اخبار محلية

عماد الأشقر: أُسْدِلَ السّتارُ وصمتَ المسرحُ

نعى رئيس مصلحة التعليم الخاص الأستاذ عماد الأشقر الفنان الكبير زياد الرحباني فكتب:

غاب زياد، غاب الصوت الذي لا يشبه أحدًا، وغابت الكلمة التي لطالما حاكمت الزمن بصراحة موجعة، ساخرة، عاشقة، ثائرة. رحل ابن فيروز وعاصي، رحل من كان أبًا لجيل كامل من الحالمين، العارفين، الموجوعين، الذين وجدوا في موسيقاه وطناً بديلاً حين خذلهم الوطن.

برحيل زياد، تنطفئ زاوية صاخبة من ذاكرة لبنان. وهو الذي غنّى الوجع كما لم يغنِّه أحد، وسخِر كما لم يجرؤ أحد، وأحبّ الشعب، بكل انكساراته وغضبه وتناقضاته، كما لم يعرفه أحد.

زياد الرحباني لم يكن مجرد موسيقيّ أو ممثل أو فنان، كان نصاً حياً من نبض المدينة، من يومياتنا، من زوايا تفاصيلنا، ومن أرصفة الوطن المبللة بالحروب. كان كاتباً يسكنه المسرح، ومسرحيّاً تسكنه الكلمة الحرة، وملحناً عشق النغم حتى اللحن الأخير..

وداعًا يا زياد.برحيلك لبنان الذي لطالما خاصمته على قدر عشقك له، هو اليوم أكثر يُتمًا من أيّ وقت مضى.
وداعًا، وقد قلت كل ما يجب أن يُقال، وعزفت على أوتار قلوبنا نشيد الخيبة والثورة والحنين والانتماء والحب والمواطَنة.

وداعًا، وأنتَ الذي لم تنحنِ، لا في الفنّ ولا في الموقف، ولا في الحبّ ولا في الكرامة.

سيبكيك الكل، لأنك كنت الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها، ولو بكلمة.
سيبكيك المسرح، والعود، والمذياع، والشاشات والشوارع التي كنت تلملم صوتها وتوضب ضوضاءها وتنثرهما على منصّة.

سلامٌ لروحك.
رحلت يا زياد ونحن لم نكن جاهزين بعد لفقدك، ولم نكن مستعدين أن نودّع صوتًا يشبهنا، يشبه غضبنا، يشبه صمتنا، يشبه وجعنا المكبوت وضحكتنا المخنوقة.

وداعًا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى