اخبار محليةالرئيسية

الرئيس عون: لا ترف الوقت أمامنا والإصلاحات مفتاح الدعم الدولي

في حديث خاص لمحطة France 24 عشية زيارته إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالدور الذي تلعبه فرنسا في دعم لبنان لمواجهة التحديات الراهنة. وأكد أن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأخيرة حملت رسالة واضحة بضرورة التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي والشروع في الإصلاحات المطلوبة، مشددًا على أن الحكومة باشرت العمل للوصول إلى هذه الاتفاقات بأسرع وقت ممكن.

*الإصلاحات شرط أساسي للدعم الدولي*

وأشار الرئيس عون إلى أن لبنان لا يملك رفاهية الوقت، وأن الالتزام بالإصلاحات هو السبيل الوحيد لاستعادة الثقة الدولية وتأمين الدعم اللازم لإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية. وأكد أن المجتمع الدولي مستعد لمساعدة لبنان، إلا أن ذلك مشروط بقيام الدولة بالخطوات المطلوبة منها، موضحًا أن فرنسا تسعى إلى عقد مؤتمر لدعم لبنان، ولكن إنجازه مرتبط بمدى التزام الحكومة بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.

*ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية*

فيما يتعلق بملف السلاح، شدد رئيس الجمهورية على أن الجيش يقوم بواجباته في الجنوب، وأن الدولة ملتزمة بتطبيق القرار 1701، مؤكدًا أن “حزب الله متعاون في الجنوب”، وأن ملف السلاح يجب أن يُعالج ضمن إطار “استراتيجية الأمن الوطني”، التي ستنبثق منها “الاستراتيجية الدفاعية”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تستدعي توافقًا داخليًا لمعالجة هذا الملف ضمن حوار وطني هادئ ومسؤول.

*التصعيد الإسرائيلي والحدود الجنوبية*

وعن التصعيد الإسرائيلي الأخير، شدد الرئيس عون على أن إسرائيل هي الطرف الذي يبادر دائمًا إلى خرق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في احترام الاتفاقات الدولية، وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. وأكد أن أي مفاوضات لترسيم الحدود البرية ستكون تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى غرار آلية ترسيم الحدود البحرية.

*موقف لبنان من التطبيع*

وفيما يتعلق بملف التطبيع، أوضح الرئيس عون أن “هذا الأمر غير مطروح حاليًا”، مشيرًا إلى أن موقف لبنان ثابت ضمن إطار مبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمة بيروت عام 2002، والتي أعيد التأكيد عليها في القمة العربية الأخيرة بالرياض.

*العلاقات اللبنانية-السورية وترسيم الحدود*

وفي ما يخص الحدود اللبنانية-السورية، كشف الرئيس عون أنه ناقش مع الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية في القاهرة، ضرورة ترسيم الحدود لضبط عمليات التهريب ومعالجة الملفات العالقة، مؤكدًا أن أي تقدم في هذا الملف ينتظر تشكيل الحكومة السورية الجديدة، تمهيدًا لتشكيل لجان متخصصة بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، التي أبدت رغبتها في لعب دور الوسيط في هذا الشأن.

*الاستفادة من المتغيرات الدولية*

وختم رئيس الجمهورية حديثه بالتأكيد على أن الظروف الدولية مؤاتية لدعم لبنان، لكن ذلك يتطلب من اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم والإسراع بتنفيذ الإصلاحات الضرورية. وأضاف: “إعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي هي المدخل الوحيد للحصول على الدعم المطلوب، ولا خيار أمامنا سوى الالتزام بهذه الإصلاحات من أجل إعادة إعمار لبنان وإنقاذه من أزمته”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى