
«لا يتطلّب بناء شراكة فنية دولية تمويلاً فقط، بل كثيراً ما يستدعي شجاعة سياسية أيضاً». هذا ما ورد في تقرير نشرته صحيفة «Washington Jewish Week» الأسبوعية عن دور المصرفي أنطون الصحناوي في دعم مبادرة الأوبرا الأميركية الإسرائيلية التي أُعلن عنها حديثاً، وتجمع بين «الأوبرا الوطنية» في واشنطن، و«الأوبرا الإسرائيلية» في تل أبيب. لكنّ الحدث تمثّل في مصدر التمويل الرئيسي للمشروع، والذي تبيّن أن «رجل الأعمال والمصرفي اللبناني أنطون الصحناوي، قدم دعماً مباشراً لهذا المشروع».
هذه الصحيفة المذكورة أعلاه التي نشرت التقرير، تُعتبر منذ عام 1930 المرجع الإعلامي الأول لأبناء الجالية اليهودية. تنضوي الصحيفة اليوم تحت مظلّة شركة «Mid-Atlantic Media» الإعلامية، التي تتولّى إدارتها وإصدارها ضمن مجموعة واسعة من المنصّات الإقليمية اليهودية المتخصّصة.
التقرير المنشور، والذي لم ينف الصحناوي ما ورد فيه، أشار إليه ليس بوصفه فقط بأنه «معروف بثروته ودوره في إنتاج الأفلام، ويترأس مجلس إدارة مجموعة SGBL المصرفية، التي تضم شركات من بينها «فيدوس» لإدارة الثروات. لكن، لأنّه يعرّف عن نفسه بوصفه «صهيونياً متشدّداً»، على الرغم من كونه مسيحياً لبنانياً».
التقرير نقل معطيات عن مستشارته هاجر الشمالي، والتي سبق أن عملت مستشارة سياسية في وزارة الخزانة الأميركية، وناطقة في قضايا الإرهاب والاستخبارات المالية. وقالت للصحيفة إن ما دفع الصحناوي إلى دعمه «أنه نشأ في عائلة لبنانية اعتادت أن تؤمن بإسرائيل والصهيونية، وأنّ هذا الإيمان جزء أصيل من ثقافة أسرته الممتدّة منذ أجيال». وأضافت أنّه «منذ طفولته كانت عائلته على تواصل وثيق مع أصدقاء يهود وإسرائيليين، وقد نشأ على قناعة راسخة بحاجة العالم إلى دولة يهودية. غير أنّ هذه القناعة لم تبقَ حبيسة الماضي، بل تعزّزت في السنوات الأخيرة، نتيجة تصاعد معاداة السامية والهجمات على المجتمعات اليهودية حول العالم، وهو ما جعله يرى في إسرائيل ضرورة وجودية أكثر من أي وقت مضى».
يشار هنا، إلى أن والد الصحناوي، رجل الأعمال نبيل الصحناوي، كان من أفراد مجموعة يمينية مسيحية اتُّهمت بارتكاب المجازر ضد مسلمين لبنانيين إضافة إلى عدائه للفلسطينيين. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تبرّع الصحناوي الأب بأحد مكاتبه في منطقة ضبية ليشغله فريق منسّق الأنشطة الخاصة بقوات الاحتلال.
واعتبرت الشمالي أنّ صحناوي «ينظر إلى الصهيونية كركيزة لبناء مستقبل لبنان والمنطقة بأسرها». وقالت: «إنّه يرى في عمليات إسرائيل العسكرية ضد أعدائها خطوة تعزّز الأمن في دول الجوار أيضاً». وفاخرت بمثال على ذلك قائلة إنّ «إسرائيل قطعت رأس حزب الله الخريف الماضي لأسباب تتعلق بأمنها، لكنّ لبنان استفاد من ذلك، إذ بات اليوم أقرب إلى تقرير مصيره من دون أن تكون إيران و«حزب الله» جاثميْن على صدره».
وبحسب الصحيفة فإن الصحناوي «حاضر في الفضاء العام بصفته مموّلاً للفنون ومؤمناً بقيمة الدبلوماسية الثقافية، وهو يرى أنّ مثل هذه المبادرات، وإن كانت في ظاهرها فنية، إلا أنّها في جوهرها انعكاس لرؤية سياسية أوسع لمستقبل الشرق الأوسط».