البحرين تسرع خطواتها نحو التطبيع مع إسرائيل
خطوات تطبيعية ليست بجديدة في البحرين، لكنها تختلف في زمانها ومكانها ومدى سريّتها، وتيرة هذه الخطوات تتسارع في الآونة الأخيرة، آخرها زيارة وفد يقوده حاخام أميركي يُدعى مارك شناير المروّج للتطبيع بين إسرائيل ودول الخليج تحت غطاء التسامح الديني، زيارة تلاها إعلان الملك البحريني إنشاء مركز للتعايش السلمي يضم أعضاءً من هذا الوفد. فهل نشهد في المرحلة المقبلة إعلاناً رسمياً بحرينياً لعلاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل؟
أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمراً بإنشاء “مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي” يضم أعضاء وفد التطبيع مع إسرائيل الذين زاروا الأراضي الفلسطينية المحتلّة قبل أشهر، حيث زار وفدٌ رسمي من قبل ملك البحرين المسجد الأقصى في أواخر العام الماضي بصحبة شرطة الاحتلال الإسرائيلي بعد أيام من الإعلان الأميركي عن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”.
ولتلميع صورة المملكة البحرينية المُدانة دولياً لانتهاكها حقوق الإنسان ضد البحرينيين المطالبين بالديمقراطية تقوم الحكومة تحت غطاء “التسامح الديني” بخطوات توضع في إطار التطبيع مع إسرائيل، آخرها زيارة هذا الوفد إلى إسرائيل الذي ظهر عبر وسائل إعلام إسرائيلية بتصريحات مستفزة لمشاعر البحرينيين خاصة، والأمة العربية عموماً ومخالفة لمبادئ الشعب البحريني الذي لطالما دعم القضية الفلسطينية.
الوفد ضمّ 24 شخصاً ضمن ما يسمى جمعية “هذه هي البحرين” التي شكّلها ملك البحرين وهي تحظى برعاية رسمية وتعنى بإشاعة “ثقافة السلام والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة”، وتحمل الجمعية رسالة “سلام ومحبة من شعب البحرين إلى العالم”، وفق ما أعلنته في حفل انطلاقها الذي أُقيم في أيار/ مايو الماضي.
واستكمالاً لسلسلة الخطوات هذه، زار وفد يقوده الحاخام الأميركي مارك شناير العاصمة البحرينية المنامة ضمن حملة دينية ينظمها كنيس يهودي إلى البحرين وفلسطين المحتلّة.
الحاخام شناير قائد هذه الحملة التي ضمّت 17 شخصاً قال من المنامة إن ملك البحرين هو من قاد بنجاح الجهود المبذولة لتقوم جميع دول الخليج الست بتسمية حزب الله منظمة إرهابية، مشيراً إلى أن البحرين قد تكون أول دولة خليجية تبني علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
شناير أكد مراراً أن الدافع وراء أنشطته هذه هو تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، شاكراً للملك البحريني”تقديمه الدعم لإسرائيل”، على حد قوله. كما حثّ خلال زيارته اليهود على زيارة البحرين والاستثمار فيها.
مشاهد اللقاء بين الملك البحريني والحاخام الأميركي والخطوات الأخيرة تكشف حميمية العلاقات، وفي هذا السياق يقول الكاتب والإعلامي البحريني حسين يوسف لـ الميادين نت إن “لهذه الخطوات هدفان، الأول هو حرف المسار عن الاضطهاد الديني التي تمارسه السلطات تجاه الشعب البحريني وحرمانهم من حقوقهم الأساسية والثقافية وهذا ما أكدت عليه جمعيات حقوق الإنسان. ومن جهة ثانية فهي أحد أساليب العلاقات العامة وتسويق النظام البحريني للمجتمع الدولي على أنه متسامح وذلك من خلال مدّ اليد للكيانات الصهيونية والكيانات المطبّعة ودعمها لها”.
بتول دياب – الميادين