«سيليساو» بقيادة أنشيلوتي حتى مونديال 2026

عُيّن الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني لكرة القدم الذي سيتخلى عن مهامه مع النادي الملكي نهاية هذا الموسم، مدرباً جديداً للمنتخب البرازيلي حتى مونديال 2026، وفقاً لما أعلن الاتحاد المحلي للعبة.
وسيتولى ابن الخامسة والستين الإشراف على أبطال العالم خمس مرات الذين يمرون بفترة صعبة على صعيد النتائج، في حين من المتوقّع أن يخلفه في ريال المدرب الشاب شابي ألونسو بعدما أكّد الأخير رحيله عن فريقه الحالي باير ليفركوزن الألماني.
وهي المرة الأولى التي يتولى فيها مدرب أجنبي الإشراف على “سيليساو” منذ 60 عاماً، وتحديداً منذ الأرجنتيني فيليبو نونييس لفترة مؤقتة في عام 1965.
قال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في بيان: “سيقود أعظم منتخب وطني في تاريخ كرة القدم الآن أنجح مدرب في العالم”.
وأضاف: “سيقود البرازيل حتى كأس العالم 2026، وسيقودها في مباراتيها المقبلتين في التصفيات ضد الإكوادور والباراغواي الشهر المقبل”.
بدوره، قال رئيس الاتحاد البرازيلي إدنالدو رودريغيس: “إن تعيين كارلو أنشيلوتي لتدريب المنتخب البرازيلي ليس مجرد خطوة استراتيجية، بل هو وسيلة لإخبار العالم بأننا عازمون على العودة إلى أعلى عتبة على منصة التتويج”.
وكان الاتحاد البرازيلي قد أقال المدرب دوريفال جونيور بعد الهزيمة القاسية في عقر دار الأرجنتين 1-4 في آذار ضمن تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال 2026، حيث يحتل سيليساو المركز الرابع في المجموعة المشتركة.
ويغادر أنشيلوتي العاصمة الإسبانية مدريد كواحد من أنجح المدربين الذين مروا في تاريخ النادي الملكي، إذ حقّق 15 لقباً خلال فترتين مع “لوس بلانكوس”، منها ثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
في فترته الأولى مع ريال، قاد الفريق إلى لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا عام 2014. فاز بلقب المسابقة القارية الأم ثلاث مرات في المجمل مع ريال، وأُقيل في عام 2015، لكنه عاد لتسلّم زمام الأمور الفنية في عام 2021 بعد استقالة الفرنسي زين الدين زيدان، ليرفع الكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين عامي 2022 و2024.
تجاوز المدرب الإيطالي التوقعات، التي كانت لدى جماهير ريال مدريد، بالحفاظ على مكانة النادي كأقوى نادٍ في أوروبا.
حقّق “لوس بلانكوس” لقب الدوري الإسباني في موسمه الأول بعد عودته، قبل أن يهزم ليفربول الإنكليزي في نهائي دوري الأبطال في باريس ليتجاوز أنشيلوتي كلاً من المدربين زيدان والبريطاني بوب بايسلي محققاً لقب دوري أبطال أوروبا الرابع كمدرب، وهو رقم قياسي.
اضطر ريال مدريد إلى الاكتفاء بكأس الملك وكأس العالم للأندية في العام التالي، لكنه عاد بقوة بعد التعاقد مع الإنكليزي جود بيلينغهام ليحقق ثنائية الدوري ودوري الأبطال الموسم الماضي.
تراجع أداء ريال هذا العام رغم تدعيم صفوفه بالمهاجم الفرنسي كيليان مبابي، حيث مني بأربع هزائم أمام غريمه اللدود برشلونة متصدر “لا ليغا” في مختلف المسابقات، ويتجه لخسارة لقبه، كما هُزم في نهائيي الكأس والكأس السوبر، في حين بدا أن الخسارة أمام آرسنال الانكليزي في الدور ربع النهائي لدوري الأبطال قد حسمت مصير أنشيلوتي.
أقرّ أنشيلوتي بذلك بعد خسارة كأس الملك، قائلاً إن مستقبله “الموضوع الرئيسي للأسابيع المقبلة”.
وسبق لأنشيلوتي أن أشرف على تدريب تشلسي الإنكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني في مسيرة زاخرة، إضافة إلى عدة أندية منها ميلان الذي دافع عن ألوانه كلاعب لسنوات طويلة وقاده كمدرب للظفر بدوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2003 و2007. يُعد المدرب الأكثر فوزاً بدوري أبطال أوروبا بخمسة ألقاب.
ولن يجد أنشيلوتي صعوبة في التعامل مع نجوم المنتخب البرازيلي حيث أشرف في ريال على العديد منهم أبرزهم فينيسيوس جونيور، ورودريغو وإيدر ميليتاو، بالإضافة إلى الموهبة الشابة إندريك.
ويغادر الإيطالي “القلعة البيضاء” في 25 أيار بعد المباراة الأخيرة للفريق في الدوري هذا الموسم، أمام ريال سوسييداد في المرحلة الثامنة والثلاثين، علماً أنه يحتل المركز الثاني متأخراً بفارق 7 نقاط عن برشلونة.
وسيشرف أنشيلوتي على مباراة فريقه على ملعبه “سانتياغو برنابيو” أمام ريال مايوركا الأربعاء، وأمام مضيفه إشبيلية في 18 أيار، ويغادر قبل النسخة الجديدة من مونديال للأندية هذا الصيف في الولايات المتحدة.
فاز المدرب بألقاب الدوري في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، في إسبانيا، وإنكلترا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، على مدار مسيرة تدريبية امتدت 30 عاماً.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام محلية الإثنين بأن ألونسو، مدرب ليفركوزن، سيتولى المهام الفنية في ريال مدريد في الأول من حزيران، قبل كأس العالم للأندية، حيث سيستهلّ النادي الإسباني مغامرته أمام الهلال السعودي في ميامي في 18 حزيران المقبل.