي أنّ التحضيرات لمعرض دمشق الدولي بدورته الستين قد انطلقت، لافتاً إلى أنّ معرض خان الحرير، بدورته الرابعة، «هو من المعارض الهامة ويتميز بالعدد الكبير من الصناعيين المشاركين فيه من أصحاب الصناعات المتميزة».

واعتبر «أنّ المعارض تشكل صلة وصل بين الزائر والمشترك والمنتج والمستهلك والمسؤول والصناعي»، وقال: «نريد لهذه الصلة أن تستمر وتتوثق وسيكون لدينا 28 معرض في مدينة المعارض عام 2018».

وردّاً على سؤال حول أبرز المعوقات التي تحدث عنها العارضون لوزيري الاقتصاد والصناعة، أكد الكرتلي أنّ الصناعيين «يشكون من تهريب البضائع النسيجية الأجنبية إلى سورية والسماح باستيراد الأصناف التي ينتجونها ما يؤثر على تصريف إنتاجهم، وهم يطالبون بأن تكون هناك حماية من الدولة لتكون منتجاتهم قادرة على المنافسة».

وأشار إلى أنّ زيارة الوفد الوزاري الموسّع لمدينة حلب أوائل الشهر الماضي «كان لها الأثر الإيجابي وقد بدأ بعد هذه الزيارة العمل على إصلاح العديد من الأمور، مثل الكهرباء، على سبيل المثال، وقد أصبحت التغذية 24 على 24 في مدينة الشيخ نجار، وهناك الكثير من القضايا التي نبحثها من أجل تذليل العوائق التي تواجه الصناعيين».

وتحدث عن المشاركات الأخيرة للصناعيين السوريين في العراق، وقال: «العراق امتداد لسورية وهي امتداد له، وحلب عاصمة اقتصادية، وقد صمد المنتج الحلبي رغم كلّ محاولات الإرهاب ضرب الصناعة السورية واستنزافها.. الصناعي الحلبي واجه صعوبات كثيرة وكان يعمل من منزله حتى لا يتوقف عن العمل والإنتاج، وهذا المعرض هو انعكاس لدورة الإنتاج ونحن نحاول إيجاد أسواق لهذه المنتجات ومنها السوق العراقي».

أما الصناعيون المشاركون في المعرض، فقد أجمعوا على «أنه فرصة للتعريف بإنتاج مصانعهم من الألبسة على اختلافها وأقمشة المفروشات والستائر وغيرها والتي تنافس بنوعيتها وجودتها وسعرها المنتجات الأجنبية، وفتح أسواق جديدة لها»، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات حكومية من شأنها حماية إنتاجهم وتأمين أسواق له، داخلياً وخارجياً».

يذكر أنّ معرض خان الحرير سيحط رحاله في بغداد اعتباراً من السابع من شباط الحالي ويستمر حتى الحادي عشر منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى