خاص – وراء تصعيد جنبلاط… رسالة حاسمة من دمشق!
كلام جنبلاط ربما يعكس الأجواء الإيجابية التي يعمل الوزير وائل بو فاعور على تثبيتها على خط المختارة – الرياض
استعاد النائب وليد جنبلاط خطابه التصعيدي ضدّ سورية، حيث أعلن من مقام السيد عبدالله التنوخي في بلدة عبيه أنه لن يجتمع مطلقاً مع الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا في الوقت عينه إلى أنّ نجله تيمور أخذ خياراً مشابهاً، في مواقف يعيد إلى الأذهان خطاب جنبلاط النارية بعد اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005، حيث رفع لهجة التصعيد مطالباً بالثأر من الرئيسين إميل لحود وبشار الأسد.
مصادر مطلعة على كواليس الحراك السياسي كشفت لموقع “ديلي ليبانون” أنّ موقف جنبلاط التصعيدي لم يأت من عدم، وليس وليد الصدفة أن يخرج بيك المختارة المعروف بامتلاكه شيفرات المراحل السياسية بهذا الخطاب بشكل عفوي أو دون سبب موجب، وفي هذا الإطار تكشف المعلومات أنّ “جنبلاط حاول استعادة العلاقة مع دمشق عبر شخصية سياسية درزية معروفة بقربها من الرئيس بشار الأسد، وفي التفاصيل فإنّ جنبلاط الذي يدرك أنّ أبواب دمشق لن تفتح أمامه مجدّداً على خلفية مواقفه السلبية تجاه النظام في سورية، حاول أن يسوّق نجله تيمور بصفته زعيماً درزياً شاباً لا يزال في مقتبل العمر، ويمكن أن يفتح صفحة جديدة من العلاقة بين المختارة والنظام في سورية”.
لكن الردّ السوري على جنبلاط كان سلبياً بحسب ما تشير المصادر التي تلفت الى أنّ “موقف دمشق كان حاسماً لجهة رفض أيّ شكل من أشكال العلاقة مع وليد جنبلاط ونجله تيمور، وهذا ما دفع برئيس اللقاء الديمقراطي الى رفع سقف الخطاب ضدّ دمشق، والإعلان أنه لن يلتقي بالرئيس الأسد وبأنّ نجله تيمور إتخذ القرار عينه”.
وترى المصادر عبر موقع “ديلي ليبانون” أنّ “جنبلاط حاول من خلال هذا الخطاب شدّ عصب قاعدته الشعبية المعبّأة ضدّ سورية، وذلك تزامناً مع بدء التحضير للمعركة الإنتخابية التي يبدو أنّ زعيم المختارة لن يخرج منها رابحاً بحصة الأسد على غرار السنوات السابقة، ومن جهة ثانية فإنّ جنبلاط أراد أن يُلاقي خطاب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، حيث تشير المعلومات إلى أنه سيعود من السعودية بتعليمات مفادها رفع سقف الخطاب ضدّ حزب الله وسورية، وهذا أحد شروط التسوية التي ستتيح للحريري الحصول على دعم السعودية المالي في حملته الإنتخابية، وبالتالي يكون جنبلاط قد اتخذ خطوة في هذا الإتجاه”.
كذلك تشير المصادر الى أنّ “كلام جنبلاط ربما يعكس الأجواء الإيجابية التي يعمل الوزير وائل بو فاعور على تثبيتها على خط المختارة – الرياض، حيث التقى بو فاعور مؤخراً الموفد السعودي الى لبنان نزار العلولا، في لقاء بعيد عن الإعلام وذلك بعدما تمّ استثناء جنبلاط من الجولة الأخيرة التي قام بها الموفد العلولا إلى لبنان، والتي فهمت بأنها إشارة سلبية من المملكة باتجاه جنبلاط، خصوصا أنّ الأخير كان قد أعلن منذ فترة أنه لن يلبّي رغبة المملكة بإعادة إحياء فريق 14 آذار”.