
خطفت التطورات الامنية وعمليات القصف الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية للمرة الاولى منذ اعلان وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الاضواء من امام زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون الى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي ماكرون، وفرضت اسرائيل من خلال اعتداءاتها جدول اعمال امنيا علىالاجتماع بين الرؤساء اللبناني والفرنسي والسوري والقبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في باريس،حيث تبلغ الرئيس عون داخل الاجتماع خبر القصف على الضاحية الجنوبية ونقل ذلك الى المجتمعين، وعلى الفور اجرى الرئيسان اللبناني والفرنسي سلسلة اتصالات لتثبيت وقف اطلاق النار والحفاظ على القرار 1701.
وعُلم ان الرئيس الفرنسي قام باتصالات دولية وسيستكملها باتصالين بترامب ونتنياهو، كما أجرى مسؤولون فرنسيون اتصالات بالضابط الفرنسي في لجنة وقف النار .
الرسالة الاسرائيلية وصلت الى الرؤساء اللبناني والسوري والفرنسي، بغطاء أميركي مكشوف:” الامر لي”، ولا هدوء ، لا اعمار، لا اموال قبل التطبيع الشامل بين لبنان وسورية وإسرائيل، والباقي تفاصيل، واعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان اميركا تضغط على لبنان لدفعه الى التطبيع مع اسرائيل ونحن نرفض ذلك مع الرئيسين عون وسلام ، مشيرا الى ان واشنطن لن تقدم اي دعم للبنان قبل نزع سلاح حزب الله. وتحدث عن المحاولات الاسرائيلية لاستقطاب الدروز في سوريةبهدف تفتيت المنطقة.
ودان الرئيس عون خلال الاجتماع الباريسي، الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، واعلن ان التحقيقات كشفت ان حزب الله ليس مسؤولا عن اطلاق القذائف ولا يمكن مقارنة الخروقات اللبنانية بالخروقات الاسرائيلية اليومية ، ونحن ضد ايمحاولة مشبوهة لاعادة لبنان الى دوامة العنف، وناشد أصدقاء لبنان التحرك السريع لوقف التدهور والمساعدة على تطبيق القرارات الدولية، واشار، الى ان الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية هي استمرار لانتهاك اسرائيل الاتفاق الذي ترعاه فرنسا واميركا وعلى المجتمع الدولي ان يضع حدا لهذه الاعتداءات وارغام اسرائيل على التزام الاتفاق، كما لبنان ملتزم به، واكد الرئيس عون، اننا نريد استعادة اراضينا المحتلة وتطبيق القرارات ذات الصلة والعودة لاتفاقية الهدنة سنة 1949، وختم بالقول، نريد بناء دولتنا وبسط سيطرتها وهذا ما نريد المساعدة بشأنه.
ماكرون بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن تضامنه مع سكان بيروت الذين شهدوا غارة اسرائيلية في خرق لوقف اطلاق النار، واعلن وقوف بلاده مع لبنان لأنها تدرك حجم التحديات التي يعيشها، ووافق الرئيس عون كلامه على عدم ضلوع حزب الله باطلاق الصواريخ عندما قال: التقارير التي وصلتنا لا تحدد اي جهة عن اطلاق الصواريخ.
واكد ماكرون، ان الاعتداءات غير مبررة ،واشار الى ان المساعدات تركز على اعادة دورة المؤسسات لان هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي.
واللافت، انه لم يصدر اي بيان او تاكيد على عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان كما اعلن سابقا او تقديم رزمة من المساعدات، حتى الرئيس الفرنسي ربط الامر بالاصلاحات.
وفي الخلاصة يخشىمرجع كبير،ان يدفع لبنان ثمن الخلافات الاميركية الفرنسية الواضحة على الأرض اللبنانية،وبمجرد دخولالرئيس عون الى الاليزية باشرر الطيران الاسرائيلي قصف الضاحية الجنوبية ومناطق واسعة في الجنوب مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى وعمليات نزوح،فيما بادر الرئيس سلام الى الاتصال بنائبة مبعوث الرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط اورتاغوس المتوقع وصولها الى بيروت قريبا، واكدت في حديث صحافي، ان بلادها لا تريد توسيع الحرب بين لبنان وإسرائيل لكننا نشجع على التفاوض الديبلوماسي بين البلدين، ودعت ايضا الى مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول النقاط الخمس وقالت، ان اتفاق وقف اطلاق النار تم خرقه من قبل لبنان، وعلى الحكومة اللبنانية لجم المجموعات التي تطلق الصواريخ عوضا عن لوم اسرائيل مشيرة الى انها تحترم الرئيس لكن هناك خلافات حول بعض النقاط ولا نريد دولة داخل الدولة، واللافت ان المسؤولة الاميركية تحدثت عن مجموعات مسلحة وارهابيين وراء اطلاق الصواريخ ولم تشر الى حزب الله بالاسم ، لكنها دعت الى نزع سلاح الحزب.
هذا مع العلم ان واشنطن فرضت عقوبات على 5 أشخاص بتهمة التعاون مع الحزب .
الصواريخ اللقيطة
والغريب حسب مصادر واسعة الاطلاع على المشهد الجنوبي، امر الصواريخ اللقيطة، التي تبين انها دون “اب وأم”، عديمة الفاعلية، بدائية الصنع من زمن “ابو فتيلي” تبرأ منها حزب الله واعلن عدم علاقته بعمليات القصف الصاروخي المشبوهة ،وابلغ من يعنيهم الامر بذلك ، والسؤال: من هي الجهة المستفيدة من اطلاق الصواريخ سوى اسرائيل؟ كيف تم التزامن والتوقيت الواحدبين قصف الضاحية وبدء الاجتماع الموسع في باريس؟ ما سر الترابط بين التصعيد الاسرائيلي منذ ايام والاعلان عن اجتماعات باريس ؟ فاسرائيل هي من اخترعت عملية اغتيال السفير الاسرائيلي في باريس عام 1982 لتبرير اجتياحها للبنان وتبين ان العملية وهمية ولم تحدث مطلقا.
وحسب المصادر عينها، هل يصدق احد ان حزب الله وفي هذا التوقيت يقوم بهكذا عمليات ويقدم هذه الفرصة للعدو لضرب مناطقه وبيئته وجمهوره في آخر أيام الشهر الفضيل؟ هل يعقل ان يقدم حزب الله على القصف الصاروخي على اسرائيل في موازاة الدعوة للاحتفال بيوم القدس العالمي؟
واشارت معلومات، ان التحقيقات التي اجراها الجيش اللبناني حول عملية اطلاق الصاروخين على اسرائيلمنذ 4 ايام،كشفت ان حزب الله غير مسؤول عن اطلاق الصاروخين،فحزب الله يعرف ان اسرائيل تنتظر مثل هذه الفرص، ومن يمنع الاسرائيلي في ظل الفراغ الأمني في الجنوب من القيام بهكذا عمليات عبر شبكاته الامنية الواسعة، فواشنطن وإسرائيل تعملان وبقوة على سيناريو شيطنة البيئة الشيعية للحزب، ودعم وتبني ومواكبة اي تحرك شعبي ضدهمهما بلغت تكاليفه.