“دولة يهودية” و”دويلة” غزة وسيناء
حدث السفارة قد يكون شرارة بركان سياسي أو عسكري إذا ظهرت ملامح تصعيد
رأى الصحافي طوني عيسى، في مقال في “الجمهورية” تحت عنوان الخطة: “دولة يهودية” و”دويلة” غزة وسيناء، أنه “في لحظة التخلّي العربي، أصبح ممكناً أن تنفّذ إسرائيل خطواتٍ متقدّمة في الطريق إلى المشروع الكبير. فأيُّ عربٍ سيواجهونها، وهم جميعاً في أسوأ الأحوال من التشرذم والتقاتل والضياع؟” مشيراً الى وجود اقتناعٌ لدى العديد من المتابعين بأنّ إسرائيل ستضغط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، بناءً على المعطيات الشرق أوسطية الطارئة، بهدف فرض وقائع جديدة.
ولفت عيسى الى ان نقلُ السفارة الأميركية إلى القدس هو البداية، على ان تتسبعها خطوات لاحقة، كالعمل على تكريس القدس عاصمة لإسرائيل في شكل نهائي ودائم، وإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة في غزة لا في الضفة. واطلاق يد إسرائيل في تثبيت المستوطنات وتوسيعها وبناء المزيد منها واعلان إسرائيل موافقتَها على مبدأ المبادرة العربية للسلام التي أطلقها الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز خلال القمة العربية في بيروت، العام 2002. هذا اضافة الى اعلان الجامعة العربية اعترافها باسرائيل بناء على اعتراف إسرائيل المبدئي بالمبادرة العربية للسلام، والعمل على تبادل الأراضي والسكان وفق المشروع الذي طرحه وزير الدفاع الحالي أفيغدور ليبرمان في العام 2010، عندما كان وزيراً للخارجية، وأعاد التأكيد عليه مراراً.
واعتبر عيسى في هذا الاطار، أن حدث السفارة قد يكون شرارة المفاوضات، إذا ظهرت ردود عربية هادئة. وقد يكون شرارة بركان سياسي أو عسكري إذا ظهرت ملامح تصعيد. ولكن، في أي حال، سيكون الفلسطينيون في مأزق، لأنهم وحدهم اليوم، في ساعة التخلّي العربي… كما كانوا قبلها!