اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

مقاربة واقعية في كلام د. هادي وهاب وكلامه عن “الدولة الدرزية”

خاص دايلي ليبانون

كان لافتاً الحملة الممنهجة التي استهدفت الدكتور هادي وهاب على خلفية المقابلة التي أجراها قبل يومين، حيث بدا واضحا أن هناك محاولة غير بريئة هدفها الأساس تصوير وهاب بأنه مؤيد لإنفصال السويداء عن سوريا وإقامة “الدولة الدرزية” والغاية من خلف ذلك الربط بين فكرة “الدولة الدرزية” والكيان الاسرائيلي، ما يعني اتهام وهاب بالترويج للتطبيع الذي قامت معظم الأنظمة العربية بالسير فيه سراً أو علناً.
لكن من يشاهد المقابلة ويستمع الى طريقة استعراض د. هادي وهاب للواقع القائم بعد المجازر التي تعرض لها الموحدون الدروز في جبل العرب، يمكنه ببساطة أن يفهم وجهة النظر التي ارتكز اليها وهاب في مقاربة موقف دروز السويداء، الذي تخلى العالم عنهم بينما كانوا يذبحون ويقتلون وتغتصب نسائهم وتحلق شوارب مشايخهم على مرأى ومسمع العالم، كما أعطى مثالا من خلال استحضاره مجزرة قلب لوزة في جبل السماق بإدلب والتي إرتكبت بحق الموحدين الدروز حيث لم نسمع من يدين او يستنكر ما تعرض له الدروز آنذاك.
والمفارقة ان كل من تحلوا بصمت أهل القبور أمام هول المجازر ودماء أهالي السويداء من نساء وأطفال وشباب من مهندسين وأطباء قتلوا بعدما أجبروا على الموت قفزاً من على شرفة منزلهم، الى ما هنالك من مجازر وإعدامات وحالات اغتصاب اضافة الى اعمال الخطف التي حصلت، كل هذا لم يحرك هؤلاء المنتقدين الذي دبّت بهم الحمية للخروج واتهام د. وهاب بتأييد الإنفصال والترويج للتطبيع حسب زعمهم.
وبعيداً عن الموتورين الذين يسعون للإصطياد بالماء العكر ومحاولة التشويش على الحقائق الظاهرة من خلال الإعلام، فقد كان د. هادي وهاب واضحا في كلامه حيث أشار الى ان “الحديث عن “الدولة الدرزية” هو من باب الفرضيات وليس باعتباره أمرا واقعاَ”.
من جهة ثانية أعاد د.وهاب التذكير بموقف قائد الثورة السورية الكبرى وإبن جبل العرب سلطان باشا الأطرش الذي قام بتوحيد سوريا ولم يوافق على تمرير مشروع التقسيم، كذلك أشار وهاب الى موقف كمال جنبلاط في رفض المشروع المرتبط بإقامة الدولة الدرزية، ومن خلال هاتين المقاربتين أوصل د. وهاب الرسالة بأن أبناء طائفة الموحدين الدروز ليسوا إنفصاليين أو راغبين بالانضمام الى الكيان الاسرائيلي كما يريد البعض أن يصور الأمر، لكنهم لم يجدوا غير دروز إسرائيل يقفون جانبهم ويمنعون موتهم المحتوم على أيدي عصابات القتل والإجرام التي باتت تحكم سوريا.
وفي معرض مقاربة كلام د. هادي وهاب خلال إطلالته الإعلامية الأخيرة لا بد من الإشارة الى دعوته هؤلاء “الجهاديين” للسير نحو فلسطين التي تبعد عن درعا مئات الأمتار والقيام بواجب الدفاع عن غزة التي يذبح اهلها وهذا يجب أن يكون أولوية بدل أن يذهبوا لارتكاب المجازر بحق أهل السويداء من نساء وأطفال وشيوخ وقتلهم فقط لأنهم دروز، حيث أكد أن “طريق القدس لا يمر من السويداء”، ونسف كل الشعارات التي حاول هؤلاء التلطي خلفها لاسيما شعار نصرة “إخوانهم” في غزة، مبيناً أنهم مجرد قتلة ومجرمين لا يجرؤون على مواجهة القوي، بل يتقنون قتل الأبرياء العزل المدنيين وارتكاب المجازر بهم تحت شعارات دينية أبعد ما تكون عن تعاليم الأديان ورسالتها.
إذا وبعد إستعراض كلام د. هادي وهاب المتعلق بـ”الدولة الدرزية” وموقف الدروز بشكل عام وفي السويداء بشكل خاص، يمكن القول أن ما تم ترويجه من اتهامات لا تعدو كونها محاولة واضحة للتشويش على الدور الذي يقوم به الوزير السابق وئام والى جانبه نجله د. هادي وهاب، وذلك إنطلاقاً من قناعاتهم التوحيدية الراسخة بأن دفاع الدروز عن إخوانهم، والوقوف الى جابنهم في حماية أرضهم وعرضهم هي من أساسيات المسلك التوحيدي الأصيل الذي يؤمن به وئام وهاب ويترجمه الى أفعال والسويداء وأهلها يشهدون.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى