وزارة العام: وزارة التربية/ نادين خزعل
كان العام 2024 من أصعب الأعوام التي مرت على لبنان على كل الصعد، إنهيار مؤسساتي دراماتيكي، فراغ دستوريّ، إنهيار مالي و اقتصادي، وصولًا إلى العدوان الإسرائيلي الأعتى.
كل هذه العوامل مجتمعة، من الطبيعي أن يتأثر بها القطاع التربوي الذي هو جزء من سلسلة منظومة وطنية اجتماعية اقتصادية أمنية شاملة.
ولكن، في وزارة التربية كان المشهد مغايرًا ومختلفًا، فالوزير عباس الحلبي والمدير العام عماد الأشقر وفريقا عملهما، وقفوا جميعهم سدًّا منيعًا في وجه أعاصير المخاطر التي هبت من كل حدب وصوب، والتي كادت أن تطيح بالعام الدراسي والقطاع التربوي لولا حكمة الرجلين ومقاربتهما المسؤولة ووطنيتهما العابرة.
على وقع صواريخ العدو الإسرائيلي، استكملت وزارة التربية عملها، فكان العام 2024 عام الاستحقاقات الأحق.
التحدي الأبرز كان إجراء الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية العامة، ووضع الخطط المرنة التي أنقذت العام الدراسي 2024-2025 من الضياع. وقد تعددت الانجازات من مشروع كتابي، إلى مدارس الاستجابة للطوارئ، إلى إطلاق ورش تعديل المناهج، إلى إقرار الأوراق المساندة للإطار الوطني للمنهاج: السلم التعليمي وتنظيم السنة الدراسية، سياسة التقويم والمقاربة بالكفايات، إلى تخضير التعليم ومشروع التغذية المدرسية في المدارس الرسمية والنشرات الاسبوعية حول الاستجابة لحالة الطوارئ في قطاع التربية والتعليم وحزم الانترنت المجانية.
أضف إلى ذلك، تحول المدارس الرسمية إلى مراكز إيواء تستقبل النازحين وتستعد لانطلاقة التعليم المدمج، و تشكيل اللجنة العليا لإدارة التعليم في حالات الطوارىء والأزمات والكوارث ولجنة الاشراف والتنسيق مع الجهات المعنية بالطوارىء في المدارس المعتمدة كمراكز للإيواء، وتشكيل لجنة الطوارئ التربوية، وافتتاح دورة تدريب الخبراء في كتابة مناهج مواد التعليم، ومشروع تحدي القراءة العربي، وتكريم الطلاب العشرة الأوائل في الامتحانات الرسمية، وعقد شراكات استراتيجية لمكافحة التسرب المدرسي، وإطلاق منصة الوصول إلى مراكز الامتحانات الرسمية، الانضمام إلى الشراكة الدولية من أجل التربية، إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من الأمراض السرطانية ،تطوير استراتيجيات تربوية تكفل التعليم الدامج، إطلاق برنامج الكشف الطبي المدرسي بالشراكة مع مراكز الرعاية الصحية الأولية، إطلاق مبادرة الأونيسكو لمرونة التعليم،إعلان ميثاق الشرف بين المدارس الخاصة ونقابة المعلمين، إطلاق وحدات تدريب لتطوير قيادة المدارس، هذا بالإضافة إلى مئات الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات المحلية والدولية.
إذًا، رغم كل العقبات، نجح الوزير عباس الحلبي والمدير العام عماد الأشقر في تحويل حصى التعثر إلى جسور عبور، وبأمانة صانا الأمانة، وجعلا وزارة التربية تكون الأنموذج المكتمل عن العمل الإداري الوطني.
إن كل ما ذُكر هو نذرٌ يسيرٌ من إنجازات وزارة التربية التي تستحق وعن جدارة لقب وزارة العام.
ختامًا، نستذكر قول الوزير عباس الحلبي”لا نيأس لأن ما تقومون به هو أهم ما يمكن أن يتم لمصلحة لبنان”، وقول المدير العام عماد الأشقر : ” كلفة الجهل أعلى بكثير من كلفة التعليم” ، وعليه، فإن حماية المجتمع اللبناني لا تكون إلا بتغليب المعرفة، ونبذ الجهل.