بين التجديد والبناء تسير المنتخبات الوطنية في كرة القدم، اذ لم يعد الامر يقتصر على المنتخب الاول الذي سبق ان دخل في مرحلة تغيير جلده، والتي بدأت تفرز نتائج ايجابية، آخرها كان فوز “رجال الأرز” بمجموعة من اللاعبين الشبان والجدد على الساحة الدولية، في مباراتين وديتين على الكويت، وذلك رغم غياب 9 لاعبين محترفين في الخارج عن التشكيلة التي خاضت هاتين المباراتين في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.
العمل انتقل الآن نحو المنتخبات الرديفة، وتحديداً المنتخب الأولمبي، ونظيره منتخب الناشئين، مع تشكيل جهازٍ فني جديد لكلٍّ منهما، بحيث يقود الأول المدير الفني جمال طه بمعاونة اسماء سبق ان حضرت في الملاعب الدولية، على غرار المدرب وسام خليل على صعيد منتخب الرجال، ومدرب حراس المرمى زياد الصمد.
أما في ما خصّ الناشئين فإن الخيار ذهب نحو وجوهٍ شابة إن كان من خلال تعيين رامي اللادقي كمديرٍ فني او من خلال وجود سيرج سعيد كمدربٍ، وهو الذي خاض تجربةً تدريبية في الموسم الماضي ضمن الجهاز الفني لفريق الحكمة، اضافةً الى حسن حمود الذي سيأخذ دور المدير تماماً كما كان الحال عليه في نادي النجمة، وقد انضم اليهم ايضاً مدرب حراس المرمى عباس شيت.
بطبيعة الحال، يبني المتابعون آمالاً كبيرة على هذين المنتخبين تحديداً لأسبابٍ مختلفة، فمن الناحية الأولمبية تبدو عودة طه الى العمل مع المنتخبات الوطنية مهمة جداً، اذ كان قد حصد خبرةً دولية كبيرة من خلال اشرافه على المنتخب الأول، الذي يأمل ان يمرّر اليه بعض الوجوه الشابة في أقرب وقتٍ ممكن لكي يلتقي العمل في الأولمبي مع مرحلة التجديد التي يشهدها المنتخب الأول.
وتبدو مهمة طه في هذا الاطار واضحة، وهي جمع ابرز المواهب الشابة وصهرها في أسلوب لعبٍ يلتقي مع امكاناتها لكي ترتقي الى مستوى التحدي، وتالياً لتكون رافداً لمنتخب الرجال.
أما في ما خصّ منتخب الناشئين، فإن تعيين اللادقي الذي يشرف على سبورتينغ BFA في دوري الدرجة الثانية للموسم الثاني على التوالي، فقد جاء وكأنه مكافأة تقديرية للاعب الحكمة السابق الذي ذهب الى مجال التدريب في سنٍّ صغيرة، وتحديداً منذ اشرافه على فرقٍ عدة في “بيروت فوتبول أكاديمي”.
ولفت اللادقي الانظار، لا فقط، من خلال الالقاب العديدة التي احرزها في الفئات العمرية، إنما بأساليب اللعب العصرية التي ميّزت الفرق التي اشرف عليها، وهو يعكس المدرسة العصرية في كرة القدم، ما يبشّر بمستقبل زاهر لمنتخب الناشئين.