
فتحت أحداث بلدة حوش السيد علي الحدودية الشرقية مع سوريا، الباب واسعاً للحديث عن الحدود اللبنانية – السورية وضرورة ضبطها وتعزيز سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما دفعت هذه الأحداث الجهات الدولية، للإصرار مجدداً على ضرورة ضبط الحدود بين لبنان وسوريا، كمقدمة لتطبيق الاتفاقات الدولية، وضمان بسط سلطة الدولة والجيش اللبناني على جميع الحدود والمعابر بما فيها الشمالية أيضاً.
وبنظر المجتمع الدولي، الذي يراقب أداء الدولة اللبنانية في العهد الجديد، فإن الحدود البرية الشمالية مع سوريا لا تقل أهمية عن الحدود الشرقية، ولا عن الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وبالتالي من المهم أن يضع الجيش اللبناني يده عليها والانتشار فيها. وفي معلومات لـ “نداء الوطن”، فإن الجانبين الفرنسي والألماني مهتمان بهذا الموضوع، وقد تم طرحه مجدداً مع المسؤولين من قِبل وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك”، التي زارت لبنان. كما سيعاود طرحه الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في معرض سؤاله للمسؤولين اللبنانيين، عن الخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لضبط حدودها بالكامل، وتطبيق القرارات الدولية، بالإضافة إلى بحث مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا، وتثبيت النقاط الحدودية بالكامل.
المعابر الرسمية
العريضة، الدبوسية ووادي خالد هي المعابر الرسمية التي تربط لبنان وسوريا من جهة الشمال. حتى الآن لا تزال هذه المعابر مقفلة، منذ استهدفتها إسرائيل في حرب الإسناد. ومع أن شركة الأرز المتعهدة قد أنهت عملها في معبر العريضة وجهّزته، وتستعد لبدء العمل بالمعبرين الآخرين، إلا أن مصادر مطلعة أوضحت لـ “نداء الوطن” أنّ “الجانب السوري هو من طلب من الجانب اللبناني ووزارة الأشغال، تأخير تشغيل معبر العريضة لأيام، حتى يصبح جاهزاً لتشغيله من الجهة السورية. فالأمن العام السوري استلم مؤخراً هذه المعابر لكنه يعيد تأهيل كادر العناصر والموظفين، ليصبحوا على دراية بمسائل الدخول والخروج والمكننة، وتحديد الآلية الجديدة الذي ستُتّبع. وتشدد المصادر على أنّ “هذه العملية لن تطول لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أو شهر على أبعد التقديرات، لكي يُعاد فتح المعابر جميعها واستئناف العمل بالشكل الطبيعي”.
من الناحية الأمنية، إنّ الجيش اللبناني موجود عند المعابر هذه وعلى طول المنطقة الحدودية. في هذا الصدد، أشارت مصادر عسكرية لـ “نداء الوطن” إلى أنّ “أوامر عسكرية أعطيت للوحدات، للاستعداد لتنفيذ قرار انتشار واسع على طول الحدود الشمالية التي تزيد عن الـ 110 كيلومترات، وتنفيذ أوامر صارمة بضبط الحدود ومنع كل أشكال التهريب والدخول والخروج غير الشرعيين”. وأضافت المصادر أن “الجيش سيتعامل بحزم في هذه المسألة، وأن التنسيق مع الجانب السوري في هذا المجال قد قطع شوطاً، وقد يكون هناك زيارة مرتقبة لقائد الجيش الجديد العماد رودولف هيكل إلى الحدود الشمالية، لوضع اللمسات على عملية الإنتشار والخطة الأمنية”.