خاص- الحريري / بن سلمان… صفر علاقة!
المصالحة المعلقة بين الحريري وجعجع دليل آخر على فشل مساعي الوساطة بين الحريري والسعودية
يبدو أن الآمال التي كانت معقودة على الوساطة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خط ترطيب العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس حكومة لبنان الرئيس سعد الحريري، لم تعط نتائجها المرجوة ولم تصل الى خواتيمها الإيجابة المنتظرة، وطي صفحة ما حصل في خريف العام 2017 مع الحريري في الرياض، عقب إستدعائه الى المملكة وإجباره على تقديم إستقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية ورفع نبرته تجاه إيران وحزب الله.
في سياق متصل تشير معلومات الى أنّ الزيارة التي قام بها الحريري مؤخراً الى تركيا ولقاءه الرئيس رجب طيب اردوغان ساهما في تعميق الشرخ بين الحريري وولي العهد السعودي، فتركيا تعتبر الراعي السياسي للإخوان المسلمين الذين تناصبهم الرياض العداء، وتلفت الى ما تمّ تسريبه عبر صحيفة “ايلاف” الالكترونية عن مصادر سعودية انّ مسؤولاً سعودياً كبيراً اتصل بوزير لبناني مقرّب من الحريري، وأبلغه “بانّ هرولة الأخير الى تركيا ستكلفه ثمناً باهظاً، وعليه ترى المصادر أنّ العلاقة بين الحريري وبن سلمان غير موجودة أساساً وهي بدرجة صفر وما دون، خصوصاً أنّ ولي عهد السعودية لم يغفر للحريري تراجعه عن الإستقالة بعد عودته الى بيروت.
كما تشير المصادر الى أنّ الحريري الذي خرج من المملكة بصفقة سعودية – فرنسية وبصمات أميركية رفع مستوى خطابه الإيجابي تجاه حزب الله بعدما عاد عن إستقالته، ما يعتبر مؤشراً على أنّ علاقته بالسعودية لا تزال في مرحلة سيئة، وتذكر المصادر بحديث الشيخ سعد الى صحيفة “وول ستريت جورنال” عندما وصف “دور حزب الله بالإيجابي وساهم في تخفيف حدة التوترات في لبنان”، يضاف الى ذلك العلاقة الوطيدة التي باتت تربط الحريري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في وقت لا تزال المصالحة بين الحريري وجعجع معلقة، وهذا دليل آخر على فشل مساعي الوساطة بين الحريري والسعودية، يُضاف الى ذلك قيام الحريري بإقصاء كلّ من يشكّ بضلوعهم في المشاركة بالمؤامرة التي تعرّض عليها، والتي ستترجم باستبعاد بعض نواب المستقبل الذين يصنّف بعضهم بالصقور.
وتختم المصادر بالإشارة الى أنّ “الحريري الذي لم يتحالف مع الجماعة الإسلامية التي تعتبر الذراع السياسي للإخوان المسلمين في لبنان، كبادرة إيجابية تجاه السعودية، لم يستكمل المطلوب منه سعودياً بمهاجمة حزب الله والابتعاد عن رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، واستعادة تحالفه السابق مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بهدف العمل على لمّ شمل فريق 14 آذار قبيل الإنتخابات النيابية في ايار المقبل، وفي الإطار عينه تشير المصادر الى كلام النائب جنبلاط الأخير والإعلان بأنه لن يسير في خطة السعودية لإعادة إحياء فريق 14 آذار، يعتبر مؤشراً سلبياً لإمكانية نجاح الرياض باستعادة فريقها السياسي في لبنان والذي نشأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005.