اقتصادالرئيسية

علي العبد الله: الصين خيار استراتيجي تاريخي وإستثنائي

شارك رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله في مؤتمر “بناء نظام التداول التجاري في البلدان النامية”، الذي عُقد برعاية وزارة التجارة الصينية بتنظيم من أكاديمية مسؤولي الأعمال الدوليين التابعة لوزارة التجارة الصينية وبالتعاون مع اللجنة الاقتصادية المشتركة لمؤسسات الأسهم التجارية الصينية. وعُقدت جلسات عمل المؤتمر بين 14 و27 حزيران/يونيو عبر الانترنت، واستضافت عددا من الشخصيات من بينها رئيسة اللجنة الاقتصادية المشتركة لمؤسسات الأسهم التجارية الصينية تيبي يو، مشرفة المشروع في المكتب التنسيقي لتدريب المساعدات الصينية في أكاديمية مسؤولي الأعمال الدوليين لي يانغ، نائب رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة لمؤسسات الأسهم التجارية الصينية لي شويسونغ. وشارك من لبنان إضافة إلى علي العبد الله رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري ومسؤول المشاريع في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب علي عطية وعدد من الشخصيات التي مثّلت معظم دول العالم.

وعلّق العبد الله بعد اختتام جلسات عمل المؤتمر، فقال: “الصين دولة عُظمى تمتلك نموذجا فريدا من نوعه، يستند بشكل أساسي إلى التعاون والتفاهم والسلام والنمو الاقتصادي المشترك، ويتيح لها المبادرة إلى صنع القرارات العالمية. ولو لم تلعب الصين هذا الدور في عالمنا اليوم، لما أمكن إيجاد فرص لتحقيق توازن دولي. إن فهم النموذج الصيني يتيح لنا تطوير العلاقات المشتركة اللبنانية الصينية والعربية الصينية بشكل أسرع وأفضل. ولهذا فنحن نعتبر الصين خيارا استراتيجيا استثنائيا عالميا، لأنها قادرة على قيادة البلدان النامية، وبذات الوقت لديها مشروع يتيح تعزيز العلاقات بين الدول، واتاحة الفرص للنمو وتعزيز الاقتصادات المحلية. وخلال استضافة الصين لقمة “البريكس” في دورتها الـ 14 منذ أيام، كان واضحا الدور الدولي المُلفت الذي تنتهجه الصين خصوصا لجهة دعوتها الدول الكبرى إلى اعتماد سياسة اقتصادية مسؤولة، وتذكيرها بأهمية دعم مشاركة البلدان النامية والأسواق الناشئة في عملية صنع القرار الاقتصادي الدولي”. وقال العبد الله: “الصين تشكل مركز الثقل في الاقتصاد العالمي، وهي لا شك دولة تكنولوجية رائدة مُبدعة ومُبتكِرة تمكنت من تحقيق ازدهار اقتصادي واجتماعي هائل، وهو مستمر ويساهم لا في تعزيز رفاهية الشعب الصيني فحسب، بل في تعزيز حياة الناس في كل مكان”.
وأضاف العبد الله: “تمكنا في هذا المؤتمر من مناقشة مجموعة من القضايا الهامة، من بينها خلق القيمة في الاقتصاد الرقمي العالمي وفرص تنفيذ مبادرة الحزام والطريق واتجاهات وفرص الترابط بين التجارة الإلكترونية والتنمية منخفضة الكربون على طول مشروع الحزام والطريق. وكان لافتا في المؤتمر مناقشة قضايا مثل سلسلة التوريد وإدارة الخدمات اللوجستية في الصين وغيرها من المواضيع. لقد نجح المنظّمون في طرح قضايا بالغة الأهمية وتحدث فيها مجموعة من المسؤولين والخبراء”.


وكان المؤتمر ناقش على مدى نحو أسبوعين، قضايا مثل تعلّم اللغة الصينية، والتعرّف على الصين وتحدث عنها تشن مينغ مينغ وهو كبير مستشاري الاتصال بوزارة الخارجية الصينية وسفير الصين السابق لدى نيوزيلندا والسويد. كما تناول المشاركون قضية خلق القيمة في الاقتصاد الرقمي. وتحدث عن الحوكمة في الصين البروفيسور وينبينغ من معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. كذلك ناقش المتحدثون مبادرة الحزام والطريق والتنسيق والتعاون الدولي، وتحدث في هذا المحور د. زو ويكانغ مساعد عميد في كلية الإدارة الحكومية من جامعة الأعمال الدولية والاقتصاد. كما تحدث د. تشن شينتشين عن اتجاهات وفرص الترابط بين التجارة الإلكترونية والتنمية منخفضة الكربون على طول مشروع الحزام والطريق. واستعرض د. زينج كاي من كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة بكين جياوتونغ تجربة التوريد وإدارة الخدمات اللوجستية في الصين. كما تناول المتحدثون معايير الجودة والسلامة المتعلقة بالأغذية الطازجة في الصين وقدمها من جامعة بكين جياوتونغ د. يانغ ييفي، وتغييرات نظام التدوير التجاري في عصر الاستهلاك السحابي وقدمها رئيس معهد بحوث التداول والاستراتيجية في بكين لاي يانغ. كما تضمن المؤتمر جلسة حول اقتصاديات تداول السلع، وتحدث فيها من جامعة بكين للتكنولوجيا والأعمال البروفيسور هونغ تاو، إضافة إلى قضية التجارة الإلكترونية في الصين بين مجال التداول التجاري اليوم وغدا وقدمها كل من جونبو زانغ وشنغهاي يرين. وشهدت الجلسات أيضا نقاشا حول موضوع تمويل سلسلة التوريد.
وعرض علي العبد الله خلال المؤتمر فيلما وثائقيا يُظهر الإرث التاريخي والطبيعي في لبنان انطلاقا من مستوطنات العصر الحجري ومدن الحضارة الفينيقية مرورا بالمعابد الرومانية والصوامع المنحوتة في الصخر والقلاع الصليبية والمساجد المملوكية والمواقع التاريخية والأثرية في جميع أنحاء البلاد وصولا إلى الشطآن الرملية والصخرية ومنتجعات التزلج الجبلية، بالإضافة إلى المطبخ اللبناني المشهور عالميا.
كما عرض فيلما وثائقيا قصيرا عن نشاطات تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني الذي يركز على دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين لبنان والصين وتوظيف خبرات وطاقات رجال الأعمال لدعم مجتمعهم و تطويره. كما يقدم التجمّع الإستشارات والمساندة لكافة قطاعات رجال الأعمال والمهن الحرة في مجالات التجارة والصناعة والسياحة والزراعة والخدمات، ويعمل على تأمين جسور الإتصال بين رجال الأعمال واستعراض الفرص التجارية الواعدة بين لبنان والصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى