اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

رسالة إلى جنبلاط .. ولّى زمن السلاطين..وسقطت الابواب من عليائها

الجبل لكل أبنائه، دروز سنة شيعة ومسيحيين على مختلف أطيافهم ومشاربهم

 

وجه بهاء عبد الخالق المرشح السابق عن احد المقاعد الدرزية في الشوف برسالة الى النائب وليد جنبلاط، ومما جاء فيها:

ما قلته بالامس عن المختارة وعن الخطر الذي يتهدد امتيازات زعامتك، هو انتقاص لكرامة الناس واستخفافا بعقولها .. وهو مهزلة تاريخية .. وتحريض طائفي موصوف وموسوم بالتوتر والخوف .. والجهل والعصبية المقيتة .. فأنت، في داخلك تعرف، كما يعرف الكثيرون، ما اقترفته يداك طيلة تلك العقود المنصرمة .. لقد كانت الفرصة سانحة لك لتقدم الأفضل وتُعنى في بناء وتقدم ورفعة انساننا في الجبل .. وكنت قادرا على ذلك .. الا انك أبيت الالتزام بالمسؤولية وبثقة الناس، تلك الأمانة المعمدّة بالتضحيات والدماء .. المحصّنة لزعامتك وزعامة أبائك من قبلك .. ورحت تزرع الريح وتستبيح، وتخلّف وراءك القهر والظلم .. الأهمال والحرمان .. الفقر والتسيب .. التسلط والاستبداد .. الفساد والغلو .. وبطش الازلام والمحسوبيات، وها انت اليوم تخاف هذا الاستحقاق القادم – فهو يوم الحصاد .. وكأني بك تستشعر رائحة العاصفة القادمة إليك .. والتي تحمل اليك انذرا لطالما كنت ترتعب منه، الا وهو الوعي الثقافة المعرفة التحرر والتغلب على الخوف المستجدة لدى الناس .. فكان نتاج معاناتها وقهرها وآلامها واستهلاكك لها طيلة ثلاثين عام .

معالي الوزير “السلطان” :

ولّى زمن السلاطين .. وسقطت الابواب من عليائها .. فلم يعد الباب العالي فوق الامية والجهل والتخلف عالياً .. بل اسقطته ارادة المتعلمين المتحررين الرافضين لكل أشكال القمع المنظم والاضطهاد الممنهج من الاستمرار في آمتهان التبعية والذل بعد اليوم . وها هي تعرف حقوقها وواجباتها، وانظارها كعقولها شاخصة نحو الشمس .. شمس الكرامة والحياة العزيزة .. شمس الوطن المغيب في دهاليز الفساد والمحاصصة والضياع .

فالجبل لكل أبنائه، دروز سنة شيعة ومسيحيين على مختلف أطيافهم ومشاربهم .. وما قولك ذاك الا تأكيدا على أمرين مهمين، هما :

أولهما، انك تؤكد ما نؤكده منذ سنوات على نهجك الأحادي وسياساتك كما وممارساتك في الإلغاء والإقصاء والهيمنة والتسلط على مكونات هذا الجبل العزيز .. الذي هو جزء لا يتجزأ من لبنان – وطن الرسالة – التعددية التنوع الاختلاف وبالتالي الاثراء .. هو ليس إمارة يملكها فلان بقطعانها اراضيها ومرابعينها .. بمعنى أصح، هو ليست مزرعة لآل جنبلاط ولن تكون .. بل هو ارض لبنانية، ولكل اللبنانيين ؛

لقد أطلقت تسمية “المصالحة الوطنية” على لائحتك الانتخابية، واعتمدتها شعارا انتخابيا، وها انت تعود وتنقلب على هذا الشعار !! مع الاسف، كما العادة !!! لماذا ؟؟!!

أنت لم تعتد يوما على الانسجام مع أقوالك .. خاصة في التطبيق والممارسة .. والتاريخ يشهد ؛

لقد آنقلبت على مفاهيم وأهداف الإشتراكية التي “تعتنقها” بأبعادها الإنسانية والتقدمية – إرث والدك الشهيد –  وضربت عرض الحائط جواهر رسائل كمال جنبلاط في الاجتماع والانسان والسياسة وأدب الحياة .. ورحت تبذّر تركته الثمينة في مرابع الفساد والتسلط والاستبداد .. وفي مجمع المحاصصة السياسية وفي انتهاج سياسات تدمير الدولة والمؤسسات .. وتسقط بذلك حلم الانسان وحقه بالوطن والمواطنة وبالرعاية والاحتضان، مع شركائك في السلطة المتداولة بينكم انتم اصحاب النهج المشترك .. حراس التخلف والعصبيات والمزارع الطائفية .

في الوقت الذي كنا نناضل فيه من اجل تخفيف حجم آلام ومعاناة الناس دون تمييز او استنسابية .. نعم، قدمنا الخدمات للاشتراكي للقومي وغيرهم كتلك التي قدمناها للتوحيدي، وفي بعض الاحيان قدمناهم عليه حسب الحاجة وانواع الالام .. وقدمنا للمسلم والمسيحي ايظا، ذلك على قواعد انسانية ووطنية بحتة .. قناعة منا بأن السياسات التي تنتهجونها باتت تتهدد الإنسان في مجتمعاتنا من خلال تحويله إلى مادة للاستهلاك السياسي، ورقما اخرسا على لوائح الشطب وفق قوانين فُصّلت على قياس مصالحكم الخاصة إرضاء لنزعاتكم في السلطة وفي تجميع الثروات .

وبدأت مسيرتنا الشاقة في المواجهة معكم لآستعادة الحقوق التي هضمتها حيتان السلطة منذ عقود .. وانت واحد منهم .. وباعترافك .. والناس تشهد على ذلك .

نعم، نحن نؤمن بأهمية المصالحة، وبحق الشراكة الحقيقية القائمة على التكافل والتضامن .. وعلى الحقوق والواجبات .. والمحبة والاحترام المتبادل .. وعلى المنافسة البناءة الشريفة  بين مكونات هذا المجتمع اللبناني .. وبالتالي تعكس إنماء وازدهارا وتطورا فيه .. اضافة الى إيماننا بضرورة إسقاط حدود الطوائف التي لم تخلف الا الفقر والحرمان والضياع لابنائنا .. والانقسام والتفتت والتباعد بين ابناء الوطن خدمة لمصالحكم الضيقة .. وتدعيما لزعامة فقدت البوصلة على مختلف المستويات، وامعنت في التجهيل والاضعاف والإهمال والتغييب والتهجير للشباب والظلم والافقار والاستبداد والذل … اضافة الى انها انقلبت على محطات مجيدة من تاريخها – حقبة رجل الدولة كمال جنبلاط ؛

وللكلام تتمة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى