د. هشام الأعور – تصعيد خطير في دمشق: هروب مسؤولين سوريين ومغادرة أحمد الشرع إلى تركيا وسط تهديدات إيرانية غير مسبوقة

تعيش العاصمة السورية دمشق في حالة من الترقب والقلق بعد تسريب معلومات من مصادر غربية تفيد بحدوث هروب جماعي لعدد من كبار المسؤولين السوريين إلى خارج البلاد، بينهم شخصيات أمنية واقتصادية بارزة، تزامنًا مع تهديدات مباشرة من إيران بتوجيه ضربات عسكرية دقيقة إلى مواقع سيادية سورية.
وبحسب ما أفادت به المصادر، فإن عمليات الهروب تمت بشكل مفاجئ وصامت، عبر مطارات عسكرية ومنافذ مغلقة، وشملت شخصيات ذات صلة مباشرة بمراكز القرار داخل النظام. ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن هؤلاء غادروا البلاد وهم يحملون كميات كبيرة من الذهب والدولارات، ما يُفسَّر على أنه عملية منظمة تهدف إلى تأمين ملاذات خارجية قبل تصعيد محتمل قد يغيّر المعادلة بالكامل.
اللافت أن القصر الجمهوري لم يصدر أي تعليق رسمي حول هذه الأنباء، ما فُسّر على أنه إشارة إضافية لحالة الارتباك داخل النظام، خاصة مع تداول أنباء غير مؤكدة عن سحب أموال ضخمة من المصرف المركزي وتحويلها إلى حسابات خارج البلاد. وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة بأن رئيس هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، ، قد غادر الأراضي السورية متجهًا إلى تركيا، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا حول توقيتها ودلالاتها.
ويأتي ذلك وسط تصعيد إيراني غير مسبوق، حيث أعلنت طهران رسميًا استعدادها لتوجيه ضربات دقيقة ضد مواقع سورية، معتبرة أن دمشق “طعنت الحليف الإيراني في الظهر”، في إشارة إلى ما تصفه إيران بالتمرد السياسي السوري على خط طهران-دمشق.
من زاوية تحليلية، يرى مراقبون أن ما يحدث لا يمكن قراءته بمعزل عن تراكمات الخلاف بين دمشق وطهران في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد سلسلة تحركات سياسية وعسكرية اتخذها النظام السوري لإعادة التوازن في تحالفاته الإقليمية. ويشير الهروب الجماعي المنسق إلى أن جزءًا من النخبة الحاكمة بات يتعامل مع انهيار محتمل في هرم السلطة كأمر واقع، أو على الأقل كخطر داهم يتطلب استعدادًا شخصيًا للهروب. في هذا السياق، يصبح من الممكن أن تؤدي الضربات الإيرانية، إن نُفذت، إلى إعادة رسم الخارطة السياسية في سوريا، إما من خلال فرض معادلة عسكرية جديدة، أو دفع القوى الكبرى إلى التدخل المباشر لإعادة ضبط توازن القوى على الأرض.
لا تزال هذه التطورات قيد المتابعة الحثيثة من قبل العواصم المعنية بالملف السوري، وسط صمت داخلي وتكتم إعلامي رسمي يشي بأن ما يدور خلف الكواليس قد يكون أخطر بكثير مما يظهر في العلن.