نعيم عون: جبران كَسَر ظهر العهد!
وؤكّد عون «أنّ مسار الكذب والخداع بدأ منذ اعتماد آلية الترشيحات الحزبية داخل «التيار»،
بعكس كافة الأحزاب السياسية يعلو الصوت المعارض داخل «التيار الوطني الحر» بشكل نافر يصعب ضبطه. تُرجم ذلك، في السنوات الماضية، إما بتقديم استقالات أو صدور قرارات بالفصل، أو استدعاءات متكرّرة الى مجلس التحكيم، وصولاً الى ترشيحات إنتخابية على لوائح خصوم «التيار» فيما بعض «المغامرين» لا يزال يضع البطاقة الحزبية في جيبه!
يُجمِع هؤلاء، أنّ من خلال ترشيحاتهم أو انفصالهم عن الجسم الحزبي، على أنهم يوجّهون رسالة إعتراضية مباشرة واضحة العنوان: رفض ممارسات الوزير جبران باسيل. وبالتأكيد، انّ السياسة التي اتّبعها رئيس «التيار» في انتقاء حلفائه على اللوائح تزيد، برأيهم، في طين الخصومة بلّة!
نعيم عون، أحد قادة المعارضة في «التيار»، وإبن شقيق رئيس الجمهورية، يرى أنه «من خلال تحالفات «التيار» في المناطق هناك ثلاثة أو أربعة مرشحين فقط متناغمون مع سياسة ومبادئ «التيار». أما باقي المرشحين فهم على تناقض أخلاقي ومبدئي مع هذه المبادئ بسبب «سجلّهم» المشبوه وصولاً الى إيديولوجيّتهم».
باعتقاد عون، «كان يمكن لـ«التيار» أن يحصد العدد نفسه من النواب، نائب بالزائد أو بالناقص، من دون هذه «السَعدنة» في التحالفات والكذب والرياء السياسي، خصوصاً أنّ كلنا نعلم أنّ لبنان ليس بلد «الأعداد» بل بلد التوازنات والتفاهمات، بدليل أنّ «التيار» حصد أكبر كتلة مسيحية عام 2005 وبقي خارج الحكومة حتى العام 2008، والرئيس سعد الحريري «القوي في بيئته» «طار» من رئاسة الحكومة خلال اجتماعه مع زعيم أكبر دولة عظمى في العالم في البيت الأبيض بفعل هذه التوازنات»!
ويؤكّد عون «أنّ مسار الكذب والخداع بدأ منذ اعتماد آلية الترشيحات الحزبية داخل «التيار»، التي لم تُحترم غالبية نتائجها، وصولاً الى التحالفات «الشاذة» التي نشهدها اليوم باستبدال محازبين وكادرات بـ«طارئين» على النسيج العوني».
في مفهوم القيادي المعارض، «أنّ المصلحة المجرّدة من المبادئ لا تصنّف براغماتية سياسية، إذ إنّ مكيافيل نفسه أقرّ بضرورة الحفاظ على المبادئ في قيادة الشعوب. لا أحدَ قادر على «أن يشتري» شعباً بأكمله».
نعيم عون الذي آثر الصمت منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، يفصل بين العهد وأداء باسيل، مؤكّداً «أنّ باسيل يدمّر الإرث السياسي والوطني لميشال عون والمسار الذي انتهجه قد تكفّل بالإطاحة بكل ما بناه عون منذ 2006، وذلك عبر ضرب سلّة التفاهمات الاستراتيجية التي أُنجزت لحماية لبنان وتحصين الوحدة الوطنية والمسيحية، وأبرزها التفاهم مع «حزب الله» والتفاهمات المسيحية-المسيحية، وذلك بسبب سياسة الجشع وإعلاء المصلحة الشخصية والآنية على المصلحة العامة، كما أنّ باسيل إعتمد منذ بداية التفاوض حول الانتخابات خيارات إنعكست على التماسك الداخلي لـ«التيار».
والحكم على مسار «التيار» يختصره عون بالآتي: «تراجع عن المبادئ، تراجع في الشعبية، تراجع في «نوعية» الكادرات والقيادات الحزبية، والأهمّ والأخطر هو ضرب مستقبل «التيار»، داعياً كل أبناء الحزب «أن يعوا أنّ تيارهم في دائرة الخطر، ولا أحد ينقذه إلّا إرادتهم، والعودة الى أسس ومبادئ «التيار» وليس في تحويله الى سوق نخاسة، ومناضليه الى «بضاعة» في سوق العرض والطلب».
ويرى القيادي العوني المعارض أنّ ترشيحات بعض المنتسبين الى «التيار» خلافاً لرأي القيادة هي لتسجيل موقف وردّة فعل على الواقع القائم». وفي ما يتعلّق بترشيح القيادي السابق زياد عبس في دائرة بيروت الأولى أكد عون أنه «داعمٌ لترشيحه وترشيح أمثاله»، مع إشارته الى «أنّ العديد من المنضوين في لوائح المجتمع المدني اليوم كانوا بغالبيتهم داعمين للتيار بين 2005 و2009».
ملاك عقيل – الجمهورية