اخبار محليةالرئيسية

فياض: ما يعرضه الإسرائيلي المدعوم أميركياً إنما هو الاستسلام وليس السلام

كلمة النائب د. علي فياض في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للشهيد الأسمى، سيد شهداء الأمة سماحة ‏الأمين العام السيد حسن نصر الله، وصفيه الهاشمي سماحة الأمين العام السيد هاشم صفي الدين في المنية شمال لبنان بدعوة ‏من المركز الوطني في الشمال.‏

سنة مرت على وقف إطلاق النار، وهو وقت كافٍ لاختبار نوايا العدو وأهدافه وهي بالأصل لا تحتاج إلى اختبار، لأن الخلفية ‏العدوانية والممارسات المتوحشة، واضحة وليست مدعاة للشك.‏

لقد وفَّر المبعوث الأميركي، علينا وعلى كل المعنيين، جهد التحليل والشرح، عندما أقرَّ بوضوح “ان السلام وهم وان ما ‏يجري في المنطقة هدفه الإخضاع”..‏
لهذا ما يعرضه الإسرائيلي المدعوم أميركياً، إنما هو الاستسلام وليس السلام وهو الهزيمة وليس الاستقرار.‏

ثمة حاجة أكيدة تفرض نفسها على كل المعنيين، وفي طليعتهم، السلطة اللبنانية لإعادة تقويم مسار العام الفائت واستخلاص ‏دروسه، بهدف ترشيد المقاربة اللبنانية، في إدارة مرحلة ما بعد تفاهم وقف إطلاق النار وما تضمنته من مبادرات وشروط ‏وممارسات إسرائيلية وأميركية.‏
ومن البديهي القول، ان التزام لبنان بوقف إطلاق النار والتسليم بمرجعية لجنة الميكانيزم لم يفضِ إلى أي نتيجة على صعيد ‏الانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي احتلتها إسرائيل أو حد للأعمال العدائية والإمعان بالاغتيالات التي باتت تطال بانتظام ‏المدنيين اللبنانيين، فضلاً عن عدم السماح بعودتهم إلى قراهم الأمامية، أما الشروط الأميركية والإسرائيلية المتصاعدة، فهي ‏تحضر دون أية ضمانات أو وعود حول إمكانية الانسحاب من أرضنا وإيقاف الأعمال العدائية..‏
لهذا ثمة حاجة لمسار مختلف، يرفض الابتزاز بذريعة الاختلال في موازين القوى، وينطلق من ان الحقوق السيادية ليست ‏عرضة للمساومة، وان تفاهم السلطة مع المقاومة، عِوَض التعارض معها، من شأنه أن يشكل ركيزة صلبة لمواجهة التهديدات ‏الإسرائيلية والضغوطات الخارجية، خاصة وان لبنان الآن، في حالة تموضع دفاعي، تمتلك كل المشروعية القانونية ‏والوطنية، وإن ضاقت معها الخيارات، إلا ان خيار الدفاع عن النفس، ثابت وراسخ، ولا يمكن التفريط به بحال من الأحوال.‏
إن السلطة مطالبة، بمزيد من المسؤولية والرشد، في إدارتها للشؤون اللبنانية، إن في مقاربتها لمواجهة العدوانية الإسرائيلية ‏ضد لبنان، أو فيما يتعلق بالشؤون الداخلية اللبنانية، لا يقتصر الأمر على الإصرار على نفس المقاربة العاجزة والمتراخية، ‏والتي لم تفضِ إلى أي نتيجة، سوى تفاقم الأوضاع سوء، في مواجهة الأعمال العدائية الإسرائيلية، بل أيضاً، ما نلمسه من ‏خفةٍ وقلة مسؤولية، في عدم مراعاة الحساسيات الداخلية، التي ينتظم على أساسها الاستقرار الداخلي، وإننا إذ نتوجه بالشكر ‏والامتنان لأهل بيروت، فإننا نبدي اعتزازنا ببيروت عاصمة الوطن، بيروت التعددية والعروبة والانفتاح وانطلاقة المقاومة، ‏
بيروت حاضنة اللبنانيين جميعاً.‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى