طوفان أبناء الجنوب.. بين فجر التحرير ومشهد الإنتصار
يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون
بإرادتهم التي لا تلين وبخطى ثابتة نحو أرض العز في جنوب لبنان المعمّد بدماء الشهداء، من مسافة صفر وغير آبهين برصاص جيش العدو وقذائف دباباته وعمليات اعتقال بعض الشبان واستشهاد بعضهم وجرح اخرين، إنطلق طوفان أبناء الجنوب فجرا نحو الناقورة وحولا وشقرا وكفركلا وميس الجبل ومارون الراس وباقي بلدات الجنوب الآبي، يرسمون مشهد التحرير بدمائهم وعنفوانهم ويفرضون إرادتهم كاسرين كل الحواجز التي وضعها العدو لمنع عودة أبناء الجنوب الى أرضهم، ولكن من يستطيع كسر إرادة من قدموا أبناءهم واشقاءهم وفلذات أكبادهم شهداء على درب تحرير تراب الجنوب؟.
انها ارادة اهل الجنوب وشعبه الذي لم يفرّط يوما بحبة تراب او قطرة دم شهيد وبعضهم لا يزال تراب الجنوب يحتضنه حتى اليوم، وأمام مشهد العز في العودة الى الجنوب يصبح مؤكداً أن إرادة الشعب في تحرير أرضه لا يمكن ان تقف في وجهها اي قوة رغم كل جبروتها، لأن من يقدم الدماء والتضحيات لا يمكن ان يُهزم مهما كان حجم التحديات، ويكفي أبناء الجنوب عزا وفخرا انهم عادوا الى ارضهم ووقفوا شامخين فوق ركام منازلهم، بينما مستوطنو الشمال لا زالوا عاجزين عن العودة الى مستوطناتهم في الشمال الفلسطيني المحتل خوفا من المقاومة.
نعم يا سادة انها دماء الشهداء وتضحياتهم وارادة أبناء الأرض التي تصنع النصر وتحرر الارض لا قرارات من هنا او ضمانات من هناك، تبين انها لا تساوي قيمة الحبر التي كتبت به حيث ضرب بها العدو عرض الحائط ولم يلتزم بمهلة الستين يوما للانسحاب، مقابل التزام المقاومة -حتى الان- بعدم الرد على الاعتداءات، افساحا بالمجال امام الدولة اللبنانية كي تقوم بدورها المطلوب في حفظ السيادة والزام العدو بالانسحاب من جنوب لبنان، وأمام مشهد طوفان أبناء الجنوب العائدين تظهر الحقيقة الوحيدة ان الدماء هي التي تكتب فجر التحرير وترسم مشهد الانتصار.