الحديث عن عودة الاتصالات الداخلية المتعلقة بالشان الرئاسي «كلام بكلام» والحكومة تدير الملفات الحياتية على القطعة «كل يوم بيوم» حتى اشعار اخر، والقرار العربي والدولي حاسم «ممنوع الانهيار وفي نفس الوقت ممنوع الخروج من الازمة» «لا معلق ولا مطلق» وهذا يفرض استمرار الدعم المحدود عبر « ابر المور فين « بانتظار انقشاع مسار التطورات الكبرى في المنطقة التي لن تنتهي إلا «بغالب او مغلوب» بين اسرائيل ومحور المقاومة من خلال مواجهات طويلة لسنوات وسنوات، ومن يفكر عكس ذلك ساذج وبسيط، وما على المعارضة الا العمل على تحصين البلد بدلا من التحريض وإثارة الشائعات حول من فتح الحرب في الجنوب؟ واطلاق الدعوات لاعتصامات ومواقف سياسية لن تقدم او تؤخر، فيما الوعود الاخرى عن حلول رئاسية ومالية ومصرفية وعودة أموال المودعين ومحاسبة مهربي الأموال وتحقيقات المرفأ واجتثاث الفساد وعودة النازحين، كلها «احلام ليلة صيف»، لان لبنان وضع على سكة الانتظار الطويل حتى انقشاع الصورة الكبرى .
وحسب مصادر سياسية عليمة، فان لبنان ساحة وليس دولة، والمنطقة ما بعد 7تشرين الاول 2023 ليست كما قبله، ومحور المقاومة يتعامل مع الأحداث كلحظة تاريخية لفرض معادلات جديدة وليس لفرض حلول انية، لكن ذلك لا يمنع التوقيع على هدن طويلة او قصيرة، وهذا ما يؤكد على ان الحرب القادمة قادمة بعد الانتخابات الاميركية مهما كان اسم الرئيس الاميركي، ترامب او هاريس، فالدولة العميقة داخل الولايات المتحدة لن تقبل بالصعود المتزايد لمحور المقاومة في أهم المناطق الاستراتيجية في العالم ،وهذا ما قاله مسؤول فلسطيني بارز متابع لملف الاتصالات في لقاء مع عدد من الصحافيين بعد زيارته الى بيروت مؤخرا بعيداعن الاضواء.
وحسب المصادر العليمة، العالم كله يترقب الانتخابات الاميركية من روسيا الى الصين وفرنسا وايران والسعودية، فمجيء ترامب يحدد مسارات جديدة وعودة الديموقراطيين له تبعات ايضا، لذلك حرصت السفيرة الاميركية في بيروت على حض جميع الأطراف مباشرة وبالواسطة، الى ضرورة التقاط الفرصة الحالية من الانشغالات الكبرى وانتخاب رئيس للجمهورية بين15 تموز و15 ايلول وعدم انتظار الانتخابات الاميركية والا فان الرئاسة قد تطول، علما ان سقف المطالب الاميركية لتمرير الاستحقاق كان منخفضا جدا عن السقوف الفرنسية والسعودية والعربية.
وحسب المصادر المتابعة العليمة، فان زيارة نتنياهو الى واشنطن لن تقدم شيئا رغم انه تصرف كرئيس للولايات المتحدة بعد ان حدد مواعيد لقاءاته مع القادة الاميركيين كيفما يريد، وتؤكد المصادر العليمة، ان الهدف من زيارة نتنياهو التفتيش عن مخرج للمازق الذي يعانيه وليس لاخذ الضوء الاخضر من بايدن لشن الحرب الكبرى والشاملة على غزة وجنوب لبنان، ولو كان نتنياهو واثقا من الانتصار على حماس وحزب الله لاعلن الحرب الشاملة فورا دون انتظار الاذن من بايدن او غيره، ولذلك فان الحرب القادمة اميركية بامتياز بدعم اسرائيلي واوروبي في مواجهة روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية ومحور المقاومة، ومن يصرخ اولا سيدفع الثمن، ولذلك الامور مؤجلة الى ما بعد الانتخابات الاميركية لان نتنياهو لايستطيع بعد اليوم خوض اي حرب بمفرده، وهو يعرف جهوزية محور المقاومة في كل المنطقة وقرارهم «ممنوع هزيمة حماس» وعندما تطلب حماس العون فان اسرائيل لن تعرف من أين ستنهمر عليها الصواريخ؟ وهي التي رصدت جيدا حشود الاف المقاتلين على جبهة الجولان من كل الساحات.