الرئيسيةخاص دايلي ليبانون

“شباب بريح للبلدية” نموذج شبابي في مقاربة الاستحقاق البلدي

مع بدء العد العكسي للانتخابات البلدية والاختيارية في المحافظات اللبنانية، والتي تستهل في الرابع من أيار في محافظة جبل لبنان، وفي سياق السعي للخروج من المفهوم التقليدي للعمل البلدي السائد منذ عقود، برزت في بلدة بريح الشوفية مبادرة تحت عنوان “شباب بريح للبلدية”.

وتُعرّف هذه المجموعة عن نفسها عبر صفحتها على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها “مجموعة من شباب وشابات بريح نؤمن بأهمية مشاركتنا في العمل البلدي لخدمة أهل بلدتنا. بكفاءتنا ونشاطنا، نهدف إلى تسهيل حياة الناس، حل مشاكلهم، وتمكين قدرات الشباب وزيادة فرصهم، من خلال طرق علمية وعملية، مع السعي لإحداث تنمية شاملة على كافة الصعد”.

وفي إطار جهودها لتأطير الطاقات الشبابية، وجهت المجموعة دعوة إلى شباب وشابات بريح للمشاركة الفاعلة في الاجتماع الذي سيُعقد يوم السبت 19 نيسان، الساعة السادسة مساءً، من أجل التباحث ودرس الخطوات المقبلة.

 

بو فخر
وحول الهدف من دخول المعترك الانتخابي، يقول الناشط ضمن مجموعة “شباب بريح للبلدية” وأحد المرشحين لعضوية المجلس البلدي في بريح، إيهاب بو فخر، في حديثه لدايلي ليبانون، إن نشاط أعضاء المجموعة بدأ ضمن مجموعات شبابية مختلفة ناشطة في البلدة على عدة صعد: اجتماعية، بيئية وتنموية.
ويضيف: “اجتمعنا اليوم من خلفيات مختلفة، ونريد خدمة أهل بلدتنا من خلال مجلس بلدي فعّال وكفوء ونشيط، لذا قررنا المشاركة في الانتخابات البلدية ترشحاً”.

ويتابع: “قمنا بوضع استبيان يتيح لأهل البلدة تسمية شباب يعتبرونهم كفوئين ونشيطين، لنقوم من بعدها بتشجيعهم على الترشح. نحن نريد أن نقدّم نموذجاً جديداً يختلف عن الأداء التقليدي للبلديات. فالشباب لا يمكنهم أن يلوموا بلديتهم على أدائها ويقفون جانباً رافضين الترشح أو المشاركة، بل علينا أن نتحمّل المسؤولية. البلدية ليست فقط للحجر، بل أيضاً للبشر والشجر، ولإنماء الناس وإعطاء دور للشباب في ظل وجود كفاءات قادرة على نقل الأداء إلى مستويات أعلى، خصوصاً في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية، حيث يمكن توفير الوقت والجهد ومعالجة المشاكل بشكل علمي، وتقديم أفكار جديدة من خلال الشباب بهدف تحسين مستوى الحياة”.

ويضيف: “نهتم أيضاً بالشؤون كافة، كتنمية الزراعة في البلدة، وخلق فرص لأهلها وتأمين مداخيل جديدة مثل السياحة البيئية، واكتساب مهارات منتجة. ومن هنا نطمح إلى تأمين وصول بلدية كفوءة وناشطة، وقادرة على تقديم مشاريع إلى الجهات المانحة بهدف تنفيذ مشاريع إنمائية. في بريح مهارات عالية جداً بين أبنائها المقيمين والمغتربين، بعضهم يتولون مراكز مهمة في مؤسسات عالمية مرموقة، ويمكن الاستفادة من هذه المهارات لخدمة البلدة”.

ويشدد بو فخر على أن هدفهم من المشاركة في الانتخابات البلدية هو الفوز، وليس فقط تسجيل موقف، لأنهم يسعون إلى “وصول مجلس بلدي عصري ومتفاعل، خارج مفهوم تقاسم الحصص بين العائلات، فالبلدية ليست وجاهة بل موقع لأصحاب الكفاءة، والوصول إلى المنصب هو من أجل العمل والخدمة العامة التي تُعتبر العنوان الأساس”.

بو علي
من جهتها، تشير الناشطة جويل بو علي، وأحد أعضاء “شباب بريح للبلدية”، في تصريح لدايلي ليبانون، إلى أن: “بصفتنا شباب وصبايا من بلدة بريح، من الضروري أن نكون شركاء فاعلين في النهضة المحلية. هذه الحملة تمثّل دعوة صريحة لكل الطاقات الشابة للمشاركة في بناء بلدية جديدة، أساسها الكفاءة والقدرة على الإنجاز، بعيداً عن المعايير التقليدية والعائلية التي حرمت الكثير من الكفاءات من فرصتها في أداء دورها بسبب التقاسم العائلي للمناصب”.

وتضيف: “أنا كناخبة أعتبر أن صوتي مسؤولية وفرصة، ودوري لا يقف عند التصويت، بل يمتد إلى تشجيع الشباب والشابات على أن يكونوا حاضرين، يعبّروا عن رأيهم، ويطرحوا حلولاً فعلية لمشاكلنا اليومية”.
وتختم بالقول: “كلنا مسؤولون عن مستقبل بلدتنا، وإذا لم نكن نحن الشباب نواة النهوض ببلدتنا، فمين رح يكون؟”

تجدر الإشارة إلى أن عدد أعضاء المجلس البلدي في بريح ارتفع إلى 15 عضواً في هذه الدورة، إلى جانب وجود 3 مخاتير، ويُقدّر عدد المقترعين بحوالي ألف وخمسمئة. فهل ستنجح مجموعة “شباب بريح للبلدية” في خلق نموذج شبابي جديد في مقاربة الاستحقاق البلدي بعيداً عن مفهوم العائلية والتحاصص، وبالتالي تكسر الأعراف والتقاليد التي تلعب دوراً سلبياً في بعض الأحيان في منع وصول أصحاب الكفاءة إلى موقع القرار؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى