اخبار محليةالرئيسية

الديار: الحكومة أمام مأزقين: اقتراع المغتربين… وتهجير الفلسطينيين من الجنوب!

وصل التصعيد العسكري «الاسرائيلي» الى ذروته بعد قصف مخيم عين الحلوة الذي اعقبه تصريح لوزير الدفاع يسرائيل كاتس قال فيه : «لم تعد هناك اعتبارات انسانية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، محملا الحكومة اللبنانية مسؤولية وجود شبكات ارهابية في المخيمات تصنف انها للّاجئين، وقد اعطينا الاوامر لتحييدها». وهنا تباينت اراء المسؤولين حول كيفية قيام «اسرائيل» «بتحييد المخيمات» وما اذا كانت ستواصل قصفها لهذه المخيمات لحمل الفلسطينيين على اخلائها بصورة كاملة، والانتقال الى مناطق اخرى خارج الجنوب اللبناني، والى حد تخوف بعض الجهات الامنية من التفكير «الاسرائيلي» بتنفيذ عمليات «انزال صاعقة»، لا سيما في مخيم عين الحلوة الذي يعتبر المعقل الاساسي لحركة حماس ولفصائل فلسطينية اخرى.

وفي غضون ذلك، ومع تزايد الضغوطات الاميركية على لبنان ومواصلة «اسرائيل» «فلتانها العسكري» اخذة الضوء الاخضر من الادارة الاميركية الحالية، برزت احصاءات داخلية اميركية اشارت الى انخفاض نسبة التأييد للرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، إلى أدنى مستوياتها، وذلك بسبب عدة عوامل، أبرزها إغلاق الحكومة الأميركية، بالإضافة إلى قضايا مثيرة للجدل مثل فضيحة جيفري إبشتاين وغيرها من التحديات الداخلية، وبذلك يكون وضع ترامب الداخلي قد بدأ يهتز. من ناحية أخرى، تظل السياسة الخارجية مجالًا يُعتبر كـ «الملاذ» الوحيد بالنسبة لترامب، حيث حصل على موافقة الأمم المتحدة لمشروعه الخاص بقطاع غزة، رغم أن هناك بنودًا غامضة في المشروع، وعدم وضوح في كيفية تنفيذه. كما اشارت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس الاميركي يعمل على تقديم خطة لحل الأزمة الأوكرانية ويحاول إقناع الأوروبيين بتبني مقترحه لهذا الصراع.

إضافة إلى ذلك، لا يزال الملف النووي الإيراني يشكل التحدي الأكبر أمام إدارة ترامب، وهو ملف ذو تأثيرات كبيرة في العلاقات مع أوروبا وروسيا والصين. وهنا يريد ترامب ان يحجّم ما يعتبره «التهديد الايراني» نظرا إلى ما له من تداعيات في المنطقة، ابرزها في العراق ولبنان. والحال ان التصعيد الاميركي على النظام اللبناني سيستمر وسيزيد، سواء بالضغط السياسي او الاقتصادي، اي بالعقوبات، علما ان الادارة الاميركية تراهن على الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة التي ستحصل عام 2026 والتي قد تحدث تغييرا داخليا يكون لمصلحة الاطراف التي تدور في الفلك الاميركي.

ازمة لبنان: ليس هناك من منتصر

في سياق متصل، يشير مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى للديار الى انه لا يمكن لاي فريق لبناني ان ينتصر على الاخر رغم وجود بعض الأطراف التي لديها توجهات متطرفة ومتصلبة لا تأتي بالخير على لبنان، بل قد تؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير دراية. ولفت هذا المصدر انه في الوقت ذاته، يعلم جيدا كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش اللبناني ان اي طرف لبناني مهما بلغت قوته، لن يكون الغالب ولن يستطيع سحق غيره، ومن هذا المنطلق يتعاملون مع الواقع الذي يُرسم امامهم وليس وفقا «للتمنيات» الغير واقعية. وتجدر الاشارة الى ان الاميركيين هم الادرى بتشعب الوضع اللبناني وتعقيداته، وهم اكثر من اختبر الساحة اللبنانية وألغامها ومخاطرها، ولا تزال التفجيرات عام 1982 التي استهدفت الجيش الاميركي في البال، الا انهم يريدون تحميل الجيش اللبناني اليوم المسؤولية فقط من باب تبريرعدم تحقيق مخططهم.

