من سلطان باشا الى وجدي الصايغ.. هذا بعض من تاريخ الموحدين الدروز

في ذكرى مرور اربعون عاما على عملية الشهيدة سناء محيدلي ابنة بلدة عنقون الجنوبية يستحضرني رفيقها الاستشهادي وجدي الصايغ ابن بلدة شارون في جبل لبنان، كما تمر بذاكرتي قوافل الشهداء الذين قضوا على درب فلسطين، مسلمين كانوا ام مسيحيين .. فكان منهم المسلم الشيعي والسني والعلوي والدرزي والاسماعيلي والمرشدي والمسيحي المشرقي والغربي والإنجيلي واللائحة تطول.
ولعل سؤالنا اليوم لماذا يأتي حاقد موتور لم يطلق طلقة بإتجاه الإسرائيلي ، ويزاود علينا في الوطنية والدفاع عن المقدسات ..؟!
ترى هل يحق لمرتزقة الناتو من الأطالسة الجدد أن يزاودوا علينا في حب أوطاننا والإخلاص لها؟
ولأننا نحن الموحدون ولأن انتماؤنا للأرض التي تربينا فيها وليس لنا مكان آخر غيرها ..
وهنا أريد أن أذكر بأن أهلنا في الكرمل والجليل من أبناء عشيرتنا المعروفية عندما جاؤوا إلى سلطان باشا رحمه الله ليأخذوا مشورته في ترك بلادهم واستقبالهم في السويداء، حيث رفض ذلك وقال لهم مرحبا بكم ضيوفاً في جبل العرب ، لكن لا تتركوا دياركم لأن فيها جذوركم وكرامتكم وقبور أجدادكم و من يترك داره يقل مقداره كما يقول المثل العربي ..
ما كنت أريد الخوض في غمار هذا الموضوع لكن إرتفاع أصوات وحملات التخوين لسماحة الشيخ حكمت الهجري واتهام الطائفة المعروفية بالانفصال وغير ذلك مما يبثه الاعلام الأصفر وأسراب الذباب الأسود على مواقع التواصل الاجتماعي، للتشكيك بتاريخ طائفة الموحدين الدروز ودورها العروبي والتطاول على مرجعياتنا الروحية وعلى رأسهم أيضاً سماحة الشيخ موفق طريف أطال الله في عمره دفعني للقول باختصار للغادي والبادي، فنحن أبناء التوحيد حماة الثغور نسير خلف الأمة العربية والاسلامية ومستعدون دائماً للمضي خلفها بكل قرار تتخذه، لكن شريطة ألا تحز رقابنا كالماشية، قرابيناً لهياكل دينية تريد إعادة عقارب الساعة إلى الخلف ١٤٠٠ عاماً لتقاتل على الجمال والبغال وبالرمح والترس والكلاشينكوف على أحسن حال .. كفانا مزايدات رخيصة وتافهة ، لذلك على هؤلاء الذين يتهموننا بالخروج عن الدولة والعمالة وغيرهم نقول: لا تزاودوا علينا فتاريخنا وماضينا وحاضرنا يشهد بأننا لم نكون ولن نكون خنجراً في خاصرة الأمة ، لكننا نرفض أن نساق إلى المجازر والذبح الجماعي كالمواشي …
وبالختام استذكر قول الشاعر :
أبا هند فلا تعجل علينا ، وأنظرنا نخبرك اليقينا ..
بأنا نورد الرايات بيضاً ، ونصدرهن حمراً قد روينا ..
وأيام لنا غر طوال ، عصينا الملك فيها أن ندينا ..
ألا يجهل أحد علينا ، فنجهل فوق جهل الجاهلينا ..
الفقير لله مجدي نعيم