
تقدمت قطر أنظمة منظمة مجلس التعاون الخليج، ونالت المرتبة الأولى في التطبيع مع الكيان الصهيوني ومن دون اتفاقية خطية أسوة باتفاقيات كامب دايفيد وأوسلو ووادي عربة، وفرضت أمراً واقعاً وحفزت شقيقاتها من مجلس التعاون، فتحوّلت عواصمها وفنادقها إلى بني عمومتها، حتى بلغ الأمر إلى ابتداع معاهدة ابراهام وعاصمتها المنامة بهدف مسح ما أتى به خاتم الانبياء محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آل بيته، ونحن في ذكرى ولادته الميمونة…!
خمس عشرة طائرة حربية افتتحت باكورة جرائمها الإرهابية مع نادي الوساطات الدولية باعتبارها مقراً آمناً، حيث سبقت وجمعت طالبان والمخابرات الأميركية وغادرت القوات الأميركية أفغانستان، وتوسطت بين السودان وجنوب السودان وبين السعودية والإمارات….!
تعود العلاقات بين الدوحة والكيان المؤقت إلى سنة ١٩٩٦، حينما حضر شمعون بيريز خارجية الكيان وشارك في مؤتمر مكافحة الإرهاب، ثم أقيمت علاقات تجارية اقتصادية وسياحية ورحلات جوية، وأول اتفاقية خطية كانت في سنة ٢٠١٥ تتعلق بالازدواج الضريبي…!
ظنت قطر أنها في مأمن ومحصّنة بفضل قاعدة العديد، أضخم قاعدة اميركية في الشرق الأوسط، وتملك ٢٥٠ طائرة حربية حديثة ورادارات متقدمة تردع أي عدوان …!
ينهض مما تقدم، أن رهانات قطر الأميركية والعسكرية ونادي الوساطة وفتح ذراعيها للصديق اللدود نتن ياهو وعضويتها في مجلس التعاون لم تنفعها، ولا غازها ولا حلفيتها في الفكر والسياسة التركية ذهبت هباء على قاعدة: عسكري دبّر راسك، يوم لا ينفع أميركي ولا تركي ولا خليجي ولا مال ولا غاز إلا المواجهة والدفاع النفس والتوكل على الله…!
وعليه تثار تساؤلات متعددة منها:
١- من الهدف الثاني من أنظمة التطبيع من دول الخليج؟
٢- هل ترد الدوحة عسكرياً وتتقدم بشكوى أمام مجلس لحفظ ماء الوجه؟
٣- هل تكتفي بالبكاء والعويل أم تقطع علاقاتها مع الكيان ؟
٤- هل تتضامن حكومات مجلس التعاون الخليجي أم تهادن حتى تتمثل بالمثل الشعبي: أكلت يوم أكل الثور الأبيض!
د. نزيه منصور