ويضيف المصدر الديبلوماسي ان الادارة الاميركية تريد تطبيق ما حصل في سوريا على لبنان، بعد ان سقط نظام الاسد واستلم احمد الشرع زمام الامور في سوريا. غير ان الوضع اللبناني مختلف تماما عن الوضع السوري، اذ لا يمكن لشخص واحد او فريق واحد ان يستلم الحكم ويبايعه الاخرون، فلبنان توجد فيه مكونات عديدة، ولذلك هو سهل وصعب في ان واحد، والتجارب سواء في الماضي القريب او البعيد خير دليل على ذلك.

مأزق اخر امام الحكومة

وكانت الخطة التي وضعتها الحكومة اللبنانية لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية قد تعثرت امام الوضع المعقد في مخيم عين الحلوة، لرفض تلك الفصائل التجاوب مع الخطة، لاعتقادها ان ذلك يهدد عناصرها بالقتل او بالاعتقال، وهذا ما يضع الحكومة امام مأزق آخر بعدما تحولت المخيمات الفلسطينية الى هدف للغارات «الاسرائيلية» يضاف الى الاهداف الاخرى لمواقع مفترضة لحزب الله.

تطورات خطرة في الايام المقبلة

وكانت هيئة البث الاسرائيلية قد اشارت الى ان المنظومة الامنية اوصت بشن حرب ضد لبنان تمتد لايام طويلة، ولكن دون ان تقرها الحكومة المصغرة «الكابينت» حتى الان، مع تسجيل تصعيد واضح للضربات «الاسرائيلية» التي تجاوزت امس المناطق التي كانت تستهدف سابقا.

وتتوقع مصادر حكومية «ان نكون امام تطورات خطرة في الايام المقبلة»، حيث تبدو السلطة اللبنانية مربكة حيال مواجهة هذا الاحتمال، وفي ظل اشارات سعودية بان المملكة تواصلت مع الدوائر الاميركية المختصة للحيلولة دون انفجار الحرب مجددا ضد لبنان. انما، وعلى ما يبدو، فان الضوء الاخضر الاميركي لا يزال محدود الاثر حتى اللحظة. لا حرب، ولكن ما يحدث على الارض من غارات جوية لا يختلف الا من حيث الكثافة عن الحرب التي عاشها لبنان في الربع الاخير من العام الماضي، والتي ما زالت تداعياتها الكارثية تلقي بظلالها على المشهد الداخلي في لبنان.

وكانت الديار قد اتصلت باوساط اعلامية سعودية قريبة من قصر اليمامة للاستفسار عما اذا كان ولي العهد الامير محمد بن سلمان قد اثار «المسألة اللبنانية» في محادثات البيت الابيض مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فكان التأكيد ان الامير مهتم شخصيا بالوضع اللبناني، وان اتصالات جرت وتجري مع الادارة الاميركية من اجل معالجة الازمة الراهنة بالوسائل الديبلوماسية بعيدا عن الضغوط العسكرية.

اما المؤكد فهو ان «اسرائيل» تضغط من اجل حمل الدولة اللبنانية على عقد سلام شامل معها، رافضة كل كلام على الاتفاق الامني وعلى اي دور تفاوضي للجنة الرقابة الدولية لوقف الاعمال العدائية «الميكانيزم» التي لم تقدم على اي خطوة تحدّ من التصعيد الاسرائيلي اليومي، والتي لا يتعامل معها الجانب اللبناني باي خطوة عسكرية.

في المقابل، اصدر حزب الله بيانا ندد فيه بالغارات الاسرائيلية على عين الحلوة، داعيا اركان الدولة الى «ان يدركوا ان اظهار اي ليونة او ضعف لهذا العدو لا يزيده الا شراسة وتوحشا وتماديا، وان الاكتفاء بردود فعل لا ترقى الى مستوى العدوان لن تجر الا الى مزيد من الاعتداءات والمجازر».

ورأى حزب الله ان الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف وطني موحد في التصدي لاجرام هذا العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى