هكذا اطاحت السعودية بنادر الحريري
هزّت إقالة عدد من مسؤولي تيّار “المستقبل” الوسط السياسي وأولها إستقالة مدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري نادر الحريري ليأتي بعدها كلام سعد الحريري مختصراً المشهد برمته “إنه زمن المحاسبة وشكراً من القلب لنادر الحريري”. فما الذي يحصل فعلياً وهل هي نتائج الإنتخابات وماذا يريد الحريري من المرحلة المقبلة حتى قام بهذه “النفضة” في البيت الداخلي؟!.
لا يخفى على أحد أن علاقة سعد الحريري بمدير مكتبه نادر الحريري أكثر من وثيقة، فالاخير هو ظلّ الشيخ سعد ويده اليمنى والرجل الاكثر فعالية في دائرة القرار في “المستقبل”، وصلة الوصل بين رئيس الحكومة والعديد من السياسيين، ومن لا يتذكّر مرحلة إحتجاز رئيس الحكومة في السعوديّة والدور الذي لعبه نادر الحريري لعودة سعد الحريري؟!… فلماذا استقال نادر الحريري؟.
في هذا السياق يشير الكاتب والمحلل السياسي جوني منير أن “خلافاً لم يقع بين نادر الحريري وسعد الحريري، ومن يعرف الاثنين يدرك أن نادر الحريري سيبقى على علاقة جيدة بسعد الحريري وهناك تفاهم على الموضوع الداخلي في هذا الشأن”. هذا ما يؤكده أيضاً الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل، مشيراً عبر “النشرة” الى أن “نادر الحريري استقال وبعد مدّة زمنية سنراه من جديد الى جانب سعد الحريري”.
“منذ مدّة كان القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري والسفير الاماراتي حمد الشامسي يجولان في لبنان قبل الانتخابات، ويؤكدان أن نادر الحريري لن يبقى الى جانب سعد أو في دائرة القرار السعودي”. هذا ما يؤكده منيّر، لافتاً الى أن “السعودية تمنّت على سعد ابعاد نادر وربما جاء هذا القرار في الوقت الراهن ليحمل شكل اجراء “نفضة” بعد الانتخابات، وفي نفس الوقت يأتي استجابة لتمني السعودية”، معرباً عن اعتقاده أن “نادر الحريري قد يعود بعد فترة وبحلّة جديدة”. أما أبو فاضل فلا يعتبر أنه “يمكن أن يكون للسعودية أو أي عامل خارجي مساهمة في استقالة نادر الحريري من مركزه”، مشدداً على أن “الغياب عن دائرة القرار في “المستقبل” هدفه تنظيم العلاقة أولاً مع “التيار الوطني الحر”.
يرى أبو فاضل أنه “وفي الآونة الاخيرة طغت العلاقة الشخصية بين نادر الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فيما يسعى سعد الحريري لاعادة تنظيمها عبر ابقاء العلاقة الجيدة مع رئيس الجمهورية ميشال عون وابعاد العلاقة الشخصية بين نادر وباسيل عن علاقة “المستقبل” و”الوطني الحر” بجعل رئيس التيار الوطني الحر يتعاطى مع “المستقبل” كقوة سياسية”.
بدوره منيّر يلفت الى أن “ابعاد نادر عن دائرة القرار سيؤثر طبعاً على علاقة “التيار” بـ”المستقبل خصوصا وان الكيمياء بين الرجلين كبيرة”، مشيرا الى أن “علاقة الشيخ سعد بباسيل أقل دفئاً من علاقة الثاني بنادر”.
يذهب منيّر أبعد من ذلك ليشير الى أن “اقالة بعض المسؤولين بتيار “المستقبل” تحمل دلالات للمرحلة المقبلة كماهر أبو الخدود”، لافتاً الى أن “الرجل مقرّب من وزير الداخلية نهاد المشنوق، واقالته من مركزه تعني ربما أن المشنوق لن يكون في الصورة المقبلة أي في حكومة العهد الاولى”. أما أبو فاضل فيرى أن “اقالة أبو الخدود لها علاقة بالتنظيم الداخلي لتيار “المستقبل”، لافتاً الى أن “هناك مآخذ عديدة كانت عليه في فترة الانتخابات لا أكثر ولا أقل”.
في المحصّلة أراد رئيس الحكومة من موجة الإقالات التي قام بها ومن استقالة نادر الحريري أن يظهر أن التعاطي في المرحلة المقبلة سيكون مختلفا عن السابق، وتبقى العين حالياً على شدّ الحبال لتشكيل الحكومة ومن غير المعروف كم سيستغرق تشكيلها وقتاً!.
باسكال أبو نادر – النشرة