اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

نائب رئيس مجلس النواب… هل يكون مفاجأة!

أما وقد انتهت الانتخابات النيابية، بمعاركها الصغيرة وحروبها الكبيرة، وشارفت عمليات الضمّ والفرز في ما بين الكتل النيابية على نهايتها أيضاً ليرسوَ العدّ على بورصة واضحة ليس فيها هذه المرة كتل منفوخة، بل تمثيل واقعي للجميع بحسب الأحجام والمقاسات، بعيداً نوعاً ما عن المحادل والبوسطات، مع بعض الإجحاف بحق الأحزاب العابرة للطوائف والمناطق.

لقد فاخر الجميع تقريباً بما حققوه من إنجازات وانتصارات مع قليل من “النقّ” على القانون الذي كان يمكن بالتأكيد أن يكون أفضل بكثير لو لم يحصر الصوت التفضيلي بالقضاء، ولو اعتمد دوائر أوسع وصولاً إلى الدائرة الوطنية الواحدة.

وبعد هذا وذاك… لم يبق إلا أيام قليلة جداً تفصلنا عن تسلّم المجلس الجديد مهامه في الحادي والعشرين من أيار (الاثنين)، موعد نهاية ولاية المجلس الحالي الذي انتخب عام 2009 وجرى التمديد له ثلاث مرات، الأمر الذي جعله عرضة للتشكيك بشرعية تمثيله.

وتنصبّ الاستعدادات الآن على عقد الجلسة الأولى للمجلس، وهو الأمر المرجّح حصوله بين يومي الثلاثاء أو الأربعاء في 22 أو 23 أيار الحالي، على أن تكون الجلسة برئاسة رئيس السنّ النائب ميشال المر (مواليد 1932)، وعلى أن تبدأ بانتخاب رئيس للمجلس للسنوات الأربع المقبلة، وقد بات مؤكداً طبعاً أنه سيكون الرئيس نبيه بري الذي يحظى بتأييد أكيد من نحو 90 نائب حتى الآن، وهو رقم قابل للارتفاع طبعاً ويمكن أن يصل إلى حدود الإجماع لأنّ التزكية لا تجوز وفق الخبراء الدستوريين الذين يجزمون بأنّ الانتخابات يجب أن تحصل حتى لو يكن سوى مرشح واحد لرئاسة المجلس.

أما عن نائب الرئيس فهناك ما يشبه التسليم بأنه سيكون من “تكتل لبنان القوي”، كونه التكتل النيابي الأكبر في المجلس، علماً أنه يضمّ في صفوفه أربعة من أصل 14 نائباً أرثوذكسياً هم النواب المنتخبون: إيلي الفرزلي (البقاع الغربي راشيا)، الياس بو صعب (المتن)، أسعد درغام (عكار) وجورج عطالله (الكورة).

كما أنّ حزب “القوات اللبنانية” أقدَم على ترشيح عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب المنتخب عن دائرة عاليه ـ الشوف أنيس نصار لهذا المنصب، علماً أنّ هذه الكتلة تضمّ أيضاً أربعة من النواب الأرثوذكس هم إلى نصار، عماد واكيم (بيروت الأولى)، قيصر المعلوف (زحلة) ووهبي قاطيشا (عكار).

ويبقى 6 نواب أرثوذكس خارج هاتين الكتلتين هم: عضوا الكتلة القومية الاجتماعية النائب أسعد حردان (مرجعيون حاصبيا) والنائب سليم سعادة (الكورة)، عضو كتلة المردة النائب فايز غصن (الكورة)، عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم (بيروت الثانية) وعضو كتلة العزم النائب نقولا نحاس (طرابلس)، إضافة طبعاً إلى رئيس السنّ النائب ميشال المر (المتن).

ترجح مصادر عليمة أن تميل الدفة لصالح الفرزلي كونه يتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال بعدما شغل منصب نائب رئيس المجلس سابقاً لفترة طويلة (1992 ـ 2004)، وتربطه علاقات ودّية بالرئيس بري ويستطيع متابعة التقارب المستعاد بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، والذي ظهر من لقائهما في قصر بعبدا الثلاثاء الماضي وما تخلله من أحاديث إيجابية عن المرحلة المقبلة وما تتطلبه من تعاون في ملفات وقضايا عديدة.

لكن هذا لا يعني وفق المصادر عينها استبعاد النواب الثلاثة الآخرين (بو صعب ودرغام وعطالله) الذين يميّزهم عن الفرزلي أنهم حزبيون منتمون إلى التيار الوطني الحرّ، وهذا يعطي أحدهم أرجحية أن يختاره رئيس التيار جبران باسيل لكي يكون نائباً لرئيس مجلس النواب.

وفي هذا السياق تميل الأوساط المقرّرة في “تكتل لبنان القوي” إلى بو صعب، المقرّب أيضاً من رئيس الجمهورية مثله مثل الفرزلي، لكنها لا تلغي احتمالاً ولو كان ضئيلاً بأن يقع الخيار على درغام كونه نائب عكار التي يغيب عنها التمثيل الوازن منذ شغل النائب السابق عصام فارس منصب نائب رئيس مجلس الوزراء بين عامي 2000 و 2004.

وبالنسبة لأعضاء هيئة مكتب المجلس التي تضمّ الرئيس ونائبه وأميني سرّ وثلاثة مفوّضين، فالأرجح أن تبقى توازناتها كما كانت سابقاً طبعاً مع حلول نواب جدد مكان الذين أصبحوا نواباً سابقين إما لأنهم لم يترشحوا أصلاً كما هي حال نائب الرئيس فريد مكاري والنائبين أنطوان زهرا وأحمد فتفت أو لأنهم خسروا الانتخابات كما هي حال النائب سيرج طور سركيسيان.

على أن تصبح الهيئة الجديدة لمكتب المجلس مؤلفة من الرئيس بري ونائبه الذي من المؤكد أنه سيكون من تكتل لبنان القوي، وأمين السرّ الحالي النائب وائل أبو فاعور على أن تسمّي “كتلة الجمهورية القوية” أمين السرّ الثاني بدلاً من زهرا، كما يبقى النائب ميشال موسى أحد المفوّضين الثلاثة على أن تسمّي كتلة المستقبل بديلاً لفتفت وتسمّي الكتلة الأرمنية بديلاً لطور سركيسيان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى