اخبار محليةمجتمع ومنوعات

إبراهيم سلامة لم يُقتل وحده.. بل قُتلت معه آخر ذرة إنسانية

بقلم: نادين خزعل

العدو الاسرائيلي توغل إلى بليدا..اقتحم مركز البلدية…أعدم موظف البلدية ابراهيم سلامة برصاص كثيف أثناء نومه في مبنى البلدية قبل ان ينسحب بإتجاه الحدود..

هل أصبح هذا الخبر خبرًا عاديًّا نقرأه ونمر عليه مرور الكرام وكأن شيئًا لم يكن وكأن أحدًا لم يمت وكأن عدوًّا لم ينتهك وكأنَّ ما كان قد كان؟؟؟؟؟

لا وألف لا بكل غضب الكون والوطن والمواطنية والإنسانية وما تبقى في دواخلنا من كرامة أريقت وأسفكت..

بليدا، تلك البلدة الجنوبية التي تعرف الصبر كما تعرف العزة، دوّى الصمت قبل الرصاص…اخترق الاحتلال الإسرائيلي جدار البلدية، ليكتب جريمة جديدة على صفحات الدم، جريمة تُنفّذ بدمٍ بارد ضد موظفٍ أعزل اسمه إبراهيم سلامة، رجل بسيط من أبناء الأرض، حمل همّ الناس وخدمة بلدته، لا بندقية في يده، بل ورقة وقلماً وضميراً حيّاً.

أعدموه، كما يُعدم الضوء حين يخاف الظلام من سطوعه. تركوه مضرجاً بدمه على عتبة الواجب، كأنهم أرادوا أن يقولوا إن لا حرمة لمدني، ولا قدسية لمؤسسة، ولا وزن لإنسان في قاموس احتلالٍ لا يعرف إلا القتل.

أين أنتم من دم إبراهيم؟ أين أنتم من بلداتٍ تُباد وأهلٍ يُستهدفون في بيوتهم وبلدياتهم ومدارسهم؟

بليدا لا تبكي وحدها اليوم، فكل لبنان يبكي معها.
الجنوب ينزف غضباً وكرامة، يرفع صوته في وجه هذا الصمت الجبان:
كفى! كفى تواطؤاً، كفى صمتاً، كفى استباحةً للإنسان.

إبراهيم سلامة لم يُقتل وحده، بل قُتلت معه آخر ذرة إنسانية في عيون العالم المتحضر.

 

https://chat.whatsapp.com/FMKwny5Izxo8jPOUFgJYMk/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى