اخبار محليةالرئيسية

نصرالله: أصواتكم رسالة بأننا لن نترك المقاومة

البديل عن خيار المقاومة كان يعني تسليم الأرض للصهاينة والاحتلال المستمر وتهجير أهلنا

تحت عنوان “صوتي وفا لأهل الوفا”، أقام “حزب الله” عصر مهرجانا انتخابيا في صور، تحدث فيه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وحضره حشد شعبي وسياسي ومرشحو دائرة صور – الزهراني.

وأطل نصرالله عبر الشاشة مستهلا خطابه بالقول: “نلتقي هنا في ساحة عبد الحسين شرف الدين، وفي مدينة الإمام المغيب السيد موسى الصدر وأخويه أعادهم الله. هذه المدينة التي احتضنت قائدنا السيد عباس الموسوي طالبا في الحوزة المدنية، التي كان قد أسسها السيد موسى الصدر وعاد إليها مقاوما. صور مدينة التعايش الإسلامي – المسيحي والعيش الواحد بين الشيعة والسنة، التي كانت عصية على الفتنة، المدينة التي واكبت الصراع العربي الإسرائيلي منذ بدايته، واحتضنت النازحين الفلسطينيين المهجرين من أرضهم في العام 1948، الذين ما زالوا يعيشون فيها وحولها بأخوة وانسجام. المدينة التي قاومت الاحتلال، وكانت بداية العمليات الاستشهادية فيها وعلى ساحتها، فاتح عصر الاستشهاديين أحمد قصير، الذي أسس لكل الانتصار الذي جاء بعده، والشهيد حسن قصير. صور التي قاومت كما كل الجنوب، وفرضت على قوات الاحتلال انسحابه بلا قيد ولا شرط”.

أضاف: “نلتقي هنا مع الصامدين في أرضهم، وكي نتحدث عن هموم المقاومة والوطن. أمامنا اليوم ذكرى عدوان نيسان 1996، يوم عملية عناقيد الغضب، كما أسماها العدو الإسرائيلي، هذا العدوان الذي بدأ في 11 نيسان بقصف مقر القيادة العسكرية لحزب الله في حارة حريك، وكان فيه القائد الشهيد مصطفى بدر الدين، وقد أخطأه بغرفة واحدة يومها، وقد لجأ العدو إلى قصف المدنيين بسبب عجزه في الميدان وارتكب المجازر وأبرزها هي مجرزة قانا، ولكن أمام الصمود الميداني للمقاومة والصمود السياسي، واستهداف المستوطنات أجبر العدو على وقف العدوان وحصل تفاهم نيسان، وكان هذا إنجاز كبير للمقاومة، لأن فيه تم تحييد قصف المدنيين مقابل تحييد المستوطنات، مما أعطى هامشا واسعا لعلميات المقاومة. لقد فتح تفاهم نيسان، مجالا واسعا للمقاومة وأسس للانتصار الكبير العام 2000”.

وتابع: “إلى أن هذه المقاومة، كانت حلم الشهيد عبد الحسين شرف الدين، ثم الإمام السيد موسى الصدر وحركة أمل”، متمنيا على النخب والسياسيين والمثقفين أن “يحكوا لأولادهم عن تلك المرحلة بتضحياتها وشهدائها وآلامها”، مستذكرا “اعتداءات اسرائيل منذ العام 1949، حيث لم يكن فصائل فلسطينية، إنما مهجرون فلسطينيون”، كاشفا عن “رسالة بعثها السيد عبد الحسين شرف الدين إلى رئيس الجمهورية، يومذاك بشارة الخوري، يحكي فيها عن معاناة قرى الجنوب بفعل اعتداءات إسرائيل، وطالب فيها الدولة القيام بواجبها في حماية الأهالي، ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ الحماية لم تحصل من جانب الدولة ولا في واجبانها الإنمائية”.

 

وتوقف أمام “مواقف السيد موسى الصدر منذ الستينيات في القرن الماضي لإلى العام 1975، حيث كانت الاعتداءات مستمرة، وكان يطالب الدولة القيام بحماية الجنوب وتدريب الشباب من كل الطوائف، ولكن لا حياة لمن تنادي، لإلى درجة أن السيد الصدر أعلن عن استعداده لحمل السلاح”.

وتوجه إلى “الذين يناقشون المقاومة وخلفياتها”، فقال: “إن أهل الجنوب انتظروا الدولة منذ العام 1949 ولم تأت، وانتظروا الجيش. فكانت مجموعة باسلة متواضعة، إلى أن أسس السيد الصدر أفواج المقاومة اللبنانية- أمل، وكنت من الذين ذهبوا إلى معسكرات التدريب. في العام 1975 كنت في قريتي البازورية في قضاء صور، وكان عددنا 80 شابا وكلانشكوف واحد، ويومها كنا نطلب السلاح من السيد الصدر، فكان يقول لنا إنه لا مال لديه لشراء السلاح لكنه يحاول تأمينه”.

ولفت إلى “غياب الدولة بالرغم من محطات العام 1982 والعام 2000، أما في العام 2006 فتجدد النقاش حول الجيش، وصار وصول الجيش اللبناني إلى الحدود مطلبا دوليا”، مؤكدا أن “المقاومة هي التي جلبت الدولة إلى الجنوب”.

ولفت إلى أن “مشروع قادة الجنوب على مر التاريخ، يطالب بوجود الدولة في الجنوب لكنها لم تفعل”، منتقدا “الذين يهاجمون المقاومة ويعتبرونها جريمة، كما في مواقف البعض هنا وفي الخارج”.

وقال: “إن البديل عن خيار المقاومة، كان يعني تسليم الأرض للصهاينة والاحتلال المستمر وتهجير أهلنا، فهذه المقاومة أصبحت قوة حقيقية، ويحسب لها العدو ألف حساب”، معلنا أنه “لن يأتي يوم يكون جبل عامل عرضة للذلة والمسكنة، فهذه المقاومة صارت تملك الصواريخ، التي يمكنها ضرب عمق العدو، وهذه المقاومة هي الضمانة، وقد أتت بعظيم التضحيات ولم نتخل عنها، ومقاومتنا ليست للبيع أو التبديل فهي تعني بقاءنا وعزتنا وكرامتنا”.

 

أضاف مخاطبا الجمهور: “هذا ما فعلتموه وستفعلونه يوم 6 أيار بالوفاء للأمل والوفاء. نحن ننتظركم يوم 6 أيار وأصواتكم هي رسالة بأننا لن نترك المقاومة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى