شهدت عودة الدوري اللبناني لكرة القدم بمباراتين مؤجّلتين صورتين متناقضتين على الملعب عينه. واحدة ناصعة قدمها الأنصار أمام شباب البرج فائزاً عليه برباعية نظيفة، وصورة أخرى قاتمة قدمها النجمة حين تعثّر أمام الإخاء الأهلي عاليه بتعادل سلبي يشبه أداء الفريق
بين السبت والأحد كان المشهد مختلفاً على ملعب بلدية جونيه الذي احتضن لقاءين مؤجّلين من الأسبوعين العاشر والحادي عشر من المرحلة الأولى للدوري اللبناني لكرة القدم. فيوم السبت حضر فريقا الأنصار وشباب البرج لخوض مباراة مؤجلة من الأسبوع الحادي عشر من الدوري بسبب إصابة عدد كبير من لاعبي الأنصار بفيروس كورونا حينها. كانت مباراة مصيرية للأنصاريين وفرصة للبرجيين لاستعادة أجواء المباريات بعد توقف طويل فرضه استحقاق منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم من جهة، وأزمة تخلّف النجمة عن الحضور إلى مباراته مع العهد ضمن الأسبوع التاسع وما نتج منها من تداعيات. كان الأنصار يحتاج للفوز فقط ليحصل على مقعد في سداسية الأندية الستة الأوائل المتنافسين على اللقب. نجح الأنصار في إنجاز المهمة وخرج فائزاً. لكن بقدر ما للفوز من أهمية فقد يكون أهم منه الصورة التي ظهر عليها «الأخضر» بقيادة مدربه الأردني العائد عبد الله أبو زمع. سجّل الأنصار أربع مرات عن طريق فايز شمسين، كريم درويش، حسين الدر، وأحمد حجازي. أمتع الأنصاريون بغياب نجمهم حسن معتوق المصاب بشدّ عضلي كل من تابع المباراة. أثلجوا قلوب الأنصاريين وطمأنوهم إلى أن صورة فريقهم في المرحلة السداسية ستكون مختلفة عن المرحلة الأولى. اللافت في نتيجة الأنصار وأدائه هو أنه جاء بتشكيلة واحدة بدأ فيها المدرب أبو زمع المباراة واستمر معها لحين تسجيل الهدف الرابع حيث أشرك عدة لاعبين كأنس أبو صالح ويوسف الحاج وعمر بلهوان وحسن قعفراني وعلي طحان دفعة واحدة بعد أن اطمأن للنتيجة. الأمر اللافت الثاني هو أن ثلاثة من الأهداف الأربعة التي سُجّلت جاءت عن طريق المهاجمين مقابل هدف واحد عن طريق لاعب مدافع هو حسين الدر.
أما شباب البرج، فقد كانت الخسارة ثقيلة عليه رغم محاولات لاعبيه تقديم ما لديهم، ولعل التوقف الطويل أثّر في لاعبي «الأصفر» بقيادة مدربهم يوسف الجوهري الذي أثنى على أداء لاعبيه رغم ثقل الخسارة. خسارة جعلت شباب البرج يتراجع إلى المركز السادس برصيد 14 نقطة بعد أن تخطاه الأنصار إلى المركز الخامس برصيد 15 نقطة.
بعد أربع وعشرين ساعة، كان ملعب جونيه يحتضن لقاء آخر مؤجّل من الأسبوع العاشر بين النجمة والإخاء الأهلي عاليه. لقاء انتظره النجماويون كثيراً مع عودة مدربهم موسى حجيج لاستلام القيادة الفنية خلفاً للمدرب السوري ماهر البحري. أمل النجماويون بأن ينجح الفريق في محو الصورة السيئة أمام شباب الساحل في الأسبوع الحادي عشر حين خسر الفريق 1-2.
لكن آمال الجمهور النجماوي تبخرت على أرض ملعب جونيه. فلا عودة حجيج أحدثت الصدمة الإيجابية المطلوبة، ولا لاعبو الفريق نجحوا في محو الصورة السلبية التي رافقت مباراة الساحل. ولعل المقلق في سقوط النجمة على ملعب جونيه هو أنه جاء بتشكيلة مكتملة أمام فريق يعاني من غيابات عدة على صعيد اللاعبين إلى جانب إصابة مدربهم فادي الكاخي بفيروس كورونا. لكن مساعده حسين حمدان قام بالمهمة على أكمل وجه وانتزع نقطة ثمينة من فريق يعرفه جيداً حيث كان مدرباً لفترة ما ومديراً لفترة أطول.
تعادل مرّ للنجمة منحه نقطة جعلت رصيده يرتفع إلى 17 نقطة في المركز الرابع بانتظار قرار مركز التحكيم الرياضي حول الطعن المقدم من نادي العهد. ففي حال ثبّتت المحكِّمة رندا عبود قرار الاتحاد اللبناني بتخسير النجمة لتخلفه عن الحضور إلى مباراته مع العهد في الأسبوع التاسع وحسم ست نقاط من رصيده، بالتالي فسخ قرار لجنة استئناف الانضباط، فهذا يعني أن الفريق سيتراجع إلى المركز التاسع برصيد 11 نقطة وبفارق نقطتين عن الإخاء الأهلي عاليه الذي يملك تسع نقاط ويحتل المركز الحادي عشر الذي يسقط صاحبه إلى الدرجة الثانية.
أما أكثر ما يقلق جمهور النجمة بشكل خاص ومحبي كرة القدم بشكل عام هو أن هذا الفريق سينافس في كأس الاتحاد الآسيوي، وفي ظل الأداء الذي يقدمه النجمة فإن الصورة تبدو سوداوية للغاية.
عبد القادر سعد – الاخبار