لماذا “خلوة” تكتل “لبنان القوي”؟!
الأولوية للملفين الاقتصادي والاجتماعي... وفتحنا صفحة جديدة من طريقة التعاطي السياسي مع مختلف القوى السياسية كما التعاطي الإعلامي
درج التيار الوطني الحر على عقد خلوات مغلقة بعد كلّ انتخابات نيابية أو عند محطات مفصلية. وھذه المرة كانت الخلوة حاجة سياسية وتنظيمية أكثر من أيّ وقت مضى بعد الانتخابات التي أسفرت عن التكتل النيابي الجديد للتيار وحلفائه، وھو الأوّل في مجلس النواب من حيث الحجم والعدد. وبالتالي، فإنّ الھدف الأساسي للخلوة التي انعقدت ليومين في زحلة، كان تنظيم التكتل وضبط تنوّعه تحت سقف سياسي موحد لتلافي أيّ خلافات وتناقضات في المواقف ووجھات النظر، وأيّ خروقات وتدخلات تنفذ الى التكتل وتنال من تماسكه وفعاليته…
الھدف كما لخصه أحد النواب المشاركين كان “صَھْر كلّ المكوّنات التي يتألف منھا التكتل من أحزاب وشخصيات مستقلة، لتشكيل رؤية مشتركة وخطة واحدة لكلّ الملفات، وخطاب ھادف يمكننا من أن نكون فاعلين في المجلس النيابي والحكومة وأمام الرأي العام”.
الخلوة لم تكن معدة لمناقشة نتائج الانتخابات وتحديد الثغرات والمسؤوليات وإجراء محاسبة حيث تدعو الحاجة، فھذا شأن حزبي داخلي تبت به قيادة التيار بمعزل عن الحلفاء السياسيين… الخلوة كانت معدة لمرحلة ما بعد الانتخابات، المرحلة السياسية الجديدة التي سيكون فيھا لتكتل “لبنان القوي” دور أساسي بعدما بات لاعباً محورياً، لا سيما أنه محسوب على العھد ويشكل الذراع السياسية للرئيس ميشال عون…
من ھذا المنطلق توزّع جدول أعمال الخلوة الى عدة محاور وملفات، وجرى تشكيل لجان، وتمّ تكليف مسؤول عن كلّ ملف ولجنة… فكان ھناك الملف السياسي، وتحديداً العلاقة مع بقية المكوّنات السياسية في البلد، والعمل السياسي، والنيابي، والإعلامي. بعدھا، جرى تناول ملفات المناطق والخدمات، النازحين، اللامركزية الإدارية، الاستراتيجية الدفاعية، الفساد، الإدارة والإصلاح الإداري، الملف المالي بعد مؤتمر “باريس ٤”، الزراعة، الصناعة، التربية، الصحة،
الرؤية الاقتصادية… ومثال، خلال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، طرح الموضوع من وجھة نظر عسكرية، وليس وفق مقاربة سياسية لدور المقاومة.
وفي اختتام الخلوة، تمّ تشكيل اللجان على الشكل التالي: لجنة مكافحة الفساد برئاسة زياد أسود، لجنة الاستراتيجية الدفاعية ومحاربة الإرھاب برئاسة شامل روكز، لجنة الإدارة والإصلاح الإداري برئاسة ميشال معوض، لجنة الدبلوماسية والانتشار برئاسة جبران باسيل يعاونه ھاغوب بقرادونيان، اللجنة المالية والاقتصادية برئاسة ابراھيم كنعان، لجنة اللامركزية الإدارية برئاسة ألان عون.
واعتبر باسيل أنه “من أولويات التكتل إدراج موضوع النازحين في البيان الوزاري، وستتولى الأمر لجنة برئاستي”.
وقال أحد النواب الذين شاركوا في الخلوة إنه “تمّ التباحث بمختلف الملفات، لكن الملفين الاقتصادي والاجتماعي كانت لھما الأولوية في النقاشات باعتبار أنّ الوضع المتعلق بھما دقيق ويستوجب معالجات سريعة وجدية”. وأضاف: “فتحنا صفحة جديدة من طريقة التعاطي السياسي مع مختلف القوى السياسية كما التعاطي الإعلامي”.