اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

خاص – ذكرى العروج الاولى.. دمع وشوق وعهد ووفاء

عبير حمدان – خاص دايلي ليبانون

وجوه الناس عبّرت عن حجم الارتباط الوثيق بين القائد وشعبه، أمس في بيروت كان الوطن حاضراً بكل شرائحه، حمل الاطفال صور السيد الذي أحبوه دون شروط، وكذلك فعل الرجال والشيوخ والبكاء لم يقتصر على النسوة، فالدموع شكّلت الملاذ لطوفان بشري زحف للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله وصفيه الهاشمي، وكل من كان معهما على درب التحرير والتصدي للعدوان الصهيوني الهمجي المستمر على بلادنا.
ضاقت الشوارع بالمحبين، من كل الوطن، حيث حضر الجنوب والبقاع والشمال شيباً وشباباً ونسوة ورددوا الاناشيد مع الحاج علي العطار وفرقته، فمن “نحن التاريخ والحاضر” إلى “اضرب والريح تصيح” إلى أوبريت “لن يموت القائد” وبينهم كانت أوبريت “عد لنا” للمنشد “حسن حرب” التي جمعت الكورال الأضخم على حب السيد..
مزيج من دمع وشوق ضجت به الأرض، حيث يرقد السيد، ولسان حال الناس “نحن هنا لأننا نحبك يا سيد” ولأننا نعاهدك على الوفاء والبقاء على نهجك المقاوم، فلا سبيل لكل هؤلاء سوى المقاومة.
سيل من أنفاس تعلقت بطيف “السيد” حضرت بحثاً عن صدى الصوت وهو يقول لهم “يا أشرف الناس السلام عليكم” وكأنه حاضرٌ هنا يراهم ويمنحهم الطمأنينة ويبشرهم بأن الثأر قادم من قتلة الأنبياء..
لا يمكن إختصار المشهد بكلمات حيث أن توافد الحشود بدأ منذ ساعات الصباح الأولى فكلهم يريدون أن يكونوا في النقطة الأقرب ولو لملاقاة صورة عملاقة جمعت السيد وصفيه بثلة من الشهداء، كلهم يريدون إثبات ولاءهم المطلق لمسيرة تعمدت بالدماء، لم تمنعهم حرارة الشمس ولا ساعات الانتظار حتى بدء إحياء ذكرى الاستشهاد في سنويتها الأولى، ولم يحُل بينهم وبين حبيبهم الوعيد والتهديد، ولم يرف لهم جفن ولو بوجود “المسيرات المعادية” فطير الجنوب لم يزل هنا يذود عنهم من عليائه ويشد على أياديهم ويحتضن الاطفال الشهداء ليخبرهم أنهم معه سعداء…
كانت القبضات ترتفع دون توجيه وكانت الهتافات تنطلق بشكل عفوي لأنها من قلوب صادقة، وبمنأى عن المواقف السياسية والحضور الرسمي أثبت شعب المقاومة أنه شعب عصي على الضيم وقادر على المواجهة ومتجذر في عمق التاريخ والحاضر والقادم، وتبقى اللحظة الأكثر وجدانية حين وقف هذا الشعب واضعا يده على قلبه ورافعاً رأسه نحو السماء في تمام الساعة السادسة والواحد وعشرون دقيقة لحظة عروج السيد حسن نصرالله وكأنه يخاطبه صابراً بكل قوة الصمت بإنه على العهد لن نضعف ولن نلين مهما تعاظمت المؤامرات واشتدت المحن فنحن أبناء ذاك السيد الذي نادى يوماً “هيهات منا الذلة”.

تصوير: عبير حمدان
تصوير: عبير حمدان
تصوير: عبير حمدان

 

تصوير: عبير حمدان
تصوير: عبير حمدان
تصوير: عبير حمدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى